عندما قام أحمد الفاتح بدخول البحرين وتحريرها من القرامطة لم يدر في خلده أنهم قد يعاودون الكرة، وإلا لاتخذ الأسباب وحصن البلاد ومد السياج ورفع القلاع على كل ساحل، وشرع القوانين كي يحمي أرض البحرين، أرض العروبة والإسلام، من أن يدنسها محتل أو يطأ أرضها غازٍ، فتصبح البحرين العربية الخليفية تشهد عليها مدنها وقراها، بدءاً من أسماء مناطقها وقراها وأحيائها.
لكن مع الأسف هذا الأمر لم يتم، وبقيت المدن والقرى على الأسماء الأعجمية التي ورثتها من الغزاة الذين أطلقوا أسماء ليس لها صلة بالعروبة والإسلام، ومازالت الدولة -مع الأسف- تسير هذا المسار دون يقظــة ولا أخذ بالحسبان ما وراء امتـــداد الأسماء الأعجمية الموروثة، والتي شملت حتى المناطق الحديثة التي لم تكن يوماً مأهولة ولا مسكونة، فأتبعتها بأسماء مناطق أو أحياء صغيرة، فصارت وكأنها امتداد لها، بل وجعلت هذه المناطق حقاً مملوكاً، وذلك عندما تصبح هذه المشاريع الإسكانية أولويتها لهذه المنطقة بالرغم أنها ليس لها بها صلة ولا أصل، وكذلك بالنسبة إلى أصحاب السكن الخاص الذين صار مكتوباً عليهم أن يحملوا عنوان هذا الحي الذي شمل ضاحية جديدة كبيرة بحجم مدينة، ومثال على ذلك توبلي، وهي في الأصل حي صغير وسط مدينة عيــسى وتأتي بعدها قريتان وهما جدعلي والكوره، ثم تأتي بعدهما ضاحية جديدة أطلق عليها اسم توبلي، وهي الضاحية المعروفه باسم خارطة البحرين، هذه التسمية مشتقة من الحي ثم من محطة معالجة مياه الصرف الصحي، والتي لا ندري لماذا أيضاً سميت بمحطة توبلي، وعلى أي أساس أطلق عليها هذا الاسم، مع أنه من المفترض أن تسمى المحطة باسم المدينة الكبيرة وهي مدينة عيسى.
لم تقتصر التسميات على توبلي؛ بل إن هناك مشاريع عمرانية جديدة، منها الخاصة ومنها مشاريع إسكانية، تشيد على أرض غير مأهولة، أخذت كذلك نفس الأسماء، وليتها أسماء عربية؛ بل أسماء أعجمية ليس لها معنى ولا اتصال لا بحضارة عربية ولا إسلامية، وليس لها أي اتصال بشعب البحرين. فشعب البحرين عربي، وهذه الأسماء لا يفهم معناها ولا فحواها، وإن من يقول غير ذلك فهو بالتأكيد ليس عربياً، لأن العربي يفتخر بعروبة بلاده وأسماء مناطقه التي تشعره بالقوة والاعتزاز.
نضرب هنا المثل لنقارن بباقي الدول الخليجية التي لا يوجد بين أسماء مدنها ولا مناطقها أسماء أعجمية مثل البحرين، وكذلك سياسة هذه الدول المتبعة عندما تنشأ مدن جديدة تسميها بأسماء تنتمي إلى تاريخ الدولة العربي، كما تسمى بأسماء ذات معنى وجمال، مما يؤصل هوية البلد العربية ويحتفظ بهويتها وهوية شعبها.
أعتقد أنه من الإجحاف لتاريخ البحرين العربي، وسلباً لحق شعب البحرين الأصيل، أن يحرموا الفخر بتاريخهم المتمثل في أسماء مناطقهم، كما إنه من الظلم لسكان المناطق الجديدة أن تلحق بعناوينهم أسماء أحياء ومناطق كان على الدولة، ومنذ عهد أحمد الفاتح، تغييرها، وذلك لمحو آثار الاستعمار الذي قد يعود بنفسه مرة أخرى ويأخذ أسماء هذه المناطق ذريعة لأصله ووجوده، بالرغم من أن هذه المناطق كانت صغيرة وغير مأهولة، وقد يكون سكانها من القبائل العربية التي نزحت إلى دول مجاورة في فترة من فترات التاريخ، حتى جاء غيرهم وتمددوا فيها وتكاثروا، وذلك عندما فتح الاستعمار حدود البحرين البحرية وشجع الإيرانيين وغيرهم من الشعوب للنزوح إلى البحرين، وذلك لحسابهم طويل المدى، ومنه إضعاف حكام العرب وسيطرتهم على دولهم، ولمعرفتهم أن الدم العربي هو دم تصعب هزيمته أو الاستحواذ على أرضه أو استعباده أو استخدامه لتنفيذ المؤامرات ضد حكامه، فكلها أسباب اجتمعت وأدت إلى أن تستمر مناطق البحرين ومدنها تحتفظ بأسماء أعجمية، بل امتدت حتى شملت مناطق جديدة لا تمت إليها بصلة.
