نحن اليوم أمام قضية خطيرة، حيث أصبح رجال الدفاع المدني بين جحيمين؛ إن لم يستجيبوا للاستغاثة فإنهم ملامون ومتعمدون ومدانون، وإن استجابوا فهناك قنابل حارقة وأسياخ وحجارة ومسامير ومتفجرات تنتظرهم، وإذا كان منهم مصابون اليوم فغداً قد يسقط منهم ضحايا -لا قدر الله- وذلك لأن المجرم هو نفسه، المجرم الذي أضفت عليه الدولة الصفة الرسمية وجعلت منه جمعيات سياسية، فكيف بعد ذلك لهذا المجرم ألا يتمادى في جرائمه بعدما رأى باب القبول مازال مفتوحاً له.
ثم نسأل هنا؛ هل رجال الدفاع المدني أيضاً على قوائم المرتزقة؟ وهل هم أيضاً من ضمن قائمة «اسحقوهم»؟ وذلك كي يتصدى لهم الإرهابيون الذين مازال يسميهم المسؤولون والجهاز الإعلامي الرسمي بالخارجين عن القانون. كما نسأل؛ أين الاستنكار والإدانة وهو أضعف الإيمان من الجمعيات السياسية وغيرها من شخصيات ومؤسسات ونوادٍ ورجال أعمال وسيدات مجتمع وشوريين ونواب، خصوصاً بعد الحادث الإرهابي الأخير الذي تعرض له رجال الدفاع المدني؟ وأين زيارة كبار المسؤولين للمصابين؟ وأين الإعلام الرسمي الذي لم يكلف نفسه بالتواصل مع المصابين أو إعداد برنامج خاص يكشف فيه حقيقة من يدعون السلمية ويطالبون بالحرية ويدافعون عن حقوق الإنسان؟ رجال الدفاع المدني الذين يتعرضون اليوم للمهاجمة بالأسياخ الحديدية ويرمون بالمولوتوف والحجارة ويفجرون فيهم القنابل.
هذا العمل الإرهابي الذي تتبرأ منه حتى مافيات الإجرام في العالم، هذا العمل الإرهابي الذي لم يحصل مثله حتى في الصومال ولا رواندا، هذا العمل الإجرامي الإرهابي يحدث فقط في البحرين، بعد أن أصبح للإرهاب جمعية رسمية تأخذ أموالاً من الدولة.
فمن احتل مستشفى السلمانية ومنع الإسعاف عن المرضى، ومن جر الجرحى من رقابهم وصفق وغنى على دمائهم، واستخدم سيارات الإسعاف لنقل الأسلحة، ومن دهس رجال الأمن وقال عنهم إنهم دمية، ومن هاجم البنات في مدارسهم وجامعاتهم ومزق ملابسهم وهتك أعراضهم؛ ماذا تتوقعون منه؟ وماذا تتوقعون من قادته الذين نصبوا المشانق في الدوار؟ . إذاً لا غرابة إن قتلوا رجل أمن أو ذبحوا رجل إطفاء، فقد قتلوا من قبل زهرة صالح بسيخ، وفجروا أحمد الظفيري بقنبلة، ومازالوا كل يوم يقتلون ويروعون الناس في بيوتهم وفي شوارعهم، فينثرون القنابل في كل مكان؛ في الشوارع العامة وعلى الأرصفة وفي المجمعات التجارية والسكنية، إنهم يزرعون الموت ويعلبونه ويوزعونه.
وهنا نتقدم إلى رجال الدفاع المدني ونقول لهم؛ إنكم والله على ثغر، وإنكم إن شاء الله من الذين ذكرهم الله في كتابه «رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، فعن أنس قال: «قال عمي أنس بن النضر سميت به ولم يشهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر، فقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه، أما والله لئن أراني الله مشهداً مع رسول الله فيما بعد ليرين الله ما أصنع، قال: فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله يوم أحد، فاستقبله سعد بن مالك فقال: يا أبا عمرو أين؟ قال: واهاً لريح الجنة! أجدها دون أحد، فقاتل حتى قتل، فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة وطعنة ورمية».
وإنكم يا رجال الدفاع المدني لكم الأجر والمثوبة من الله وليس منا، وإن لكم الجنة، فأنتم تطفئون النار ويحرقكم لهيبها، وها هي النيران اليوم تتأجج من حولكم ويحيط بكم الظلمة الذين لا يختلفون عمن أحرقوا أصحاب الأخدود، ولكن لن تكونوا إن شاء الله إلا ناجين غانمين أو بريح الجنة التي استقبلها أبو عمرو، ونسأل الله أن يحفظكم ويحفظ رجال الأمن من كيد وإرهاب ميليشيات الوفاق.
- للجهة المسؤولة..
ننتظر برنامجاً خاصاً يتحدث فيه رجال الدفاع المدني عن الجرائم الإرهابية التي يتعرضون لها أثناء تأديتهم واجبهم، كما نرجو من وزارة حقوق الإنسان مخاطبة المنظمات الأجنبية والأمم المتحدة عن الجرائم التي تقترفها ميليشيات الوفاق في حق الإنسانية، كما نرجو من وزارة الداخلية أن توفر لرجال الدفاع المدني الحماية لضمان سلامتهم.