هناك كتب ننتظر قراءتها، وهناك كتاب ننتظر ما يكتبون، وهناك وقت لقراءة المنجز الذين قاموا بإيصاله لنا نحن القراء المتعطشون للمغاير والمختلف والمتميز، ننتظر من يأخذ بأيدينا إلى مناطق الأمان والسكينة والهدوء من أجل معانقة الرضا الداخلي، والذي يعبر عن الغاية من وجودنا على هذه الأرض.
كتب ننتظرها منذ قراءتنا «قوة الآن» و«أرض جديدة»، وكاتب طالما رددنا مقولاته في كتبنا وأشعارنا وأحاديثنا اليومية، وهو الكاتب إيكهارت تول، ألماني المولد (ولد في ألمانيا دورتموند عام 16 فبراير 1948) كندي الجنسية، وهو متحدث وكاتب وهو مؤلف كتاب (The Power of Now) أو قوة الحضور وكتاب (A New Earth) أو أرض جديدة
في نبذة كتاب «صوت السكينة» من تأليف إيكهارت تول وترجمة لانا حكمت إسحاق يقول الناشر: لم نقدم كتابنا هذا كي يقرأ من ألفه إلى يائه ثم يوضع جانباً، عش معه، اقرأه بين الحين والآخر. والأهم من هذا وذاك اتركه بين الحين والآخر، أو احمله بين يديك وقتاً أطول من قراءتك له. يشعر معظم القراء بميلهم الشديد نحو التوقف عن قراءته بعد إتمام قراءة كل عنوان فيه، يميلون نحو التريث، والتبيان، إلى أن تسكنهم السكينة. من المفيد والمهم دوماً أن تتوقف عن القراءة من أن تكملها. دع الكتاب يؤدي عمله، يوقظك من الاعترافات القديمة لتفكيرك المكرور والمشروط.
إن الكتاب الذي بين يديك يستخدم كلمات تمثل القراءة والإصغاء، فتصبح أفكاراً في عقلك، لكنها ليست أفكاراً عادية؛ مكرورة، أو مزعجة، أو تخدم ذاتها، أو صاخبة لجذب الانتباه. إنها تشبه تماماً كل مرشد روحي، فهي مثل سوترات قديمة.
إن أفكار هذا الكتاب لا تقول لك «انظر إلي» إنما تقول «انظر أبعد مني». وكونها أفكار آتية من السكينة، فهي تمتلك طاقة، الطاقة اللازمة لإرجاعك إلى السكينة ذاتها التي انبثقت هي منها. فالسكينة سلام داخلي أيضاً. وتلك السكينة وذاك السلام هما جوهر وجودك. وهذه السكينة الداخلية هي على وجه التحديد التي ستغير العالم وتنقذه.
يقول عقبة زيدان في مقال له تحت عنوان «هذا هو الإنسان.. إنقاذ العالم ليس سوى حلم» في أحد الملاحق الثقافية بتاريخ 2011/10/25: «يقوم إيكهارت تول بمهمة إنسان لا يبغي سوى السلام للعالم، ولا يتمنى سوى إعادة الإنسان إلى فطرته الأولى، مع أنه يعلم أن صوت الرصاص والقنابل في العالم وأصوات احتضارات الجائعين أعلى بكثير من همساته وكلماته الإنسانية».
عن حالة الحضور يقول إيكهارت تول:
- المعجزات تحدث عبر الاستسلام.
- كل لحظة حين تعيرها انتباهك بها جمال ما.
- مواجهة ما هو كائن، يصبح شيء أكثر قوة، حين يكون هذا الشيء الكائن هو الموت!.
- اللحظة الحالية دائماً سرية، لكنك لن تعلم هذا، إلا إذا تحرك انتباهك وأصبحت متحالفاً معها.
- الشيء الروحاني الأعمق، هو الموت.
- المولد والموت هما النقيضان لبعضهما، الحياة ليس لها نقيض.
إن السكون الذي نحتاجه ونحن بين مرحلتين هما الولادة والموت، هو ما يستطيع أن يمنحنا قوة النظر إلى حركتنا الداخلية، عبر متابعة دخول الهواء إلى الرئتين وخروجه منهما، حيث نكون نحن كما نحن، لا نحتاج إلى النظر إلى ماض مات وانتهى، ولا إلى مستقبل قد يكون وقد لا يكون. صوت السكينة هو صوت اللحظة الراهنة، صوت الكون.. صوت الآن.. والآن فقط..