اتصل بي قارئ يعتب علي ويتساءل: ألا تدري ما تبقى للبحرين بعد أن سيطرت العمالة الأجنبية على كل الوظائف والأعمال تقريباً، لدرجة أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تفاخر المؤسسات التمويلية بأنها دعمت تولي الشباب البحريني إقامة مشروعاتهم الخاصة وتكوين الدعامة الأساسية للاقتصاد، هذه المؤسسات يرأسها البحرينيون ويدير أعمالها ويقوم بها عمال وموظفون أجانب.
الكفاءات البحرينية عندما وجدت تهافت الشركات ورجال الأعمال على العمالة الأجنبية وتشغيلها في كل الأعمال بدون استثناء، وعندما وجدت صعوبة كبيرة في الحصول على أي وظيفة تتناسب وما لديها من مؤهلات وخبرة، وأجور مجزية وقادرة على تغطية تكاليف المعيشة المتسارعة في الارتفاع..
قررت هذه الكفاءات البحرينية أن تهاجر إلى الدول الخليجية بحثاً عن عمل لائق وعيشة محترمة واستقرار حياتي، وتقدير لما تمتلك من قدرات وإمكانيات يمكن الاستفادة منها في الكثير من المجالات في تلك البلدان.
الكفاءات التي هاجرت أعدادها كثيرة وتقدر بالآلاف، البعض منها ذهب يبحث عن عمل وما إن حصل عليه واستقر حتى أخذ عائلته معه واستقر في البلد التي هاجر إليها وبات يحمل جنسيتها، والبعض الآخر من الذين سافروا ذهبوا إلى تلك البلدان وهم موجودون هناك من أجل العمل.
السعودية حظيت بنصيب الأسد من أولئك الذين ذهبوا للعمل ووجدوا التقدير في الوظيفة والراتب، وكما يقول الصديق القارئ فإن الرياض بالتحديد استقطبت أعداداً كبيرة من البحرينيين، لدرجة أنهم يلاقون صعوبة في الحصول على مقاعد في الطائرات عند رغبتهم للعودة إلى البحرين في الإجازات.
هؤلاء الذين تركوا وطنهم ومنهم الذين ذهبوا إلى السعودية لسان حالهم يقول: إن البحرينيين لم يتميزوا وحسب ببناء خط التابلاين في الخمسينيات من القرن الماضي بل إن البحريني هو دائماً صاحب كفاءة وخبرة ومقدرة على المنافسة والإبداع والإنتاج ، لكن حظه أنه يعيش في بلد عذاري التي تسقي البعيد وتتركه هائماً في البلدان باحثاً عن العيش والعمل، البحريني يا أصحاب الأعمال هو يحب العمل المناسب والمجزي والممنوع لغيره البعيد.