قبل أيام هاتفني شاب شيعي، قال لي، بصراحة هناك الكثير من الشباب الشيعة لا علاقة لهم بما يدور في الساحة من تجاوزات ويرفضون أعمال العنف ولا يقبلون كل هذا الذي تقوم به فئة لأهداف لم تعد خافية على أحد، وإننا -يقول الشاب- وللأسف الشديد صرنا الضحية وإننا الآن بين مطرقة الحكومة وسندان المعارضة، لا الحكومة تثق بنا ولا المعارضة تقبل منا، إن رفعنا أصواتنا في وجه هؤلاء الذين نؤمن بأنهم مخربون وضيقو الأفق جاءنا منهم ما جاءنا من لوم وتهديد ووعيد وموقف سالب ونكون بذلك قد عرضنا أنفسنا للخطر، وإن صمتنا جاءنا اللوم من الحكومة التي تأخذ علينا صمتنا ونأخذ عليها أنها اعتبرتنا جميعاً مع تلك الفئة التي نرفض ما تقوم به.
الشاب قال إنه وصل إلى حد الاعتقاد بأن العائق أمام توظيفه في وزارات الدولة التي قدم أوراقه للعمل لديها في تخصصه هو أنه شيعي وابن قرية تعاني بشكل شبه يومي من نشاط تخريبي يقوم به أولئك الذين لا يهمهم إن توظف الشباب أو ماتوا فكل ما يهمهم هو أن يحققوا ما في رؤوسهم من أهداف نعرف أنها لن تتحقق ونعرف أن نظرتهم قاصرة وأنهم لا يفكرون إلا في أنفسهم.
هذه المشكلة لا يعاني منها الشاب الذي هاتفني فقط ولكن يعاني منها كثير من الشباب البحريني من المنتمين إلى المذهب الجعفري وخصوصاً من أهل القرى، ما يستدعي التوقف عند هذه النقطة كي لا يغرم من لا علاقة له بما يدور في الساحة من أمور ولا يؤمن بها، فما يجري في البحرين من أحداث لا علاقة لها بهذا المذهب وإن كان أغلب المشاركين فيها من المنتمين إليه.
ولكن، إن كان صوت هذا الشاب قد وصل لجرأته أو لثقته بي فإن هناك الكثير من الأصوات التي تشاركه المشكلة نفسها والموقف ذاته ولكنها لا تجرؤ على التعبير عن نفسها أو أنها لا تستطيع أن تصل إلى من يعنيه الأمر أو تخاف من إيصال صوتها خشية تعرضها للسوء.
نحن إذاً أمام مشكلة واضحة ملخصها أن شباباً من الشيعة من أهل القرى صاروا ضحية وضع وأحداث لا علاقة لهم بها، فهؤلاء يعانون اليوم من قسوة الطرفين.. الحكومة و«المعارضة»، الأولى تجد صعوبة في التمييز بينهم وبين أولئك المخربين، والثانية لا يهمها إن جاعوا أو ضاعوا. أمـا الجهات المعنية بهذه المشكلة فعديدة وأولها تلك المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وهي اليوم كثيرة في الداخل ولديها من تسترشد به من منظمات في الخارج، فهؤلاء الشباب أيضاً كل منهــم «إنسان» لهم حقوق ينبغي أن يحصلوا عليها وينبغي تبني مشكلتهم وحمايتهم. ترى ما هو دور هذه المنظمات التي «تلعلع» ليلاً ونهاراً بحقوق الإنسان؟ أم أن الإنسان عندها فقط هو ذلك المحسوب على فئة معينة والذي يوافقها على أفكارها ورؤاها؟ هذه المنظمات ينبغي أن يكون لها دور فاعل في مثل هذه المشكلة فليس بالضرورة أن يكون المتضررون من المشاغبين والمخربين كي يتم تبني قضيتهم، فهؤلاء في كل الأحوال «إنسان» ولهم حقوق.
