اللهم لا حسد، اللهم لا حسد، «الحين» بيقولون هالمواطنين «حساد» وعيونهم على «المساكين» أعضاء مجلس النواب الذين «شلخوا» أنفسهم لزيادة رواتب الناس، وإقالة المفسدين، وحل مشكلات الإسكان وغيرها من الأمور التي حققت للمواطن أعلى أنواع الرفاهية والرضا!!
لكن لأن المواطنين «حسودين» وهذا ما لا نشك بأن بعض النواب يقولونه بناء على قناعة لديهم، نقول لأن المواطنين كذلك، فإن الأرقام التي نشرت أمس نقلاً عن تقرير لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والنيابية «نشك» بأنها غير صحيحة وأنها أرقام «مفبركة»، إذ أبداً لا يعقل بأن النواب بهذه «النغنغة» بينما هم يحلفون ويقسمون بأنهم لا ينامون الليل من أجل راحة المواطن!
يقولون لنا لا تقسوا على النواب، تراهم والله «مساكين» وما بيدهم شيء!
بصراحة وبناء على الأرقام المنشورة يتضح تماماً أنهم -أي النواب- في درجة أكبر من كونهم «مساكين»، فهم قاتلوا لأجل الناس لكن ما تحقق كان لهم فقط، وهنا أشك بأن هذا مخطط من الدولة حتى يحرجوا النواب. فالنواب «المساكين» لا يريدون تقاعداً نيابياً، أبداً لا يريدون، لكنهم مساكين «مغصوبين»! والنواب أبداً لم يسعوا لزيادة مكافآتهم وبدلاتهم وعلاواتهم، أبداً لكنهم مساكين «مغصوبين»! والنواب تعبوا وهم يقولون للدولة أعطوا المواطن وصلحوا وضعه وزيدوا راتبه، لكن يبدو أن الدولة سمعها ثقيل، بالتالي من يتحسن وضعه هم النواب «المساكين»!
لأجل المواطن يقال لا توجد ميزانية، لكن النواب ميزانيتهم السنوية 10 ملايين دينار! ومن «زود الزود» لديهم وديعة بنصف مليون دينار في بنك، وعليها فائدة سنوية أيضاً بنسبة 5.9%، مساكين «مغصوبين»!
ميزانية مكافآت وعلاوات أعضاء المجلس في عام 2013 بلغت 2.8 مليون دينار «بس»، وهالناس حاسدين الميت على موتة يوم الجمعة، بينما فقط نتساءل عن ميزانية مكافآت وعلاوة موظفي الدولة خلال العام الماضي كم تبلغ مقارنة عدد الموظفين بـ 40 نائباً؟!
ويظل مجلس النواب في حال أحسن من الدولة نفسها، إذ في حين تعاني الدولة من عجز في الميزانية، وعجز إكتواري، ما يعني أن المواطن «يمش بوزه» من أي زيادة، إلا أن ممثلي الشعب لديهم في ميزانيتهم فائض واحتياطي متراكم بلغ 2.6 مليون دينار! والله عمار يا نواب الشعب عمار!
بصراحة أعتب أشد العتب على اللجنة الاقتصادية في المجلس، إذ هذا التقرير من مسببات رفع الضغط والجلطات، فكان حرياً بهم ألا ينشروه هكذا على الملأ، كان عليهم أن يتركوا عنهم الشفافية في هذا الجانب فقط، إذ يكفي المواطن الضيق الذي هو فيه، ومثل هذه الأرقام إن كانت تعرض على أناس غير المواطنين البحرينيين الذين يتميزون بالطيبة وكرم الأخلاق، لربما لم يتمكن النواب من دخول المجلس في جلسة الثلاثاء القادمة إلا وهم ملطخون بالبيض والطماطم. والحمد لله يا نواب أن المواطن البحريني طيب وخلوق، هو كريم في أطباعه وأنتم طبعاً تستاهلون لأنكم بالفعل حققتم كل تطلعات المواطنين ومن زود الزود وصلنا لوضع ودائع في البنوك، و»حلاتها» كانت باسم المواطنين لكانت أفضل، باعتبار أن كل المميزات التي تحصل عليها النواب لم يسعوا لها، «حشه» لم يطلبوها، لكن مساكين «مغصوبين».
باختصار، هذه الأرقام المنشورة من مجلس النواب وكأنها تقول للمواطن «طق راسك في الطوفة»!