لست أورد أمثالاً شعبية هنا، بل إنما هذان من أكثر التعليقات التي يعلق بها المخلصون من البحرينيين الذين وقفوا مع بلادهم ودولتهم ونظامهم خلال الانقلاب الآثم، أكثر تعليقين يكتبونهما على مقالات وآراء وما ينشره الإعلاميون إن هم تحدثوا عن ثوابت يطالب بها الناس منذ ثلاثة أعوام وحتى اليوم، مثل تطبيق القانون، واستعادة الدولة لهيبتها، وعدم منح الفرص لزرع خناجر في مفاصل الدولة.
الناس تقول لنا «تؤذنون في خرابة» و«تنفخون في جربة مشقوقة»، والإسقاطات هذه ليست استنقاصاً لدور الصحافة الوطنية وكل صوت بحريني مخلص، بل هي «معيبة» للنظام نفسه، للدولة ذاتها باعتبارات أنها ترى رأي العين التجاوزات والأخطاء والتعدي السافر عليها وعلى القانون لكنها بدل التعامل بصرامة يسندها فيها القانون، تتراخى وتواصل التعامل بروح القانون، والأخير أصلاً فيه من التميز والانحياز وظلم الآخرين الكثير والكثير.
السؤال هنا ليس بمعنى ما يقال، ليس معنياً بالوصف وتفصيلاته وتحليلات مضمونه، بل السؤال المهم هنا يا دولة، هو لماذا وصل المخلصون من أبنائك الذين دافعوا ومازال يدافعون عنك، لماذا وصلوا إلى هذا المستوى من الاستياء الذين يصفون الدولة بأنها «خرابة» لا يجدي فيها الأذان؟!
على الدولة أن تسأل نفسها، لو لا سمح الله تكرر السيناريو الانقلابي الأخير، هل هبة الناس ستكون بالمثل؟! هل أي دعوة لتجمع أو التفاف ستحظى بنفس الاهتمام والتفاعل؟! هل أي شعار يطلق سيتم التعامل معه بأهمية أم باستخفاف واستهجان؟! هل الثقة هي ذاتها؟! هل الصمود على الثوابت بنفس الوتيرة؟! هل القناعة بأن العبرة ستستخلص من الدروس أم أننا مثل التلميذ البليد الذي لو عدت عليه الدرس ألف مرة فإنه لن يعيه؟!
والله نحاول كأصحاب رأي وأقلام نحرص أن نكون نبضاً للناس، نحرص أن نشد الهمم ونقوي العزائم، لكن في النهاية كل المحاولات يمكن أن تتحطم بسرعة إزاء موقف واحد من الدولة التي تمتلك قوة تطبيق القانون، وذلك حينما لا تطبقه، وذلك حينما ترى الإرهاب وتعرف مصدره، وترى التحريض وترصده وتعرف مكمنه، لكنها وللأسف لا تضع لكل هذا العبث حداً!
لماذا يا دولة؟! سؤال تعرف هي مقصده، لكنها لا تجيب. لا يمكن أبداً أن تتوقع الدولة من كل بحريني مخلص هنا أن يكون صبره كصبر النبي أيوب، لا يمكنها أن تأخذ المخلصين على اعتبار أنهم أصوات مضمونة وشرائح مواقفها ثابتة، حتى الإيمان يهتز أحياناً إن كثرت المعاصي وسادت، بالتالي يخطئ كثيراً من يراهن على ثبات الناس في حين هو ليس ثابتاً على موقف الحق والذي تريد الناس له أن يثبت عليه لتثبت هي.
هذه هي الحقيقة المرة، حالة الإحباط التي تسود الناس (وأدرك أن بعض المسؤولين يستاؤون من إيراد كلمة إحباط رغم أنها حقيقة عليهم مواجهتها) هذه الحالة هي صنيعة الدولة، هي صنيعة أصحاب القرار، السبب فيها من يرى الإرهاب ولا يرى حرجاً في محاورة عرابيه ومصدريه والمحرضين عليه، المسؤول هنا من يكسر عزائم المخلصين بمواقف لا يجب أن تصدر عمن ضرب بخناجر مسمومة في ظهره ومن نصبت له المشانق. الحق واضح وبين والحق أحق أن يتبع.
أما من يواصل التعليق على ما نجتهد فيه من منطلق حب لتراب هذه الأرض، فإننا نقول: وإن كانت «خرابة» فإن رفع الأذان واجب. الأذان يرفع لرب العالمين لا يرفع لبشر، وإن كان في فضاء من الأرض فيكفي أن من خلق هذا الكون كله يسمع ويرى ويجيب المضطر إذا دعاه.
