من يعتقد أن المشكلة في البحرين لا تزال بين «المعارضة» المتمثلة في الجمعيات السياسية بقيادة الوفاق وبين الحكومة فهو دونما شك مخطئ، ذلك أن المشكلة الآن هي بين هذه الجمعيات وبين أولئك الذين يتخذون لأنفسهم ألف اسم وعنوان، ويديرون «معارضتهم» من الخارج ويرفضون كل الحلول، وهو وضع يؤكد نجاح خطط الحكومة التي استطاعت أن تبعد نفسها عنهما، وصارت تتفرج على ما يدور بين الطرفين اللدودين ولسان حالها يقول «يله يالوفاق راويني اشلون بتتفرصخين»!
ما احتواه البيان الصادر عن الجمعيات السياسية السبت الماضي، والذي تم تدشينه في مؤتمر صحافي، من «تهديدات» بعدم المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة والتصعيد، ينطبق عليه المثل الذي يصعب أن يقال هنا ويتكون من كلمتين! فالبيان كان رسالة إلى الحكومة ملخصها أن الجمعيات السياسية تريد أن تدخل في عملية الحل وتشارك في كل الخطوات الآتية لكنها محرجة من أولئك الذين سيخوّنونها وسيلفظونها وستخسر الشارع، الذي لا تزال تعتقد أنها تقوده. وفي محاولة منها كي لا تعادي أولئك «الصقور» نثرت مطالبها في البيان بشكل أفقي بدل أن تكون عمودية فكررتها لتطمئنهم وتقول إنها لم تبعهم بعد.
الخلاف الأساسي بين هذه الجمعيات السياسية التي تعمل تحت مظلة القانون وتلك التي تعمل تحت مظلة «الشيطان الأجنبي» هي أن الأخيرة ترفض أي اتفاق أو تفاهم مع الحكومة، وتعتبر كل من يفعل ذلك متورطاً في وأد «الثورة» وخائناً وعميلاً، بينما الجمعيات السياسية توافق على أن ينالها شيء من الكعكة وإن كان صغيراً. هذه هي المشكلة، وكل ما تقوم به الجمعيات السياسية الآن يشبهما يقوم به الغريق الذي أدرك أن أمره قد انتهى.
البيان احتوى رسالتين؛ الأولى لأولئك الرافضين لخطوة الجمعيات السياسية ولتفكيرها، ملخصها أننا معكم ولن نتنازل عن مطالبكم التي هي مطالبنا، وأننا إنما «نتكتك»، والثانية للحكومة ملخصها أننا نريد أن نرافقك في مشوار الحلول التي تطرحينها، ولكن نرجوك ساعدينا على أولئك الذين إن عرفوا أننا توافقنا معك فسيرموننا في الدرام، مؤكدين بذلك قصة المثل «اللي ما ينقال»!
الوفاق والجمعيات التي صارت في جيبها تعرف تماماً أنها لو اتخذت قراراً بالمشاركة في الانتخابات تحت أي ذريعة فإنها ستخسر الشارع ولن يعود لها أي تأثير فيه أو مكانة، فهي تدرك أن ما يسمى بائتلاف فبراير أقوى منها وأكثر سيطرة عليه، لذا لا حيلة لها سوى أن تصدر بياناً وتقول إنها لن تشارك في الانتخابات بينما هي في داخلها تريد أن تشارك وتسعى إلى ترجمة ذلك إلى واقع، وهو ما يؤكد أن المشكلة ليست بينها وبين الحكومة ولكن بينها وبين من يرفض الحكومة ويريد إسقاط النظام.
أما باقي البيان فهو للاستهلاك المحلي ولا قيمة له ويقترب من الإنشاء، لذا كان من الطبيعي أن تجد مثل هذا التعليق عليه من قبل مستخدمي «التويتر» فور صدوره: «لا يوجد في موقف الجمعيات الداعي للمقاطعة ما يشاد به، فهذا واجبهم المرحلي، وأقل من ذلك هو خيانة للشعب ودماء الشهداء»، وكذلك «دعوات توسعة العمل الاجتماعي السلمي أتمنى ألا تكون كسابقاتها وتتحول لأفعال وألا تتعطل بحجة تفاهمات مع السفارة الأمريكية»، وغير هذه من تعليقات تريد أن تقول للجمعيات السياسية إن بيانها ليس فيه مفيداً وأن قصتي المقاطعة والتصعيد هي للاستهلاك المحلي و»الطلمسة على العيون».
