جاءت زيارة الرئيس أوباما إلى المملكة العربية السعودية، بعد فترة وجيزة من التقارب الإيراني الأمريكي الذي بدأ منذ نهاية العام الماضي، وهذه الزيارة هي الثانية من نوعها التي يقوم بها أوباما إلى السعودية منذ عام 2009. التصريحات الرسمية التي صدرت بعد اللقاء الذي جمع خادم الحرمين الملك عبدالله وأوباما كانت إلى حد كبير تعكس وجود توافقات حول مطالب المملكة العربية السعودية في الترتيب السياسي للمنطقة، وإن كانت هذه التصريحات رسمية لا يمكن أن يؤخذ بها إلا أن أوباما قال إن هناك اتفاقاً كبيراً على العموميات.
من المؤكد أن المملكة العربية السعودية أبدت استياءها من إطلاق يد إيران وأعوانها في المنطقة، وسط صمت دولي على ما يقومون به من تدخلات أكبرها في سوريا، وفي بقية المناطق العربية ودول الخليج.
والسعودية تعلم جيداً أن إيران تحاول فرض حصار عليها عن طريق الضغط على محيطها سواء من اليمن أو البحرين أو العراق شمالاً، إلا أن التحركات التي تجريها المملكة على الصعيد الداخلي والخارجي من شأنها أن تكبح جماح هذا التقارب، في ذات الوقت، فإن التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد كالسابق، حليف نعم، ولكن تقاطع المصالح الذي أفرزه الربيع العربي وما لحقه من تبعات، كشف الصورة الأكبر لتحركات كل طرف.
كما إن ترتيب المملكة العربية السعودية لبيتها الداخلي، بتعيين الأمير مقرن ولياً لولي العهد، خطوة كبيرة تسعى لترسيخ الاستقرار في المملكة، واتخاذ قرارات مسبقة منعاً للفتنة.
الحديث عن الملف النووي الإيراني كان الأبرز خلال اللقاء السعودي الأمريكي، وأتوقع أن الملك عبدالله قال بوضوح لأوباما، إنه لابد من وضع حد نهائي لهذا الموضوع لأن المملكة لن تسمح لإيران بمزيد من التغول في المنطقة، وإن الاتفاقات الهشة التي تجريها الولايات المتحدة الأمريكية لن تأتي بفائدة مرجوة. هناك ثقة مفقودة بين الخليج بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية، يحاول أوباما إعادة هذه الثقة عن طريق هذه الزيارة، وإن كان هناك صدق في النوايا، سيتبين ذلك قريباً من خلال المواقف الأمريكية تجاه إيران وملفها النووي تحديداً. في كل الأحوال، إن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية تعد الأبرز في العالم، ولا يمكن تجاهل هذه النقطة في السياسة الأمريكية، خاصة وأنها تمر بأزمة دين معروفة، وتشير التقارير الاقتصادية أن حجم هذه الاستثمارات يقدر بأكثر من 220 مليار دولار.
يمكننا أن نقول إن زيارة الرئيس أوباما جاءت بعدما وجد جدية كبيرة لدى دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية في الانفتاح على الشرق وتنويع مصادر الدخل والاستثمارات، وكانت هذه وسيلة ضغط كبيرة على الاقتصاد الأمريكي.
بكل تأكيد لا يمكن ترك المجال لاتفاقات عبثية تجريها الولايات المتحدة مع إيران على حساب المنطقة، وإن كانت إيران تمتلك وسائل معينة لإجراء مثل هذه الاتفاقات، فهناك أيضاً وسائل خليجية آتت أكلها، والاستمرار على هذا النهج يمنحنا أرقاماً أصعب ممكن أن تكون مطروحة على الساحة.
{{ article.visit_count }}
من المؤكد أن المملكة العربية السعودية أبدت استياءها من إطلاق يد إيران وأعوانها في المنطقة، وسط صمت دولي على ما يقومون به من تدخلات أكبرها في سوريا، وفي بقية المناطق العربية ودول الخليج.
والسعودية تعلم جيداً أن إيران تحاول فرض حصار عليها عن طريق الضغط على محيطها سواء من اليمن أو البحرين أو العراق شمالاً، إلا أن التحركات التي تجريها المملكة على الصعيد الداخلي والخارجي من شأنها أن تكبح جماح هذا التقارب، في ذات الوقت، فإن التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية لم يعد كالسابق، حليف نعم، ولكن تقاطع المصالح الذي أفرزه الربيع العربي وما لحقه من تبعات، كشف الصورة الأكبر لتحركات كل طرف.
كما إن ترتيب المملكة العربية السعودية لبيتها الداخلي، بتعيين الأمير مقرن ولياً لولي العهد، خطوة كبيرة تسعى لترسيخ الاستقرار في المملكة، واتخاذ قرارات مسبقة منعاً للفتنة.
الحديث عن الملف النووي الإيراني كان الأبرز خلال اللقاء السعودي الأمريكي، وأتوقع أن الملك عبدالله قال بوضوح لأوباما، إنه لابد من وضع حد نهائي لهذا الموضوع لأن المملكة لن تسمح لإيران بمزيد من التغول في المنطقة، وإن الاتفاقات الهشة التي تجريها الولايات المتحدة الأمريكية لن تأتي بفائدة مرجوة. هناك ثقة مفقودة بين الخليج بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية، يحاول أوباما إعادة هذه الثقة عن طريق هذه الزيارة، وإن كان هناك صدق في النوايا، سيتبين ذلك قريباً من خلال المواقف الأمريكية تجاه إيران وملفها النووي تحديداً. في كل الأحوال، إن الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية تعد الأبرز في العالم، ولا يمكن تجاهل هذه النقطة في السياسة الأمريكية، خاصة وأنها تمر بأزمة دين معروفة، وتشير التقارير الاقتصادية أن حجم هذه الاستثمارات يقدر بأكثر من 220 مليار دولار.
يمكننا أن نقول إن زيارة الرئيس أوباما جاءت بعدما وجد جدية كبيرة لدى دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية في الانفتاح على الشرق وتنويع مصادر الدخل والاستثمارات، وكانت هذه وسيلة ضغط كبيرة على الاقتصاد الأمريكي.
بكل تأكيد لا يمكن ترك المجال لاتفاقات عبثية تجريها الولايات المتحدة مع إيران على حساب المنطقة، وإن كانت إيران تمتلك وسائل معينة لإجراء مثل هذه الاتفاقات، فهناك أيضاً وسائل خليجية آتت أكلها، والاستمرار على هذا النهج يمنحنا أرقاماً أصعب ممكن أن تكون مطروحة على الساحة.