من أطرف ما قرأت من تغريدات في اليومين الماضيين هذه التغريدة التي جادت بها قريحة واحد من المنتمين إلى «المعارضة» ممن اختاروا التلذذ بالعيش في الخارج... «في البحرين لا نرى الأطفال المتفوقين على مقاعد التعليم وإنما في أزقة التوقيف والمحاكم والسجون بسبب انتماءاتهم الفكرية»!
لا أتحدث هنا عن الأخطاء في التعبير، حيث لا يقال مثلاً مقاعد التعليم وإنما مقاعد الدراسة، وحيث لا يقال أزقة التوقيف، ولكني أتحدث عن الأطفال الذين يتم توقيفهم ومحاكمتهم وحبسهم بسبب «انتماءاتهم الفكرية»، لأنه ببساطة «ما تركب».. أطفال وانتماءات فكرية! يعني «هل كيف»؟! كيف يمكن يكون للأطفال انتماءات فكرية؟ وهل يوجد في العالم كله وعلى مدى التاريخ أن تم حبس أطفال لانتماءاتهم الفكرية؟
مؤلم أن يكون هذا مستوى من يعتبرون أنفسهم معارضة، ومؤلم أن يكونوا سبباً ليضحك العالم على «المعارضة البحرينية» وعلى تفكيرها. بكل بساطة يقول إنه «يتم في البحرين حبس أطفال لانتماءاتهم الفكرية». هل يعقل أن يكون للأطفال انتماءات فكرية؟ وهل يعقل أن يكون للأطفال نشاط سياسي مخصص للكبار؟
ربما هناك سوء فهم، لعل المغرد يعتبر كل من لم يبلغ الثامنة عشرة ولو بيوم واحد طفلاً، ولعله يعتبر طلاب المدارس الثانوية بمن فيهم أولئك الذين هم قاب قوسين أو أدنى من التخرج أطفال، ولعله يعتبر طلاب السنة الأولى بالجامعة أطفالاً، ولعله يعتبر كل من لايزال في عين أمه طفلاً.. أطفالاً!
الأطفال الذين يتحدث عنهم هذا المغرد و«المعارضة» ليسوا أطفالاً، فالطفل لا عضلات له ولا شنبات ولا يستطيع أن يرمي رجال الأمن بزجاجات المولوتوف الحارقة القاتلة ولا يستطيع أن يأسر شارعاً ويعطل حياة الناس ويعرضهم للخطر.
الأطفال الذين يتحدث عنهم هذا المغرد مستغلون من قبل هؤلاء الذين يعتبرونهم وقوداً ويسيطرون على عقولهم ويدفعونهم ليكونوا في الصفوف الأمامية فيخسروا مقاعدهم الدراسية ويخسروا فرص التفوق بل ويخسروا مستقبلهم وحياتهم، وليتم نسيانهم بعد حين.
لا يوجد طفل له انتماءات فكرية، ولا يتم إيقاف أو محاكمة أو حبس أطفال لانتماءاتهم الفكرية، ولكن يوجد «أطفال» تم استبدال الشريحة المزروعة في أمخاخهم بشريحة أخرى تجعل صاحبها ينفذ ما يؤمر به وهو طائع وفرح، فأي مكسب أعظم من تنفيذ أوامر الولي الفقيه؟! وأي مكسب أعظم من خسران مقعد «التعليم» إرضاء للولي الفقيه أو ممثله؟ وأي فرحة يمكن أن تغمر قلوب ذوي الطفل بسبب فعله البطولي المعبر عن نجاحهم في تربيته ووصوله إلى مرحلة اتخاذ قراراته بنفسه؟
من أساء للطفولة ولايزال هي «المعارضة» التي ترفع شعارات مدافعة عن الطفولة وتمارس في حق الأطفال أبشع الجرائم. من يسيء للطفولة هم هؤلاء الذين يقودهم تفكيرهم إلى اعتبار مسألة رمي رجال الأمن بالحجارة وبالمولوتوف بطولة واعتبار الطفل الذي يقوم بهذا العمل بطلاً ثم شهيداً لو خسر حياته في «أرض المعركة».
ليس طفلاً من يحمل الحجارة ويرميها على كل من لا يتوافق مع «انتماءاته الفكرية»، وليس طفلاً من يحمل قنابل المولوتوف ليختطف بها شارعاً عاماً أو طريقاً داخلياً ويتسبب في الفوضى، وليس طفلاً من يزرع القنابل ليقتل بها الأبرياء وييتم أطفالهم، وليس طفلاً من يمتلك القدرة على تنفيذ الأوامر التي تصله بالدقة المطلوبة أملاً في الحصول على رضا الفقيه كي يضمن الجنة!
