لفتتني تغريدة للكويتي أنور الرشيد يقول فيها «هل تعلمون أن سجن جو في البحرين يحتجز 110 أطفال!!!؟». ولفتني أيضا أنه وضع قبل علامة الاستفهام ثلاث علامات تعجب، ذلك أن قولاً كهذا يحتاج بالفعل إلى إبداء التعجب، فكيف يمكن حبس الأطفال؟ وكيف يمكن حبس كل هذا العدد من الأطفال؟
وجود أطفال في التوقيف أو الحبس حقيقة لا يمكن نكرانها، ولكن ما هو حقيقي أيضاً هو أن الأطفال الذين يتحدث عنهم ذلك السياسي ليسوا أطفالاً، فلا يوجد في العالم أجمع طفل له شنبات، ولم يوجد على مدى التاريخ طفل له عضلات، ولا يوجد طفل يستطيع أن يصنع قنبلة مولوتوف ويحملها ويرميها على رجال الأمن بغرض القتل، كما لا يوجد طفل يستطيع أن يحتجز شارعاً رئيساً ويقطعه بإطارات السيارات ويشعل النيران فيها ويختطف حياة الآخرين.
الذين سمع عنهم ذلك السياسي وتعجل في الدفاع عنهم ليسوا أطفالاً، فليس من شيم البحرين وأهلها حبس الأطفال. نعم هناك من يستدعي حبسه من الأطفال لسبب أو لآخر لكنهم لا يعاملون كمعتقلين أو مساجين وإنما يخضعون لبرنامج تأهيل كي يتجاوزوا ما هم فيه ويعودوا مواطنين صالحين يخدمون وطنهم ومجتمعهم.
هؤلاء يختلفون عن أولئك الذين تناولهم الرشيد في تغريدته، فمثل هؤلاء يوجد في كل بلدان العالم ولا يطلق عليهم صفة مساجين. أما الـ 110 الذين وصفهم بالأطفال فليسوا أطفالاً أبداً، إلا إن اعتبرنا أن من لم يكمل الثامنة عشر بيوم يعتبر طفلاً.
هذا الدخول غير المنطقي من هذا السياسي مشكلة يعاني منها كثير من السياسيين والمتابعين لقضايا حقوق الإنسان، فهؤلاء في الغالب يعتمدون على السماع ويقررون أن كل ما ينقل إليهم من «المعارضة» لا بد أن يكون صحيحاً وواقعاً، فطالما أنهم لا يثقون في ما تقوله الحكومات، لذا فإن من السهل عليهم أن يصدقوا كل ما يأتيهم من الطرف الآخر.
هذه ثغرة يستغلها من اعتبر نفسه معارضة؛ فينقل ما يشاء من أخبار ومعلومات إلى أولئك واثقاً أنهم لن يدققوا فيها ولن يسألوا عن مدى صحتها، وأنهم سيعتمدونها في التو والحال وسينشرونها على أنها حقيقة.
السياسي صاحب التغريدة المثيرة وغيره من السياسيين والمحللين والمتابعين للشأن البحريني سيغيرون من مواقفهم وسيعدلون من السن التي يطلقون عليها صفة أطفال عندما يرون بأعينهم كيف أن هؤلاء «الأطفال» يضعون الأقنعة على وجوههم ويفردون عضلاتهم ويتقدمون حاملين لزجاجات المولوتوف الحارقة القاتلة والحجارة والأسياخ الحديدية ويدخلون في مواجهات شرسة مع رجال الأمن ويحدثون فيهم الإصابات بأنواعها وصولاً إلى سلبهم حياتهم، أو يرونهم وهم يختطفون الشوارع اختطافاً ويعطلون حياة الناس ويعرضونهم لشتى أنواع المخاطر، أو يرونهم وهم يهاجمون مراكز الشرطة ونقاطهم.
هل هذه الأفعال والممارسات يمكن أن يقوم بها أطفال؟ هذا سؤال موجه إلى كل من يقول إن البحرين تحبس الأطفال، والمطلوب منهم الإجابة عنه بما يمليه عليهم الضمير والمنطق.
الأولى من هذا الذي يتناقله من لا يختلف اثنان على أنهم مثقفون وواعون هو أن ينصحوا أولئك «الكبار» ألا يزجوا بـ «الأطفال» في ميادين ليست بميادينهم ولا ينبغي أن يلجوها، وأن يبينوا لهم أن العالم يستطيع أن يميز بين الطفل واللاطفل، وأنه وإن كان العالم يختلف في مفهوم الطفل وتحديد سنه، إلا أنه يتفق على أن من يمتلك الشوارب والعضلات ويستطيع أن يرمي رجال الأمن والناس بالحجارة وقنابل المولوتوف لا يعتبر طفلاً، فالطفل طفل ولا يمكن أن يقال عنه غير ذلك، لكنه بالتأكيد لا يكون طفلاً لو فعل ما تم بيانه.. ولا يحبس.