الماسك على الحق كمن يسمك بالجمر، وإن عزف الجميع عن رفع الأذان، فلن يسمع بعدها تكبير في الأرض، وكما نقول باللغة الدارجة: «إن خليت خربت»، سنظل نؤذن ونؤذن وننصح ونكتب باسم نبض الناس، حتى يقضي الله أجلاً كان مكتوباً.
الناس تقول لنا «تؤذنون في خرابة» و«تنفخون في جربة مشقوقة»، والإسقاطات هذه ليست استنقاصاً لدور الصحافة الوطنية وكل صوت بحريني مخلص، بل هي «معيبة» للنظام نفسه، للدولة ذاتها باعتبارات أنها ترى رأي العين التجاوزات والأخطاء والتعدي السافر عليها وعلى القانون لكنها بدل التعامل بصرامة يسندها فيها القانون، تتراخى وتواصل التعامل بروح القانون، والأخير أصلاً فيه من التميز والانحياز وظلم الآخرين الكثير والكثير.
السؤال هنا ليس بمعنى ما يقال، ليس معنياً بالوصف وتفصيلاته وتحليلات مضمونه، بل السؤال المهم هنا يا دولة، هو لماذا وصل المخلصون من أبنائك الذين دافعوا ومازال يدافعون عنك، لماذا وصلوا إلى هذا المستوى من الاستياء الذين يصفون الدولة بأنها «خرابة» لا يجدي فيها الأذان؟!
على الدولة أن تسأل نفسها، لو لا سمح الله تكرر السيناريو الانقلابي الأخير، هل هبة الناس ستكون بالمثل؟! هل أي دعوة لتجمع أو التفاف ستحظى بنفس الاهتمام والتفاعل؟! هل أي شعار يطلق سيتم التعامل معه بأهمية أم باستخفاف واستهجان؟! هل الثقة هي ذاتها؟! هل الصمود على الثوابت بنفس الوتيرة؟! هل القناعة بأن العبرة ستستخلص من الدروس أم أننا مثل التلميذ البليد الذي لو عدت عليه الدرس ألف مرة فإنه لن يعيه؟!
والله نحاول كأصحاب رأي وأقلام نحرص أن نكون نبضاً للناس، نحرص أن نشد الهمم ونقوي العزائم، لكن في النهاية كل المحاولات يمكن أن تتحطم بسرعة إزاء موقف واحد من الدولة التي تمتلك قوة تطبيق القانون، وذلك حينما لا تطبقه، وذلك حينما ترى الإرهاب وتعرف مصدره، وترى التحريض وترصده وتعرف مكمنه، لكنها وللأسف لا تضع لكل هذا العبث حداً!
لماذا يا دولة؟! سؤال تعرف هي مقصده، لكنها لا تجيب. لا يمكن أبداً أن تتوقع الدولة من كل بحريني مخلص هنا أن يكون صبره كصبر النبي أيوب، لا يمكنها أن تأخذ المخلصين على اعتبار أنهم أصوات مضمونة وشرائح مواقفها ثابتة، حتى الإيمان يهتز أحياناً إن كثرت المعاصي وسادت، بالتالي يخطئ كثيراً من يراهن على ثبات الناس في حين هو ليس ثابتاً على موقف الحق والذي تريد الناس له أن يثبت عليه لتثبت هي.
هذه هي الحقيقة المرة، حالة الإحباط التي تسود الناس (وأدرك أن بعض المسؤولين يستاؤون من إيراد كلمة إحباط رغم أنها حقيقة عليهم مواجهتها) هذه الحالة هي صنيعة الدولة، هي صنيعة أصحاب القرار، السبب فيها من يرى الإرهاب ولا يرى حرجاً في محاورة عرابيه ومصدريه والمحرضين عليه، المسؤول هنا من يكسر عزائم المخلصين بمواقف لا يجب أن تصدر عمن ضرب بخناجر مسمومة في ظهره ومن نصبت له المشانق. الحق واضح وبين والحق أحق أن يتبع.
أما من يواصل التعليق على ما نجتهد فيه من منطلق حب لتراب هذه الأرض، فإننا نقول: وإن كانت «خرابة» فإن رفع الأذان واجب. الأذان يرفع لرب العالمين لا يرفع لبشر، وإن كان في فضاء من الأرض فيكفي أن من خلق هذا الكون كله يسمع ويرى ويجيب المضطر إذا دعاه.
الماسك على الحق كمن يسمك بالجمر، وإن عزف الجميع عن رفع الأذان، فلن يسمع بعدها تكبير في الأرض، وكما نقول باللغة الدارجة: «إن خليت خربت»، سنظل نؤذن ونؤذن وننصح ونكتب باسم نبض الناس، حتى يقضي الله أجلاً كان مكتوباً.