صادفت قبل يومين الذكرى 66 للنكبة الفلسطينية، والتي تعدّ من أبشع النكبات البشرية عبر التاريخ الإنساني، والتي خلدت فصلاً جديداً من فصول الجرائم الصهيونية البشعة بحق الفلسطينيين العزل، كما تعتبر النكبة الفلسطينية من أبرز علامات الذل والصمت العربيين في هذا الزمن المنكوب أصلاً.
قبل نحو 66 عاماً من اليوم حدثت النكبة، وبما أن هذا الجيل الجديد لا يعرف ما هي النكبة، بسبب حالة التغريب والغربة السياسية والتاريخية والثقافية عن واقعه العربي، إضافة لنسيان الكبار منا هذه الحادثة الأليمة، وجب علينا تذكير الجميع بالنكبة.
لعل أكثر من استطاع توصيف هذه الحادثة هو المؤرخ السوري الكبير قسطنطين زريق في كتابه «النكبة» في ذات العام، حين استطاع تعريف وتوضيح النكبة قائلاً: «النكبة مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948، وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح إقامة الدولة اليهودية- إسرائيل. وتشمل أحداث النكبة احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسة وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي».
إذاً النكبة هي تشريد وتهجير وإذلال للفلسطينيين، وذاكرة عربية سيئة، هي ذكرى للغفلة العربية والوجع العربي، ذكرى لكن ليست للنسيان، بل ذكرى لاستحضار القضية والأرض، ذكرى للعودة وحقها المشروع، ذكرى للعهد وتوثيق أبشع الجرائم الإنسانية في حق شعب خارج نطاق التغطية الرسمية والشعبية في كل أنحاء العالم، وذلك مع الأسف الشديد، في ذكرى نكبته وتهجيره وظلمه في هذه الآونة التي تزخر بالآلام العربية والفلسطينية.
غياب واضح في المشهد العربي لهذه الذكرى وغيرها من الذكريات الفلسطينية الأخرى، وكأن القارة العجوز وقبلها واشنطن، يريدون أن ينشغل العرب بقضاياهم عن القضية الفلسطينية، فلا النكبة باتت تحركهم ولا حتى مجازر صبرا وشاتيلا ولا مشهد محمد الدرة وغيرها من الفظاعات الصهيونية بحق إخوة لنا في الدم والدين، لكنها الذاكرة العربية القصيرة، أو ربما هي الأنانية التي تتلبسنا حين تكون القدس محور المحاور، أو تكون عاصمة الوجع العربي كعادتها!
سلام على فلسطين.. وتحياتنا لكل الإخوة الفلسطينيين منذ 48 وما قبلها وما بعدها، فمسلسل الانتهاكات مازال مستمراً بحقهم، أما النكبة الحقيقية فهي «نكبة العرب» وليست «نكبة فلسطين».
قبل نحو 66 عاماً من اليوم حدثت النكبة، وبما أن هذا الجيل الجديد لا يعرف ما هي النكبة، بسبب حالة التغريب والغربة السياسية والتاريخية والثقافية عن واقعه العربي، إضافة لنسيان الكبار منا هذه الحادثة الأليمة، وجب علينا تذكير الجميع بالنكبة.
لعل أكثر من استطاع توصيف هذه الحادثة هو المؤرخ السوري الكبير قسطنطين زريق في كتابه «النكبة» في ذات العام، حين استطاع تعريف وتوضيح النكبة قائلاً: «النكبة مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948، وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح إقامة الدولة اليهودية- إسرائيل. وتشمل أحداث النكبة احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسة وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي».
إذاً النكبة هي تشريد وتهجير وإذلال للفلسطينيين، وذاكرة عربية سيئة، هي ذكرى للغفلة العربية والوجع العربي، ذكرى لكن ليست للنسيان، بل ذكرى لاستحضار القضية والأرض، ذكرى للعودة وحقها المشروع، ذكرى للعهد وتوثيق أبشع الجرائم الإنسانية في حق شعب خارج نطاق التغطية الرسمية والشعبية في كل أنحاء العالم، وذلك مع الأسف الشديد، في ذكرى نكبته وتهجيره وظلمه في هذه الآونة التي تزخر بالآلام العربية والفلسطينية.
غياب واضح في المشهد العربي لهذه الذكرى وغيرها من الذكريات الفلسطينية الأخرى، وكأن القارة العجوز وقبلها واشنطن، يريدون أن ينشغل العرب بقضاياهم عن القضية الفلسطينية، فلا النكبة باتت تحركهم ولا حتى مجازر صبرا وشاتيلا ولا مشهد محمد الدرة وغيرها من الفظاعات الصهيونية بحق إخوة لنا في الدم والدين، لكنها الذاكرة العربية القصيرة، أو ربما هي الأنانية التي تتلبسنا حين تكون القدس محور المحاور، أو تكون عاصمة الوجع العربي كعادتها!
سلام على فلسطين.. وتحياتنا لكل الإخوة الفلسطينيين منذ 48 وما قبلها وما بعدها، فمسلسل الانتهاكات مازال مستمراً بحقهم، أما النكبة الحقيقية فهي «نكبة العرب» وليست «نكبة فلسطين».