وجود أطفال في التوقيف أو الحبس حقيقة لا يمكن نكرانها، ولكن ما هو حقيقي أيضاً هو أن الأطفال الذين يتحدث عنهم ذلك السياسي ليسوا أطفالاً، فلا يوجد في العالم أجمع طفل له شنبات، ولم يوجد على مدى التاريخ طفل له عضلات، ولا يوجد طفل يستطيع أن يصنع قنبلة مولوتوف ويحملها ويرميها على رجال الأمن بغرض القتل، كما لا يوجد طفل يستطيع أن يحتجز شارعاً رئيساً ويقطعه بإطارات السيارات ويشعل النيران فيها ويختطف حياة الآخرين.
الذين سمع عنهم ذلك السياسي وتعجل في الدفاع عنهم ليسوا أطفالاً، فليس من شيم البحرين وأهلها حبس الأطفال. نعم هناك من يستدعي حبسه من الأطفال لسبب أو لآخر لكنهم لا يعاملون كمعتقلين أو مساجين وإنما يخضعون لبرنامج تأهيل كي يتجاوزوا ما هم فيه ويعودوا مواطنين صالحين يخدمون وطنهم ومجتمعهم.
هؤلاء يختلفون عن أولئك الذين تناولهم الرشيد في تغريدته، فمثل هؤلاء يوجد في كل بلدان العالم ولا يطلق عليهم صفة مساجين. أما الـ 110 الذين وصفهم بالأطفال فليسوا أطفالاً أبداً، إلا إن اعتبرنا أن من لم يكمل الثامنة عشر بيوم يعتبر طفلاً.
هذا الدخول غير المنطقي من هذا السياسي مشكلة يعاني منها كثير من السياسيين والمتابعين لقضايا حقوق الإنسان، فهؤلاء في الغالب يعتمدون على السماع ويقررون أن كل ما ينقل إليهم من «المعارضة» لا بد أن يكون صحيحاً وواقعاً، فطالما أنهم لا يثقون في ما تقوله الحكومات، لذا فإن من السهل عليهم أن يصدقوا كل ما يأتيهم من الطرف الآخر.
هذه ثغرة يستغلها من اعتبر نفسه معارضة؛ فينقل ما يشاء من أخبار ومعلومات إلى أولئك واثقاً أنهم لن يدققوا فيها ولن يسألوا عن مدى صحتها، وأنهم سيعتمدونها في التو والحال وسينشرونها على أنها حقيقة.
السياسي صاحب التغريدة المثيرة وغيره من السياسيين والمحللين والمتابعين للشأن البحريني سيغيرون من مواقفهم وسيعدلون من السن التي يطلقون عليها صفة أطفال عندما يرون بأعينهم كيف أن هؤلاء «الأطفال» يضعون الأقنعة على وجوههم ويفردون عضلاتهم ويتقدمون حاملين لزجاجات المولوتوف الحارقة القاتلة والحجارة والأسياخ الحديدية ويدخلون في مواجهات شرسة مع رجال الأمن ويحدثون فيهم الإصابات بأنواعها وصولاً إلى سلبهم حياتهم، أو يرونهم وهم يختطفون الشوارع اختطافاً ويعطلون حياة الناس ويعرضونهم لشتى أنواع المخاطر، أو يرونهم وهم يهاجمون مراكز الشرطة ونقاطهم.
هل هذه الأفعال والممارسات يمكن أن يقوم بها أطفال؟ هذا سؤال موجه إلى كل من يقول إن البحرين تحبس الأطفال، والمطلوب منهم الإجابة عنه بما يمليه عليهم الضمير والمنطق.
الأولى من هذا الذي يتناقله من لا يختلف اثنان على أنهم مثقفون وواعون هو أن ينصحوا أولئك «الكبار» ألا يزجوا بـ «الأطفال» في ميادين ليست بميادينهم ولا ينبغي أن يلجوها، وأن يبينوا لهم أن العالم يستطيع أن يميز بين الطفل واللاطفل، وأنه وإن كان العالم يختلف في مفهوم الطفل وتحديد سنه، إلا أنه يتفق على أن من يمتلك الشوارب والعضلات ويستطيع أن يرمي رجال الأمن والناس بالحجارة وقنابل المولوتوف لا يعتبر طفلاً، فالطفل طفل ولا يمكن أن يقال عنه غير ذلك، لكنه بالتأكيد لا يكون طفلاً لو فعل ما تم بيانه.. ولا يحبس.