بعض المشاركين في عملية التحريض على مناهضة الدولة والذين يوفرون غطاء حامياً لممارسي العنف والإرهاب واللاعبين في أدمغة الشباب، يمارسون نوعاً من «البهرجة الإعلامية» التي تهدف لبيان ادعاء انتشار «ثورتهم» في كافة الفئات العمرية لجماهيرهم، لكنهم يسقطون سقطات كبيرة حينما يزجون بصغار السن والأطفال في هذا الحراك، بل ويعمدون لنشر صورهم والتفاخر بها، في وقت لو كان هذا الفعل يحصل في دول أوروبية لما ترددوا في «تشميع» أي جهات ينتمي لها هؤلاء بتهمة «الاتجار بالأطفال».
هؤلاء، ومنذ بدؤوا عملية الانقلاب إلى يومنا هذا، في كل تجمع ومسيرة «همهم الأوحد» هو وضع صغار السن في الصفوف الأمامية، همهم أن يخلقوا «درعاً بشرياً» مشكلاً من الأطفال والمراهقين، ولو أمكن حتى الرضع، لأنهم يدركون بأن صورة هؤلاء الصغار بالغة الأثر، وكيف أنه بالإمكان أن تحرك مشاعر ملايين حول الأرض. تذكروا صورة الشهيد محمد الدرة، وتذكروا صور الرضع والأطفال في سوريا، مع التذكير بأن صور ضحايا «جزار الشام» لا يقيم لها «انقلابيو البحرين» أي اعتبار ووزن، بل بعض أذيال الوفاق تزحف ذليلة لتبارك للمجرم الأسد قتله وإجرامه.
ليس عملية استغلال للأطفال والصغار فقط تحصل هنا، بل الأخطر منها عملية تنشئة سيئة وزرع لكل أنواع الكراهية والبغض للآخر وتكريس ثقافة المظلومية وأنك «مظلوم مظلوم مظلوم» حتى وإن كنت أغنى الناس، حتى وإن كنت تتحصل على جميع حقوقك، فالمظلومية هنا ليست معيشة بالنسبة لهم، ولا مساواة أو عدالة أو تمييزاً أو تجنيساً، بل المظلومية هي تلك المحصورة على «الكرسي» ولا شيء غيره.
الصور التي ينشرونها ويتفاخرون بها للأطفال الصغار، فيها كل الإدانة لاستغلال الصغار، فيها يتضح لنا بأن أصغر «متظاهر» لديهم لم يفطم بعض ومازال في حفاظته، بل بعضهم في المهود! انظروا لحجم استغلال الطفل لدينا في البحرين.
الذين يواجهون أجهزة الأمن ويزج بهم في الشوارع لصف الإطارات وحرقها، أو زراعة القنابل المصنعة داخلياً، يقومون بذلك في مقابل مبالغ مالية أو زرع لمشاعر الكراهية في نفوسهم، كل هؤلاء شباب وأطفال صغار، إن أصيبوا أو قتلوا فإن من سيبكيهم وحدهم «أكرر من سيبكيهم وحدهم» وبحرقة قلب هم أهاليهم فقط، أما من استغلوهم فهم يبدؤون مرحلة أخرى من الاستغلال تتعلق بالمتاجرة بالجثث، وكلما صغر سنها عظمت قيمتها.
وهنا مكمن السؤال، إذ من المسؤول عن هذا الطفل؟! من يلام إن انحرف وسار في طريق التهلكة؟! هل المسؤول تلك الجمعيات التحريضية أم أهاليهم أم الدولة؟!
الأهالي هم المساءلون ولا أحد قبلهم ولا بعدهم، وما يحصل في البحرين يومياً يثبت تماماً لمن يريد أن يستوعب المشهد بأن الجمعيات الانقلابية لا يهمها من يضحي بنفسه، لا يهمها أبناء الناس، كل ما يهمها هي «الأرقام»، كم سقط، وكم اختنق، وكم أصيب أثناء مواجهات «مفتعلة» مع أجهزة الأمن.