اليوم يتوجب على الدولة أن تعـــرّب الأسماء وتطلق أسماء جديد عربية جميلة ذات معاني تاريخية وحضارة عربيــة على المشاريع الإسكانية في الأراضي غير المؤهلة وإن كانت متصلة بحدود مدينة وقرية، وحتى المناطق التي فيها المساكن الخاصة فإنها كذلك يجب أن يطلق عليها أسماء ذات معنى ونغم يستشعر الشخص بالفخر والاعتزاز حين يقول إنه من سكنة جري الشيخ أو وادي السيل أو من ضاحية الفاتح، والذي يجب أن يطلق على المنطقة المحاذية لخارطة البحرين، كما نتمنى أن يطلق على المشاريع الإسكانية أسماء لرموز الحكم مثل مدينة خليفة، وضاحية أخرى باسم درع الجزيرة امتناناً لدوره في الدفاع عن دول الخليج كمشاركته في تحرير الكويت والوقوف مع البحرين في محنتها، وأسماء عربية يزخر بها التاريخ العربي الأصيل الذي يغنينا من التاريخ البربري الأعجمي الغازي الذي انتهك أرض العرب ومازالت عيونه مسلطة عليها.
ولا بد هنا أن نسترجع مقولة جلالة الملك حفظه الله أثناء زيارته لوزارة الداخلية بتاريخ 26 ديسمبر 2013، لتأصيل مطلب عروبة البحرين وتاريخها حيث قال: «هذا المكان له تاريخه ومعروف عندكم حتى تاريخ فتح البحرين موجود كتاريخ على البوابة الرئيسة سنة 1783، في الواقع لازم يكون هذا الشيء واضح، أن هذه الدولة دولة عربية مسلمة مستقلة منذ ذلك التاريخ ولم نجد في الوثائق ولا في التاريخ ما يدل على عكس ذلك، بل نجد أن الحكم والنظام منذ عام 1783 وهو نظام عربي مسلم مستقل بنى نفسه في أجواء صعبة في ذلك الوقت، لكن تمكن، وها نحن أبناءه نرث ذلك العهد والله يقدرنا أن نقوم بالواجب كما هو وما مطلوب منا وبمساعدة الرجال إن شاء الله»، إنها المقولة التي يجب أن نعتمدها لتأصيل وتعريب أسماء المناطق والمدن، لأن كل الوثائق تشهد على عروبة البحرين، فهي دولة عربية مسلمة مستقلة لا مكان فيها للتسميات الأعجمية.
{{ article.visit_count }}
لكن مع الأسف هذا الأمر لم يتم، وبقيت المدن والقرى على الأسماء الأعجمية التي ورثتها من الغزاة الذين أطلقوا أسماء ليس لها صلة بالعروبة والإسلام، ومازالت الدولة -مع الأسف- تسير هذا المسار دون يقظــة ولا أخذ بالحسبان ما وراء امتـــداد الأسماء الأعجمية الموروثة، والتي شملت حتى المناطق الحديثة التي لم تكن يوماً مأهولة ولا مسكونة، فأتبعتها بأسماء مناطق أو أحياء صغيرة، فصارت وكأنها امتداد لها، بل وجعلت هذه المناطق حقاً مملوكاً، وذلك عندما تصبح هذه المشاريع الإسكانية أولويتها لهذه المنطقة بالرغم أنها ليس لها بها صلة ولا أصل، وكذلك بالنسبة إلى أصحاب السكن الخاص الذين صار مكتوباً عليهم أن يحملوا عنوان هذا الحي الذي شمل ضاحية جديدة كبيرة بحجم مدينة، ومثال على ذلك توبلي، وهي في الأصل حي صغير وسط مدينة عيــسى وتأتي بعدها قريتان وهما جدعلي والكوره، ثم تأتي بعدهما ضاحية جديدة أطلق عليها اسم توبلي، وهي الضاحية المعروفه باسم خارطة البحرين، هذه التسمية مشتقة من الحي ثم من محطة معالجة مياه الصرف الصحي، والتي لا ندري لماذا أيضاً سميت بمحطة توبلي، وعلى أي أساس أطلق عليها هذا الاسم، مع أنه من المفترض أن تسمى المحطة باسم المدينة الكبيرة وهي مدينة عيسى.
لم تقتصر التسميات على توبلي؛ بل إن هناك مشاريع عمرانية جديدة، منها الخاصة ومنها مشاريع إسكانية، تشيد على أرض غير مأهولة، أخذت كذلك نفس الأسماء، وليتها أسماء عربية؛ بل أسماء أعجمية ليس لها معنى ولا اتصال لا بحضارة عربية ولا إسلامية، وليس لها أي اتصال بشعب البحرين. فشعب البحرين عربي، وهذه الأسماء لا يفهم معناها ولا فحواها، وإن من يقول غير ذلك فهو بالتأكيد ليس عربياً، لأن العربي يفتخر بعروبة بلاده وأسماء مناطقه التي تشعره بالقوة والاعتزاز.