كل من حكم عليه بالحبس في البحرين فعل به ذلك لأنه يستحقه ولأنه لم يعد طفلاً، فالطفل لا يحبس لانتماءاته الفكرية لأنه ببساطة لا انتماءات فكرية عنده ولا يعرف معنى هذه العبارة.
لا أتحدث هنا عن الأخطاء في التعبير، حيث لا يقال مثلاً مقاعد التعليم وإنما مقاعد الدراسة، وحيث لا يقال أزقة التوقيف، ولكني أتحدث عن الأطفال الذين يتم توقيفهم ومحاكمتهم وحبسهم بسبب «انتماءاتهم الفكرية»، لأنه ببساطة «ما تركب».. أطفال وانتماءات فكرية! يعني «هل كيف»؟! كيف يمكن يكون للأطفال انتماءات فكرية؟ وهل يوجد في العالم كله وعلى مدى التاريخ أن تم حبس أطفال لانتماءاتهم الفكرية؟
مؤلم أن يكون هذا مستوى من يعتبرون أنفسهم معارضة، ومؤلم أن يكونوا سبباً ليضحك العالم على «المعارضة البحرينية» وعلى تفكيرها. بكل بساطة يقول إنه «يتم في البحرين حبس أطفال لانتماءاتهم الفكرية». هل يعقل أن يكون للأطفال انتماءات فكرية؟ وهل يعقل أن يكون للأطفال نشاط سياسي مخصص للكبار؟
ربما هناك سوء فهم، لعل المغرد يعتبر كل من لم يبلغ الثامنة عشرة ولو بيوم واحد طفلاً، ولعله يعتبر طلاب المدارس الثانوية بمن فيهم أولئك الذين هم قاب قوسين أو أدنى من التخرج أطفال، ولعله يعتبر طلاب السنة الأولى بالجامعة أطفالاً، ولعله يعتبر كل من لايزال في عين أمه طفلاً.. أطفالاً!
الأطفال الذين يتحدث عنهم هذا المغرد و«المعارضة» ليسوا أطفالاً، فالطفل لا عضلات له ولا شنبات ولا يستطيع أن يرمي رجال الأمن بزجاجات المولوتوف الحارقة القاتلة ولا يستطيع أن يأسر شارعاً ويعطل حياة الناس ويعرضهم للخطر.
الأطفال الذين يتحدث عنهم هذا المغرد مستغلون من قبل هؤلاء الذين يعتبرونهم وقوداً ويسيطرون على عقولهم ويدفعونهم ليكونوا في الصفوف الأمامية فيخسروا مقاعدهم الدراسية ويخسروا فرص التفوق بل ويخسروا مستقبلهم وحياتهم، وليتم نسيانهم بعد حين.
لا يوجد طفل له انتماءات فكرية، ولا يتم إيقاف أو محاكمة أو حبس أطفال لانتماءاتهم الفكرية، ولكن يوجد «أطفال» تم استبدال الشريحة المزروعة في أمخاخهم بشريحة أخرى تجعل صاحبها ينفذ ما يؤمر به وهو طائع وفرح، فأي مكسب أعظم من تنفيذ أوامر الولي الفقيه؟! وأي مكسب أعظم من خسران مقعد «التعليم» إرضاء للولي الفقيه أو ممثله؟ وأي فرحة يمكن أن تغمر قلوب ذوي الطفل بسبب فعله البطولي المعبر عن نجاحهم في تربيته ووصوله إلى مرحلة اتخاذ قراراته بنفسه؟
من أساء للطفولة ولايزال هي «المعارضة» التي ترفع شعارات مدافعة عن الطفولة وتمارس في حق الأطفال أبشع الجرائم. من يسيء للطفولة هم هؤلاء الذين يقودهم تفكيرهم إلى اعتبار مسألة رمي رجال الأمن بالحجارة وبالمولوتوف بطولة واعتبار الطفل الذي يقوم بهذا العمل بطلاً ثم شهيداً لو خسر حياته في «أرض المعركة».
ليس طفلاً من يحمل الحجارة ويرميها على كل من لا يتوافق مع «انتماءاته الفكرية»، وليس طفلاً من يحمل قنابل المولوتوف ليختطف بها شارعاً عاماً أو طريقاً داخلياً ويتسبب في الفوضى، وليس طفلاً من يزرع القنابل ليقتل بها الأبرياء وييتم أطفالهم، وليس طفلاً من يمتلك القدرة على تنفيذ الأوامر التي تصله بالدقة المطلوبة أملاً في الحصول على رضا الفقيه كي يضمن الجنة!
كل من حكم عليه بالحبس في البحرين فعل به ذلك لأنه يستحقه ولأنه لم يعد طفلاً، فالطفل لا يحبس لانتماءاته الفكرية لأنه ببساطة لا انتماءات فكرية عنده ولا يعرف معنى هذه العبارة.