بنفس ما سأحتفل بابني الأكبر عبدالله الذي يصل بعد أيام لعامه العاشر، احتفلت بذكرى انطلاق سباقات الفورمولا واحد في حلبة البحرين الدولية بنفس العدد من السنوات التي مرت كلمح البصر، كما هو شعارها في عالم سباقات السرعة، مرت كما يمر البرق أمام أعيننا، مرت أيامها الثلاثة وكأنها سحر على الرغم من تعب العمل فيها، بالطبع أنا أقصد أيام سباق جائزة البحرين الكبرى لسباقات الفورمولا واحد التي انتهت منافساتها قبل أيام بسيطة.
من يعش حياة سباقات الفورمولا واحد ويكن فرداً منها، سواء بالعمل في مجال السباقات أو التغطية الإعلامية أو حتى الجماهير، يعرف مدى حلاوة وجمال هذه الأيام الثلاثة التي كم تمنينا ألا تنتهي وأن تتواصل وكأنها أيام دوريات لعبة الكرة بأنواعها.
لم أكن من هواة هذه اللعبة أو الرياضة بالسابق ولكن ومن بعد أن عايشت حياتها عن كثب تحولت نظرتي لها إلى نظرة حب وإعجاب خصوصاً من خلال عملي مع أناس ذوي خبرة في مجال الفورمولا واحد، على رأسهم رئيس قسمنا الرياضي والمساعد الإداري له اللذان لا يكلان من تزويدنا بالمعلومات والملاحظات حول ما يدور في السباق، حتى أصبحنا كمتسابقي الفورمولا واحد نتلقى تعليماتنا عبر سماعة الهاتف التي لم تفارق آذاننا طوال الأيام الثلاثة من السباق.
كلها أمور لن تفارق الذاكرة ولن تمحى من الذكريات، خصوصاً مع أطول سباق في تاريخ حلبة البحرين الدولية منذ تأسيسها كونه السباق الليلي الأول، لكن فعالياته تمتد من الصباح الباكر ولا تنتهي إلا قرب منتصف الليل، فكانت ساعات طويلة متعبة لكنها جميلة والأجمل منها مقابلة مسؤولين على طراز رفيع يشعون عفوية وتواضعاً، على رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لمجلس الوزراء الذي تجول وسط ساحة الفرق بكل عفوية وتواضع وتقبل الجميع من متسابقين وصحافيين وحضور بكل صدر رحب لالتقاط الصور التذكارية والوقوف على استعدادات الفرق، فكانت لنا عادة أن نوثق مقابلته بتذكار نجمده في صورة في كل موسم، ولا يمكن لنا أن نغفل دور رؤية سموه وحكمته في استضافة البحرين لسباقات الفورمولا واحد عندما جاء بها قبل السنوات العشر الماضية ورهانه على نجاحها الذي ثبت للجمع اليوم بالبرهان القاطع، كذلك نلمس التواضع في الشيخ سلمان بن عيسى الرئيس التنفيذي للحلبة والشيخ عبدالله بن عيسى رئيس الاتحاد البحريني لسباق السيارات وزايد الزياني رئيس مجلس إدارة الحلبة وكل العاملين في الحلبة الذين كانوا معنا أسرة واحدة كان هدفها نجاح السباق ورفع اسم مملكة البحرين عالياً.
دموع بشارة النجاح
موقف حفر في ذاكرتي لم ولن أنساه، فمازال شريط هذا المشهد يدور في ذاكرتي وسيدور طويلاً عند انتهاء سباق الجائزة الكبرى الليلي الأول في البحرين، وأنا أرى أحد المسؤولين في الحلبة «بشارة عبده» وهو يلف بذراعيه الرئيس التنفيذي للحلبة الشيخ سلمان بن عيسى ودموع الفرح تنهمر وصوت النحيب يخرج منه ليس حزناً بل فرحاً بنجاح السباق الذي راهن العديد على عدم نجاحه، لكنه نجح وبجدارة ليس بشهادتنا نحن فقط بل بشهادة الجميع ممن شاركوا في السباق من متسابقين وإعلاميين محليين وأجانب بإثبات الأرقام.
برقيات شكر وتقدير
يستحق الشكر كل من شارك في إنجاح العيد العاشر لسباقات الفورمولا واحد بمناسبة مرور عقد على التأسيس والانطلاق، فكل الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين ولمجلس الإدارة والقائمين على الحلبة، والشكر موصول للمركز الإعلامي والقائمين عليه وفريق المارشال وجميع المتطوعين العاملين في الحلبة، والجميل فيهم بأنهم جميعهم بحرينيون قلوبهم تنبض بحب الوطن.