كل زوجين لديهما الحق الكامل والطبيعي في اختيار طريقة التربية التي يريدونها لأبنائهم. فهم أدرى بظروفهم وما يناسب ويتناسب معه كطفل أضاف شمعة منيرة على أسرته ومع البيئة المحيطة بهم جميعاً. وكلنا أمل أن نرى أبناءنا يتمتعون بمستقبل باهر ومشرق، فالفطرة الأبوية تجعل سعادة الأبناء هي السبب الرئيس والمحور الأساسي لفرحتنا بكل المقاييس.لذلك نكون حريصين لتقديم كل ما بوسعنا كي نرى أعينهم ترقص سعادة من بداية ولدناهم إلى حين أن يبلغوا أشدهم وما بعد ذلك.. وكلما كانت البيئة المحيطة بفلذات أكبادنا نظيفة، صحيحة وسليمة بالرغم من الظروف المعاكسة للتيارات والخارجة عن إرادتنا نكون بذلك ضمنا لهم غداً إلى حد ما يخلو من الشوائب والعيوب. والركيزة الأساسية لمقومات البيئة الصحيحة هي الحب ثم الحب ثم الحب والاحترام والأهم من هذا كله استيعاب أن الشخص الذي يقف بين يدينا يوجد فارق زمني كبير بيننا وبينه. فإذا كان الوعاء الكبير من ميزاته أنه يسع الوعاء الصغير. فلماذا نحن كمدركين وواعين وفاهمين لا نريد أن نبرمج عقلنا هذا المبدأ مع أغلى ما نملك على وجه الأرض، ألا وهم أبناؤنا؟؟!! ولكن أقسم بالله العلي العظيم إنني لم أشك للحظة أن ما استلمته أمس على جوالي من صور مرعبة لطفل في الرابعة من عمره بملامح وجه من الصعب قراءتها وبعينيه المقفلتين بسبب الضرب المبرح الذي تعرض إليه، ما هو إلا فعل من إنسان عديم الرحمة والإنسانية، لذا فسرعان ما تشعر بدمعتين تحرقان مقلتيك مع كثير من الغضب الداخلي والقلق. فمع الصور مرفق نص في قرابة 220 كلمة أي ما يعادل ثلثي حجم مقالي هذا، فلم أعر الكتابة اهتماماً لأنني كنت مع أطفالي ولا أريد أن أنشغل عنهم أكثر بالقراءة، عدا عن ذلك، أنني كنت على يقين لا يقبل الشك بأي شكل من الأشكال أن من قام بهذا الفعل الجنوني مع الطفل هو «الخادمة» وهذا الأمر مهما كبر أو صغر حجمه بتنا معتادين عليه وإن كنا نعدّ أنفسنا من الفطنين النبيهين الذين نقوم بكل ما بوسعنا من تدابير كي نتفادى أموراً غير طيبة مع أبنائنا أو من يعز علينا. وعندما نخسر شيئاً مادياً أو عينياً يكون قهرنا وزعلنا لا يتوازى في حال تعرض أحد أبنائنا أو أهلينا لسوء سواء كان هذا الأذى عمداً أو من غير قصد. وفي وقت الفراغ قلت في نفسي، فلأقرأ ماذا كان رد فعل الأهل إزاء ما تعرض إليه هذا الطفل البريء. وهنا كانت، الصدمة!!! الحقيقة غير المتوقعة!!! أن الفاعل هي «الأم»... نعم «الأم»... يعني «والدته» وهو وليدها الذي ترعرع بأحشائها 35 أسبوعاً... ولا تحاولوا أن تسألوها عن السبب، لأن الجواب سيكون لكم كما سمعه وكيل النيابة بعد أن قدّم والد الطفل مذكرة بحق «الأم» في مركز الشرطة: «ابني وأنا حرة به»... فهل يمكن أن يكون لي ولكم تعليق بعد هذا الجواب الأمومي الطيب الحنون. فليس الموضوع بأنه كتابة ونقد لمجرد حشر أنفسنا بأمور ومواقف لا تعنينا ولكن ما عاد يتم السكوت عن، الجهل الكبير والإدراك البسيط بأهمية المسؤولية التي ستقع على أي اثنين يقبلان على معيشة مشتركة. فالحياة أكبر بكثير من فستان أبيض وكثير من «المعازيم وولائم وأمور لا تودي لا تجيب». اصحوا أيها الأهل قبل الشروع بمشاريع نتيجتها الفشل وعندها لن يقبل الأمر أي نوع من أنواع الندم.