نضرب هنا المثل لنقارن بباقي الدول الخليجية التي لا يوجد بين أسماء مدنها ولا مناطقها أسماء أعجمية مثل البحرين، وكذلك سياسة هذه الدول المتبعة عندما تنشأ مدن جديدة تسميها بأسماء تنتمي إلى تاريخ الدولة العربي، كما تسمى بأسماء ذات معنى وجمال، مما يؤصل هوية البلد العربية ويحتفظ بهويتها وهوية شعبها.
أعتقد أنه من الإجحاف لتاريخ البحرين العربي، وسلباً لحق شعب البحرين الأصيل، أن يحرموا الفخر بتاريخهم المتمثل في أسماء مناطقهم، كما إنه من الظلم لسكان المناطق الجديدة أن تلحق بعناوينهم أسماء أحياء ومناطق كان على الدولة، ومنذ عهد أحمد الفاتح، تغييرها، وذلك لمحو آثار الاستعمار الذي قد يعود بنفسه مرة أخرى ويأخذ أسماء هذه المناطق ذريعة لأصله ووجوده، بالرغم من أن هذه المناطق كانت صغيرة وغير مأهولة، وقد يكون سكانها من القبائل العربية التي نزحت إلى دول مجاورة في فترة من فترات التاريخ، حتى جاء غيرهم وتمددوا فيها وتكاثروا، وذلك عندما فتح الاستعمار حدود البحرين البحرية وشجع الإيرانيين وغيرهم من الشعوب للنزوح إلى البحرين، وذلك لحسابهم طويل المدى، ومنه إضعاف حكام العرب وسيطرتهم على دولهم، ولمعرفتهم أن الدم العربي هو دم تصعب هزيمته أو الاستحواذ على أرضه أو استعباده أو استخدامه لتنفيذ المؤامرات ضد حكامه، فكلها أسباب اجتمعت وأدت إلى أن تستمر مناطق البحرين ومدنها تحتفظ بأسماء أعجمية، بل امتدت حتى شملت مناطق جديدة لا تمت إليها بصلة.
اليوم يتوجب على الدولة أن تعـــرّب الأسماء وتطلق أسماء جديد عربية جميلة ذات معاني تاريخية وحضارة عربيــة على المشاريع الإسكانية في الأراضي غير المؤهلة وإن كانت متصلة بحدود مدينة وقرية، وحتى المناطق التي فيها المساكن الخاصة فإنها كذلك يجب أن يطلق عليها أسماء ذات معنى ونغم يستشعر الشخص بالفخر والاعتزاز حين يقول إنه من سكنة جري الشيخ أو وادي السيل أو من ضاحية الفاتح، والذي يجب أن يطلق على المنطقة المحاذية لخارطة البحرين، كما نتمنى أن يطلق على المشاريع الإسكانية أسماء لرموز الحكم مثل مدينة خليفة، وضاحية أخرى باسم درع الجزيرة امتناناً لدوره في الدفاع عن دول الخليج كمشاركته في تحرير الكويت والوقوف مع البحرين في محنتها، وأسماء عربية يزخر بها التاريخ العربي الأصيل الذي يغنينا من التاريخ البربري الأعجمي الغازي الذي انتهك أرض العرب ومازالت عيونه مسلطة عليها.
ولا بد هنا أن نسترجع مقولة جلالة الملك حفظه الله أثناء زيارته لوزارة الداخلية بتاريخ 26 ديسمبر 2013، لتأصيل مطلب عروبة البحرين وتاريخها حيث قال: «هذا المكان له تاريخه ومعروف عندكم حتى تاريخ فتح البحرين موجود كتاريخ على البوابة الرئيسة سنة 1783، في الواقع لازم يكون هذا الشيء واضح، أن هذه الدولة دولة عربية مسلمة مستقلة منذ ذلك التاريخ ولم نجد في الوثائق ولا في التاريخ ما يدل على عكس ذلك، بل نجد أن الحكم والنظام منذ عام 1783 وهو نظام عربي مسلم مستقل بنى نفسه في أجواء صعبة في ذلك الوقت، لكن تمكن، وها نحن أبناءه نرث ذلك العهد والله يقدرنا أن نقوم بالواجب كما هو وما مطلوب منا وبمساعدة الرجال إن شاء الله»، إنها المقولة التي يجب أن نعتمدها لتأصيل وتعريب أسماء المناطق والمدن، لأن كل الوثائق تشهد على عروبة البحرين، فهي دولة عربية مسلمة مستقلة لا مكان فيها للتسميات الأعجمية.