هذا ملف مهم يجب أن تباشر الحكومة بالتدخل فيه أيضاً، فهؤلاء الشباب ضحية وضع خاطئ وضحية استهتار فئة من المجتمع لا تعرف حتى ما تريد أو ما يراد منها. لا أعرف كيف ستعالج الحكومة هذا الملف ولكن يجب عليها أن تعالجه، فما يحدث الآن هو أن شباباً من المخلصين لهذا الوطن يدفعون الفاتورة بالنيابة عن غيرهم بينما «الغيرهم» لا يبالون بهم ولا يهمهم لا حاضرهم ولا مستقبلهم.
احتضان هؤلاء الشباب ضربة قاصمة للمخربين.
الشاب قال إنه وصل إلى حد الاعتقاد بأن العائق أمام توظيفه في وزارات الدولة التي قدم أوراقه للعمل لديها في تخصصه هو أنه شيعي وابن قرية تعاني بشكل شبه يومي من نشاط تخريبي يقوم به أولئك الذين لا يهمهم إن توظف الشباب أو ماتوا فكل ما يهمهم هو أن يحققوا ما في رؤوسهم من أهداف نعرف أنها لن تتحقق ونعرف أن نظرتهم قاصرة وأنهم لا يفكرون إلا في أنفسهم.
هذه المشكلة لا يعاني منها الشاب الذي هاتفني فقط ولكن يعاني منها كثير من الشباب البحريني من المنتمين إلى المذهب الجعفري وخصوصاً من أهل القرى، ما يستدعي التوقف عند هذه النقطة كي لا يغرم من لا علاقة له بما يدور في الساحة من أمور ولا يؤمن بها، فما يجري في البحرين من أحداث لا علاقة لها بهذا المذهب وإن كان أغلب المشاركين فيها من المنتمين إليه.
ولكن، إن كان صوت هذا الشاب قد وصل لجرأته أو لثقته بي فإن هناك الكثير من الأصوات التي تشاركه المشكلة نفسها والموقف ذاته ولكنها لا تجرؤ على التعبير عن نفسها أو أنها لا تستطيع أن تصل إلى من يعنيه الأمر أو تخاف من إيصال صوتها خشية تعرضها للسوء.
نحن إذاً أمام مشكلة واضحة ملخصها أن شباباً من الشيعة من أهل القرى صاروا ضحية وضع وأحداث لا علاقة لهم بها، فهؤلاء يعانون اليوم من قسوة الطرفين.. الحكومة و«المعارضة»، الأولى تجد صعوبة في التمييز بينهم وبين أولئك المخربين، والثانية لا يهمها إن جاعوا أو ضاعوا. أمـا الجهات المعنية بهذه المشكلة فعديدة وأولها تلك المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وهي اليوم كثيرة في الداخل ولديها من تسترشد به من منظمات في الخارج، فهؤلاء الشباب أيضاً كل منهــم «إنسان» لهم حقوق ينبغي أن يحصلوا عليها وينبغي تبني مشكلتهم وحمايتهم. ترى ما هو دور هذه المنظمات التي «تلعلع» ليلاً ونهاراً بحقوق الإنسان؟ أم أن الإنسان عندها فقط هو ذلك المحسوب على فئة معينة والذي يوافقها على أفكارها ورؤاها؟ هذه المنظمات ينبغي أن يكون لها دور فاعل في مثل هذه المشكلة فليس بالضرورة أن يكون المتضررون من المشاغبين والمخربين كي يتم تبني قضيتهم، فهؤلاء في كل الأحوال «إنسان» ولهم حقوق.
هذا ملف مهم يجب أن تباشر الحكومة بالتدخل فيه أيضاً، فهؤلاء الشباب ضحية وضع خاطئ وضحية استهتار فئة من المجتمع لا تعرف حتى ما تريد أو ما يراد منها. لا أعرف كيف ستعالج الحكومة هذا الملف ولكن يجب عليها أن تعالجه، فما يحدث الآن هو أن شباباً من المخلصين لهذا الوطن يدفعون الفاتورة بالنيابة عن غيرهم بينما «الغيرهم» لا يبالون بهم ولا يهمهم لا حاضرهم ولا مستقبلهم.
احتضان هؤلاء الشباب ضربة قاصمة للمخربين.