يصادف غداً الإثنين المولد النبوي الشريف، وكم هي الفرصة مناسبة لاستذكار شيء من السيرة العطرة للسراج المنير، قائد الغر المحجلين، المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي وحد المتفرقين، وأطفأ الفتن، وصالح المتخاصمين، وآخى بين المتقاتلين، وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجعلها على المحجة البيضاء.
نرى حالنا الآن، ونتساءل هل هذا كان ليرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان بيننا الآن؟ ولو كان بيننا ماذا فعل؟ هل هذا ما يريده منا؟ هل هذه رسالته؟ هل هذا هو الوحي الذي نزل عليه؟ نعم هناك بون شاسع، وهوة كبيرة، بين ما نراه الآن وما هو مطلوب منا.
الفرقة لم تأتِ من أمر كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد جاء به، إنما جاءت بالدسائس والتلبيس والخداع الذي ما أنزل الله به من سلطان، وحرف الرسالة عن مسارها الحقيقي، حتى صرنا إلى ما صرنا إليه الآن، نبينا واحد، وكتابنا واحد، ولكن لا كلمة تجمعنا، ولا مكان يوحدنا.
أول ما بدأ به الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلـم، هـــو أن آخـــى بيــن الأوس والخزرج، ثم المهاجرين والأنصار، فلم يزل كذلك حتى توحدت كل الأمصار تحت راية واحدة، ولكل حادثة صلح بين الفرق قصة طويلة.
وفي بداية عهده صلى الله عليه وسلم، عند بناء الكعبة عندما تنافست كل القبائل على ذلك لتحظى بهذا الشرف، حتى كادت الساحة تتحول إلى حرب بينهم، حتى اتفقوا على أن يكون أول الداخلين عليهم حكماً، فكان هو الداخل، فارتضاه الجميع حكماً، كيف لا وهو الصادق الأمين.
فطلب عباءة ووضع الحجر الأسود فيها، فأمسك ممثلو القبائل جميعهم بأطراف الرداء حتى أوصلوه إلى زاوية الكعبة بعد مشقة، فحمل النبي الحجر لحظة وصوله ووضعه في مكانه العتيد.
أما بشأن المنافقين، فقد تعامل معهم الرسول صلى الله عليه وسلم معاملة خاصـــة، تملؤهـــا الحكمــــة والحنكــــة، كان أحياناً يعاملهم كما يعامل عامة المسلمين إن لم يبن منهم هذا النفاق، وإن ظهر في المواقف والمحن كان يغلظ عليهم ويحاججهم، فإن لم يرجعوا كان يجاهدهم بإقامة الحدود عليهم، وكان أحياناً يلين معهم صلى الله عليهم وسلم أملاً في توبتهم، هكذا كانت معاملته مع المنافقين أحياناً باللين، وأحياناً بالغلظة والشدة، وأحياناً بإقامة الحجة، وأحياناً بإقامة الحد، كل فعل وموقف وله ما يناسبه من ردة الفعل. فحرب المنافقين كانت توازي دائماً الحروب مع الكفار والمشركين في العهد النبوي. الآن كتب السياسة تدرس، والعلوم العسكرية أصبحت مناهج في الكليات، ولكن لدينا مخزون ثقافي كبير وسيرة عطرة ابتعدنا عنها وعن استنباط الحكم والمواعظ منها، أمة لا تعرف تاريخها لن تستطيع أن ترسم مستقبلها، والدين ليس عبادة وشكل ونمط حياتي فقط، إنما عمل وعبادة واتباع وفهم.
{{ article.visit_count }}
نرى حالنا الآن، ونتساءل هل هذا كان ليرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان بيننا الآن؟ ولو كان بيننا ماذا فعل؟ هل هذا ما يريده منا؟ هل هذه رسالته؟ هل هذا هو الوحي الذي نزل عليه؟ نعم هناك بون شاسع، وهوة كبيرة، بين ما نراه الآن وما هو مطلوب منا.
الفرقة لم تأتِ من أمر كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد جاء به، إنما جاءت بالدسائس والتلبيس والخداع الذي ما أنزل الله به من سلطان، وحرف الرسالة عن مسارها الحقيقي، حتى صرنا إلى ما صرنا إليه الآن، نبينا واحد، وكتابنا واحد، ولكن لا كلمة تجمعنا، ولا مكان يوحدنا.
أول ما بدأ به الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلـم، هـــو أن آخـــى بيــن الأوس والخزرج، ثم المهاجرين والأنصار، فلم يزل كذلك حتى توحدت كل الأمصار تحت راية واحدة، ولكل حادثة صلح بين الفرق قصة طويلة.
وفي بداية عهده صلى الله عليه وسلم، عند بناء الكعبة عندما تنافست كل القبائل على ذلك لتحظى بهذا الشرف، حتى كادت الساحة تتحول إلى حرب بينهم، حتى اتفقوا على أن يكون أول الداخلين عليهم حكماً، فكان هو الداخل، فارتضاه الجميع حكماً، كيف لا وهو الصادق الأمين.
فطلب عباءة ووضع الحجر الأسود فيها، فأمسك ممثلو القبائل جميعهم بأطراف الرداء حتى أوصلوه إلى زاوية الكعبة بعد مشقة، فحمل النبي الحجر لحظة وصوله ووضعه في مكانه العتيد.
أما بشأن المنافقين، فقد تعامل معهم الرسول صلى الله عليه وسلم معاملة خاصـــة، تملؤهـــا الحكمــــة والحنكــــة، كان أحياناً يعاملهم كما يعامل عامة المسلمين إن لم يبن منهم هذا النفاق، وإن ظهر في المواقف والمحن كان يغلظ عليهم ويحاججهم، فإن لم يرجعوا كان يجاهدهم بإقامة الحدود عليهم، وكان أحياناً يلين معهم صلى الله عليهم وسلم أملاً في توبتهم، هكذا كانت معاملته مع المنافقين أحياناً باللين، وأحياناً بالغلظة والشدة، وأحياناً بإقامة الحجة، وأحياناً بإقامة الحد، كل فعل وموقف وله ما يناسبه من ردة الفعل. فحرب المنافقين كانت توازي دائماً الحروب مع الكفار والمشركين في العهد النبوي. الآن كتب السياسة تدرس، والعلوم العسكرية أصبحت مناهج في الكليات، ولكن لدينا مخزون ثقافي كبير وسيرة عطرة ابتعدنا عنها وعن استنباط الحكم والمواعظ منها، أمة لا تعرف تاريخها لن تستطيع أن ترسم مستقبلها، والدين ليس عبادة وشكل ونمط حياتي فقط، إنما عمل وعبادة واتباع وفهم.