على السفراء الأجانب، ونخص هنا المتدخلين في شأننا الداخلي أن يترجموا لنا واقع تطبيق أحد نصوص الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وهي المادة القائلة بأنه «يجب على الأسرة والجهات ذات العلاقة مراعاة الآثار النفسية في المسيرات والاعتصامات التي قد تجعل الأطفال ينتهجوا سلوكيات عدوانية».
هذا بند صريح معني بإشراك الأطفال في هذه الممارسات، فما هو الوضع والحديث يدور هنا عن تحويلهم لأدوات تنفذ ما يتم تلقينهم إياه؟!
طبعاً من لدينا هنا لن يجيبوا أبداً، لكن بمقاربة الوضع يقول ممثل اليونسيف في مصر «فيليب دوميل» بأن بعض الصور المفزعة للأطفال خلال احتجاجات الشوارع تشير إلى استخدامهم عن عمد كشهود محتملين أو ضحايا عنف عبر تعريض حياتهم للخطر!
اليوم ليس التحدي الأكبر للدولة التعامل مع دعاة تحريض وعنف وعرابي انقلاب، بقدر ما أمامها من تحد مخيف لمستقبل قوامه جيل شاب يتم إرضاعه الكراهية وثقافة العنف منذ الآن، جيل سيرمي المولوتوف بيد ويد أخرى تمسك بزجاجة الحليب.
المسؤولية اليوم على عاتق كل والد ووالدة، هل بالفعل الهدف هو صناعة «قرابين بشرية» صغيرة السن، أو تنشئة جيل لا يعرف إلا لغة التخريب والإرهاب؟! هل هذا طموح والدين، أم ضعف وفشل في تحمل المسؤولية وقبول بأن يتحول أبناؤهم للعب تدار حسب مزاج من لا يهمه إن كانوا جثثاً أو أحياء يرزقون؟!
لا توجد ثورة اسمها ثورة عناصرها أطفال، هذا زج قسري بالأطفال الذين لم يصلوا لمرحلة إدراك ونضج، هذا استغلال بشري بغيض للقاصرين يجرم دولياً وحتى من جمعيات حقوق الإنسان التي يستشهدون بها.
أصغر مناضلي الثورة.. طفل في «الدايبرز!» جملة ليست إلا إدانة صريحة وواضحة لانتهاك حقوق الأطفال والبشر!
هؤلاء، ومنذ بدؤوا عملية الانقلاب إلى يومنا هذا، في كل تجمع ومسيرة «همهم الأوحد» هو وضع صغار السن في الصفوف الأمامية، همهم أن يخلقوا «درعاً بشرياً» مشكلاً من الأطفال والمراهقين، ولو أمكن حتى الرضع، لأنهم يدركون بأن صورة هؤلاء الصغار بالغة الأثر، وكيف أنه بالإمكان أن تحرك مشاعر ملايين حول الأرض. تذكروا صورة الشهيد محمد الدرة، وتذكروا صور الرضع والأطفال في سوريا، مع التذكير بأن صور ضحايا «جزار الشام» لا يقيم لها «انقلابيو البحرين» أي اعتبار ووزن، بل بعض أذيال الوفاق تزحف ذليلة لتبارك للمجرم الأسد قتله وإجرامه.
ليس عملية استغلال للأطفال والصغار فقط تحصل هنا، بل الأخطر منها عملية تنشئة سيئة وزرع لكل أنواع الكراهية والبغض للآخر وتكريس ثقافة المظلومية وأنك «مظلوم مظلوم مظلوم» حتى وإن كنت أغنى الناس، حتى وإن كنت تتحصل على جميع حقوقك، فالمظلومية هنا ليست معيشة بالنسبة لهم، ولا مساواة أو عدالة أو تمييزاً أو تجنيساً، بل المظلومية هي تلك المحصورة على «الكرسي» ولا شيء غيره.
