السيناريو الذي انتهت علية المباراة النهائية لبطولة كأس الملك لكرة القدم يوم أمس الأول جسد كفاءة المدرب الوطني عيسى السعدون قائد الكتيبة الشرقاوية، وعقدة المدرب البوسني سيناد كريسو في إخفاقاته المتواصلة في المباريات النهائية في العديد من المسابقات الكروية المحلية مع عدد من الأندية الوطنية، باستثناء مناسبة واحدة كان قد قاد فيها فريق نادي النجمة للفوز بكاس السوبر.
فوز الرفاع الشرقي باللقب الكروي المحلي الأغلى للمرة الثالثة في تاريخ البطولة لم يأتِ من فراغ، بل جاء عن جدارة واستحقاق، فقد استطاع أن يتفوق على ثلاثة من الفرق الأبطالـ بدءاً من الرفاع، وانتهاءً بالبسيتين، مروراً بالزعيم والعميد المحرق.
ليس هذا فحسب، بل إن الليوث البيضاء -بقيادة السعدون- تمكنوا من حسم بطولة دوري الدرجة الثانية في وقت مبكر بدون خسارة، مؤكدين أحقيتهم في العودة إلى موقعهم الطبيعي في دوري الأضواء، ومن ثم تفرغوا لمشوار الكأس الغالية بنفس الروح والإصرار، فكان لهم ما أرادوه من إنجاز مزدوج لم يسبقهم له سوى جارهم فريق نادي الرفاع الغربي عندما ظفر بلقبي دوري الدرجة الثانية وكأس إخراج المغلوب في مطلع السبعينات من القرن الماضي.
هذا ما شاهدناه وما لمسناه ميدانياً، ونحن نتابع مباريات فريق نادي الرفاع الشرقي في دوري الدرجة الثانية وكأس الملك، إنما المخفي كان أعظم!
فلقد عمل مجلس إدارة نادي الرفاع الشرقي برئاسة الشيخ ناصر بن خالد بن أحمد آل خليفة بكل حرفية بعيداً عن الضجيج الإعلامي، متسلحين بحبهم و إخلاصهم لهذا النادي، واضعين هدف العودة إلى الدرجة الأولى في مقدمة أولوياتهم، فهيؤوا الأجواء للاعبين وسخروا كل الإمكانات لتلبية متطلبات الجهازين الإداري والفني، وانطلقوا بقوة معتمدين على مجموعة من أبناء النادي الموهوبين، ودعموا ذلك بنخبة مختارة من الصفقات المحلية والخارجية شكلوا بها مجموعة منسجمة استطاعت أن تحقق الهدف المنشود وتضيف إليه إنجازاً قد لا يكون في حسابات الجهاز الفني عندما بدأ المهمة.
إذا كان فوز الرفاع الشرقي بهذين اللقبين الغاليين يشكل إنجازاً لهذا النادي العريق ويسعد منتسبيه وجماهيره فإنه -دون أدنى شك- يعد درساً للعديد من الأندية التي وقعت في فخ الهبوط إلى الدرجة الثانية ولاتزال عاجزة عن العودة إلى دوري الأضواء، وفي مقدمة هذه الأندية النادي الأهلي أحد قطبي الكرة البحرينية -تاريخياً-!
الإدارات تلعب دوراً رئيساً في الحفاظ على المكتسبات التي تحققها الأندية وتقع عليها مسؤولية الإخفاقات التي تتعرض لها أنديتهم، الأمر الذي يستوجب أن تلعب هذه الإدارات دورها بشفافية ومصداقية، كما هو الوضع في عدد من أنديتنا المتميزة إدارياً كالمنامة والبسيتين والحد والشباب وانظم اليهم مؤخراً الرفاع الشرقي.
مبروك لكل الشرقاوية الذين استحقوا البطولتين بجدارة، وعليهم أن يدركوا أن المستقبل أمامهم وبإمكانهم أن يحققوا المزيد إذا استمروا في نهجهم الإداري المتميز.