التغيير.. شعار رفعه أغلب المرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية التي انقضت قبل أيام، فما هو شكل التغيير الذي سيكون في العراق إذا كانت الوجوه التي تسببت في خرابه هي من رفعت هذا الشعار وعادت من جديد إلى المشهد السياسي؟
أحزاب السلطة الحاكمة في العراق سارعت وقبل إعلان النتائج الأولية بالإعلان عن فوزها واكتساحها، ومع أن هذا الإعلان يبدو للبعض أنه متسرع إلا أن فيه الشيء الكثير من الموضوعية والمصداقية، فهذه الأحزاب أصبحت تملك العراق ومن عليه، وبالتالي فإن النتيجة محسومة قبل دخولها الانتخابات أصلاً، أحزاب عملت على إصدار القرارات والقوانين التي تبقي على سيطرتها على الساحة، اكتساح الأحزاب هذه يشبه اكتساح شركة بغداد للمشروبات الغازية للسوق في فترة الحصار الاقتصادي على العراق يوم كانت الحكومة العراقية تفرض رسوماً جمركية مرتفعة على المشروبات الغازية القادمة من دول الجوار لتبقى منتوجات شركة بغداد للمشروبات الغازية وحدها في السوق فيقدم مديرها تقريره للمسؤولين ويقول: «اكتسحنا السوق»، مع فارق أن الشركة كانت تقدم منتجاً جيداً وأحزاب السلطة في عراق ما بعد الاحتلال تقدم أسوأ منتوج عهدته البشرية.
أما رئيس الوزراء نوري المالكي فيسعى وبقوة للحصول على ولاية ثالثة، لكنه هذه المرة يواجه معارضة من الأحزاب الشيعية المؤتلفة معه سابقاً، فضلاً عن معارضة السنة والأكراد، إلا أنه بعد الانتخابات مباشرة بدا واثقاً من تشكيله الحكومة عندما أكد أن الائتلاف الشيعي قادر على جمع عدد من المقاعد يؤهله لتشكيل الحكومة، وبالتالي فإن العقبة الوحيدة التي تواجهه موافقة الكتل الشيعية على تسميته المنصب مرة ثالثة، وهذه أيضاً من السهل تجاوزها، فجميع هذه الكتل لا تملك مخالفة إيران، وهذا ما يفسر زيارة المالكي السرية إلى طهران بعد الانتخابات مباشرة.
الحقيقة التي لابد من إدراكها أن التركيبة المطلوبة والنظام السياسي الجديد في العراق فرضته أمريكا لتقوده إيران، وهو نظام يقضي بأن يحكم العراق أحزاب وجماعات تابعة لإيران، لذا فإن أي تغيير ممكن أن تجره هذه الانتخابات سوف لن يتجاوز تبادل الأدوار بين مجموعة دكاكين لجهة واحدة، ولن ينعكس إيجاباً على واقع العراق الداخلي أو الخارجي، بل ستكون السياسة الخارجية أشد عداء للدول العربية، وعلى المستوى الداخلي ستكون السنوات القادمة عصيبة على العراقيين؛ فأعمال القمع والقتل والتهجير والتهميش سترتفع لإعادة تشكيل ديموغرافية العراق بشكل سريع، وربما سيؤدي ذلك إلى تقسيم العراق.
شعار التغيير ما هو إلا القشة التي تعلق بها الغريق، فقد رفعه من وجد في السلطة لثماني سنوات خلت وهو المتسبب بوضع العراق الحالي، ولو أن الانتخابات تأتي بالتغيير لما سمحت بها الأحزاب الحاكمة وقبلها أمريكا وإيران.
{{ article.visit_count }}
أحزاب السلطة الحاكمة في العراق سارعت وقبل إعلان النتائج الأولية بالإعلان عن فوزها واكتساحها، ومع أن هذا الإعلان يبدو للبعض أنه متسرع إلا أن فيه الشيء الكثير من الموضوعية والمصداقية، فهذه الأحزاب أصبحت تملك العراق ومن عليه، وبالتالي فإن النتيجة محسومة قبل دخولها الانتخابات أصلاً، أحزاب عملت على إصدار القرارات والقوانين التي تبقي على سيطرتها على الساحة، اكتساح الأحزاب هذه يشبه اكتساح شركة بغداد للمشروبات الغازية للسوق في فترة الحصار الاقتصادي على العراق يوم كانت الحكومة العراقية تفرض رسوماً جمركية مرتفعة على المشروبات الغازية القادمة من دول الجوار لتبقى منتوجات شركة بغداد للمشروبات الغازية وحدها في السوق فيقدم مديرها تقريره للمسؤولين ويقول: «اكتسحنا السوق»، مع فارق أن الشركة كانت تقدم منتجاً جيداً وأحزاب السلطة في عراق ما بعد الاحتلال تقدم أسوأ منتوج عهدته البشرية.
أما رئيس الوزراء نوري المالكي فيسعى وبقوة للحصول على ولاية ثالثة، لكنه هذه المرة يواجه معارضة من الأحزاب الشيعية المؤتلفة معه سابقاً، فضلاً عن معارضة السنة والأكراد، إلا أنه بعد الانتخابات مباشرة بدا واثقاً من تشكيله الحكومة عندما أكد أن الائتلاف الشيعي قادر على جمع عدد من المقاعد يؤهله لتشكيل الحكومة، وبالتالي فإن العقبة الوحيدة التي تواجهه موافقة الكتل الشيعية على تسميته المنصب مرة ثالثة، وهذه أيضاً من السهل تجاوزها، فجميع هذه الكتل لا تملك مخالفة إيران، وهذا ما يفسر زيارة المالكي السرية إلى طهران بعد الانتخابات مباشرة.
الحقيقة التي لابد من إدراكها أن التركيبة المطلوبة والنظام السياسي الجديد في العراق فرضته أمريكا لتقوده إيران، وهو نظام يقضي بأن يحكم العراق أحزاب وجماعات تابعة لإيران، لذا فإن أي تغيير ممكن أن تجره هذه الانتخابات سوف لن يتجاوز تبادل الأدوار بين مجموعة دكاكين لجهة واحدة، ولن ينعكس إيجاباً على واقع العراق الداخلي أو الخارجي، بل ستكون السياسة الخارجية أشد عداء للدول العربية، وعلى المستوى الداخلي ستكون السنوات القادمة عصيبة على العراقيين؛ فأعمال القمع والقتل والتهجير والتهميش سترتفع لإعادة تشكيل ديموغرافية العراق بشكل سريع، وربما سيؤدي ذلك إلى تقسيم العراق.
شعار التغيير ما هو إلا القشة التي تعلق بها الغريق، فقد رفعه من وجد في السلطة لثماني سنوات خلت وهو المتسبب بوضع العراق الحالي، ولو أن الانتخابات تأتي بالتغيير لما سمحت بها الأحزاب الحاكمة وقبلها أمريكا وإيران.