الصور التي ينشرونها ويتفاخرون بها للأطفال الصغار، فيها كل الإدانة لاستغلال الصغار، فيها يتضح لنا بأن أصغر «متظاهر» لديهم لم يفطم بعض ومازال في حفاظته، بل بعضهم في المهود! انظروا لحجم استغلال الطفل لدينا في البحرين.
الذين يواجهون أجهزة الأمن ويزج بهم في الشوارع لصف الإطارات وحرقها، أو زراعة القنابل المصنعة داخلياً، يقومون بذلك في مقابل مبالغ مالية أو زرع لمشاعر الكراهية في نفوسهم، كل هؤلاء شباب وأطفال صغار، إن أصيبوا أو قتلوا فإن من سيبكيهم وحدهم «أكرر من سيبكيهم وحدهم» وبحرقة قلب هم أهاليهم فقط، أما من استغلوهم فهم يبدؤون مرحلة أخرى من الاستغلال تتعلق بالمتاجرة بالجثث، وكلما صغر سنها عظمت قيمتها.
وهنا مكمن السؤال، إذ من المسؤول عن هذا الطفل؟! من يلام إن انحرف وسار في طريق التهلكة؟! هل المسؤول تلك الجمعيات التحريضية أم أهاليهم أم الدولة؟!
الأهالي هم المساءلون ولا أحد قبلهم ولا بعدهم، وما يحصل في البحرين يومياً يثبت تماماً لمن يريد أن يستوعب المشهد بأن الجمعيات الانقلابية لا يهمها من يضحي بنفسه، لا يهمها أبناء الناس، كل ما يهمها هي «الأرقام»، كم سقط، وكم اختنق، وكم أصيب أثناء مواجهات «مفتعلة» مع أجهزة الأمن.
على السفراء الأجانب، ونخص هنا المتدخلين في شأننا الداخلي أن يترجموا لنا واقع تطبيق أحد نصوص الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وهي المادة القائلة بأنه «يجب على الأسرة والجهات ذات العلاقة مراعاة الآثار النفسية في المسيرات والاعتصامات التي قد تجعل الأطفال ينتهجوا سلوكيات عدوانية».
هذا بند صريح معني بإشراك الأطفال في هذه الممارسات، فما هو الوضع والحديث يدور هنا عن تحويلهم لأدوات تنفذ ما يتم تلقينهم إياه؟!
طبعاً من لدينا هنا لن يجيبوا أبداً، لكن بمقاربة الوضع يقول ممثل اليونسيف في مصر «فيليب دوميل» بأن بعض الصور المفزعة للأطفال خلال احتجاجات الشوارع تشير إلى استخدامهم عن عمد كشهود محتملين أو ضحايا عنف عبر تعريض حياتهم للخطر!
اليوم ليس التحدي الأكبر للدولة التعامل مع دعاة تحريض وعنف وعرابي انقلاب، بقدر ما أمامها من تحد مخيف لمستقبل قوامه جيل شاب يتم إرضاعه الكراهية وثقافة العنف منذ الآن، جيل سيرمي المولوتوف بيد ويد أخرى تمسك بزجاجة الحليب.
المسؤولية اليوم على عاتق كل والد ووالدة، هل بالفعل الهدف هو صناعة «قرابين بشرية» صغيرة السن، أو تنشئة جيل لا يعرف إلا لغة التخريب والإرهاب؟! هل هذا طموح والدين، أم ضعف وفشل في تحمل المسؤولية وقبول بأن يتحول أبناؤهم للعب تدار حسب مزاج من لا يهمه إن كانوا جثثاً أو أحياء يرزقون؟!
لا توجد ثورة اسمها ثورة عناصرها أطفال، هذا زج قسري بالأطفال الذين لم يصلوا لمرحلة إدراك ونضج، هذا استغلال بشري بغيض للقاصرين يجرم دولياً وحتى من جمعيات حقوق الإنسان التي يستشهدون بها.
أصغر مناضلي الثورة.. طفل في «الدايبرز!» جملة ليست إلا إدانة صريحة وواضحة لانتهاك حقوق الأطفال والبشر!