«المجالس النيابية» أحد مظاهر الديمقراطية حيث ينتخب أفراد لينوبوا عن الأمة، في التشريع وفي الرقابة على أداء الحكومة، وهم نخبة النخبة وصفوة الصفوة ووصلوا إلى كرسي النيابة بعد اجتياز عدة تصفيات حزبية أو تصفيات تنافسية مع مستقلين لوصول الأفضل حتى يدخل حلبة التنافس.
نأتي لاستعراض أربعين بحرينياً استطاعوا أن يصلوا إلى مقاعد المجلس النيابي البحريني .. لن أزيد على أن أقول إن أكثر من 80% وصلونا إلى أن نلعن أم الديمقراطية التي جعلت من هؤلاء ممثلين عن الشعب البحريني، الشعب الذي بدأ تعليمه النظامي قبل 100 عام وصحافته قبل 75 عاماً ووصفت شوارعه من ذهب قبل تسعين عاماً، الشعب المنضبط المحترم في كل بقاع الدنيا، الشعب المثقف الذي ذاع صيته عالمياً، شعب إبراهيم العريض وقاسم حداد وشعب عبدالرحمن المعاودة والشيخ إبراهيم بن محمد وشعب عبدالله الزايد، يأتي علينا زمان يمثلنا من نخجل ونداري فعلته وسوءته يومياً، بسبب أفعال وأقوال لا تتسق مع هذه العراقة والتاريخ الطويل من العلم والثقافة والاطلاع.
ولا تتسم مع مستحقات طال انتظارها لدور رقابي وشراكة حقيقية في الحكم، تأتي شريحة تفرح بها أي حكومة في الدنيا ويخجل منها أي شعب في الدنيا.
«الأحزاب السياسية» مظهر آخر من مظاهر الديمقراطية حيث تتنافس فيما بينها مجموعات من المواطنين ينضوون تحت مظلة واحدة تعد أفضل البرامج التنموية وتعد قائمة من مواقع الاستهداف الرقابي والمساءلة وقائمة من التغييرات والمبادرات التي تسعى لتحقيق الرفاهية لشعبها، لتخرج علينا أحزاب بحرينية عام 2002 من رحم موقعة الجمل تتقاسمنا غنائم بين داعش وحالش تفزع لكل قضايا الأمة في أي بقعة في الكرة الأرضية والشعب الذي طحنه الانتظار تركته ليلعن أمه، أحزاب دستورية لا تقسم على الدستور ولا تحترم السيادة الوطنية وتقفز عليها محللة التآمر والخيانة بحجة الدولية والمطالب الإنسانية.
«منظمات المجتمع المدني» مظهر آخر من مظاهر الديمقراطية، منها الحقوقي ومنها النقابي ومنها الاتحادي النوعي، عمل مؤسسي للمواطنين يرتقون من خلالها بالأداء العام يساهمون من خلالها برفع الإنتاجية ويزيدون حصتهم في الدخل القومي ويزرعون العدل والمساواة، تنشغل بهموم شريحتها التي تمثلها، تنمي قدراتهم، تدربهم ترفع من مستواهم، تساعدهم في نيل حقوقهم، خرجت علينا مؤسسات تبدل قبعاتها السياسية والحقوقية كما يبدل مهرج السيرك قبعاته، لكل مؤسسة ما بين الحقوقي والمهني والنوعي ينادي بالحق المائل ويرى الشكاوى بعين عوراء ويمارس إقصاء ابن العم والأخ إن لم يكن على فكره ومنهجه، اتحاد سني واتحاد شيعي ناسفاً ومفجراً وعادماً أصغر وأقل مبادئ الديمقراطية.
«الحريات» بكل أنواعها التعبير والتجمع والتظاهر والاعتصام والإضراب مظهر آخر من مظاهر الديمقراطية حقوق تتمتع بها الشعوب والجماعات والأفراد وتسير حياة الناس أثناءها دون توقف ودون عطل ودون هدر ودون إضرار بأي من حريات الآخرين أو حقوقهم، ولكننا هنا، جاءنا ملتح وصاحب عمامة فحلل وأجاز وشرعن ونصب علينا من قتل الأرواح وأضرم النار وعطل مصالح العباد على أساس أنهم أبطال الديمقراطية!!
حللوا الكذب وحللوا القتل وحللوا تدمير الأوطان وحللوا خرق السيادة الوطنية وحللوا السرقات وحللوا الفساد إن كان مرتكبها هم «زعماء الديمقراطية» فمن يلبس قميص الديمقراطية يرفع عنه القلم، وقالوا لنا انتظروا عروضنا الديمقراطية حين نصل لسدة الحكم وقبة البرلمان وكراسي الحكومة، ستنعمون جميعكم بالديمقراطية التي نعمنا بها.
يا أخي .. يا أخي حرام عليكم .. كفرتمونا بأب وأخت وأم وكل «طوايف» الديمقراطية.