ملخص الكلام أن الجمعيات السياسية التي أصدرت البيان الأخير تريد أن تشارك في الانتخابات، ولكنها تفتقد الوسيلة لإقناع إئتلاف فبراير وشارعه بذلك لأنها تعرف أنها ستضيع لو قالت غير ما جاء في البيان.
ما احتواه البيان الصادر عن الجمعيات السياسية السبت الماضي، والذي تم تدشينه في مؤتمر صحافي، من «تهديدات» بعدم المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة والتصعيد، ينطبق عليه المثل الذي يصعب أن يقال هنا ويتكون من كلمتين! فالبيان كان رسالة إلى الحكومة ملخصها أن الجمعيات السياسية تريد أن تدخل في عملية الحل وتشارك في كل الخطوات الآتية لكنها محرجة من أولئك الذين سيخوّنونها وسيلفظونها وستخسر الشارع، الذي لا تزال تعتقد أنها تقوده. وفي محاولة منها كي لا تعادي أولئك «الصقور» نثرت مطالبها في البيان بشكل أفقي بدل أن تكون عمودية فكررتها لتطمئنهم وتقول إنها لم تبعهم بعد.
الخلاف الأساسي بين هذه الجمعيات السياسية التي تعمل تحت مظلة القانون وتلك التي تعمل تحت مظلة «الشيطان الأجنبي» هي أن الأخيرة ترفض أي اتفاق أو تفاهم مع الحكومة، وتعتبر كل من يفعل ذلك متورطاً في وأد «الثورة» وخائناً وعميلاً، بينما الجمعيات السياسية توافق على أن ينالها شيء من الكعكة وإن كان صغيراً. هذه هي المشكلة، وكل ما تقوم به الجمعيات السياسية الآن يشبهما يقوم به الغريق الذي أدرك أن أمره قد انتهى.
البيان احتوى رسالتين؛ الأولى لأولئك الرافضين لخطوة الجمعيات السياسية ولتفكيرها، ملخصها أننا معكم ولن نتنازل عن مطالبكم التي هي مطالبنا، وأننا إنما «نتكتك»، والثانية للحكومة ملخصها أننا نريد أن نرافقك في مشوار الحلول التي تطرحينها، ولكن نرجوك ساعدينا على أولئك الذين إن عرفوا أننا توافقنا معك فسيرموننا في الدرام، مؤكدين بذلك قصة المثل «اللي ما ينقال»!
الوفاق والجمعيات التي صارت في جيبها تعرف تماماً أنها لو اتخذت قراراً بالمشاركة في الانتخابات تحت أي ذريعة فإنها ستخسر الشارع ولن يعود لها أي تأثير فيه أو مكانة، فهي تدرك أن ما يسمى بائتلاف فبراير أقوى منها وأكثر سيطرة عليه، لذا لا حيلة لها سوى أن تصدر بياناً وتقول إنها لن تشارك في الانتخابات بينما هي في داخلها تريد أن تشارك وتسعى إلى ترجمة ذلك إلى واقع، وهو ما يؤكد أن المشكلة ليست بينها وبين الحكومة ولكن بينها وبين من يرفض الحكومة ويريد إسقاط النظام.
أما باقي البيان فهو للاستهلاك المحلي ولا قيمة له ويقترب من الإنشاء، لذا كان من الطبيعي أن تجد مثل هذا التعليق عليه من قبل مستخدمي «التويتر» فور صدوره: «لا يوجد في موقف الجمعيات الداعي للمقاطعة ما يشاد به، فهذا واجبهم المرحلي، وأقل من ذلك هو خيانة للشعب ودماء الشهداء»، وكذلك «دعوات توسعة العمل الاجتماعي السلمي أتمنى ألا تكون كسابقاتها وتتحول لأفعال وألا تتعطل بحجة تفاهمات مع السفارة الأمريكية»، وغير هذه من تعليقات تريد أن تقول للجمعيات السياسية إن بيانها ليس فيه مفيداً وأن قصتي المقاطعة والتصعيد هي للاستهلاك المحلي و»الطلمسة على العيون».
ملخص الكلام أن الجمعيات السياسية التي أصدرت البيان الأخير تريد أن تشارك في الانتخابات، ولكنها تفتقد الوسيلة لإقناع إئتلاف فبراير وشارعه بذلك لأنها تعرف أنها ستضيع لو قالت غير ما جاء في البيان.