تتنامى في مجتمعاتنا الخليجية، ومنها البحرين، نزعة العمل في القطاع الحكومي، لاعتبارات شتى، من بينها حجم الضمانات لاستمرارية العمل، يقابل ذلك.. انخفاض نسبي لمستوى الأجور الحكومية مقارنةً بكثير من مؤسسات القطاع الخاص لا سيما الكبرى منها. وتأتي بخط موازٍ لمعادلة الضمان والأجر العكسية، ثقافة سادت الأوساط الحكومية مفادها «العمل على قدر الأجر» في إحباط للهمم وتبرير للكسل والإهمال في العمل.
تعود هذه الثقافة لعدد من العوامل يأتي في مقدمها ضعف الرقابة الذاتية وحجم ما يشعر به الموظف المواطن من مسؤولية تجاه مجتمعه، يسهم في ذلك أيضاً أسلوب العمل الرأسي الذي تتبعه بعض الإدارات المركزية بحيث لا تشرك موظفيها في خططها وما تتطلع إليه من طموحات وأهداف، فضلاً عن كون «الرؤية والرسالة والأهداف» نصوصاً شكلية في عدد لا يستهان به من المؤسسات، حيث لا تمثل قيمة تذكر ولا تمت لمنتسبي المؤسسة بصلة، وبالتالي لا تتجسد فيما تفرزه جهودهم من إنتاج.
غياب الرؤية الإبداعية والتطويرية، وضعف الجانب التحفيزي في المؤسسات الحكومية، من أهم المشاكل التي أصبحت سمة العمل الحكومي، في ظل تطبيق كثير من المسؤولين -غير الأكفاء- لسياسة «تكسير المجاديف»، وفي ظل احتكار البعض للأعمال، وبحضرة الوصوليين من سرّاق الجهود على مرأى ومسمع القيادات الكبرى التي حملت على عاتقها كذلك تكاليف الطين والعجين لصم الآذان. إن العمل الحكومي لن يرتقي أبداً على هذا المنوال البائس، فبيئة كهذه تقوض الإبداع والاجتهاد بامتياز.
ما بلغته عبارة «من أمن العقوبة ساء الأدب» من تداول قلّ نظيره في البحرين، كفيل بتفسير حجم الإخفاقات الحكومية وخيبة الأمل الشعبية في مجالات مختلفة، فغياب جدية مبادئ «العصا والجزرة» وتراخي المؤسسات الحكومية في الإجراءات العقابية والتحفيزية، حطمت آخر ما تبقى من صمود المجتهدين في المؤسسات الحكومية، فالعامل المجد والمتراخي الكسول سواسية، بل ينتقد في كثير من الأحيان ويُخطّأ المجتهد على بعض جوانب قصور العمل غير المقصودة، فيما ينعم ذو الكسل والبلادة برضا لذيذ من المسؤولين، حيث صرف الانتباه.
باعتقادي.. متى ما تمكن المسؤولون من تعزيز ثقافة الجد والاجتهاد، وإشراك موظفيهم في حمل هم ومسؤولية التنمية الحقيقية، في شراكة تنموية نهضوية شاملة.. ومتى ما طبّق مسؤولو العمل الحكومي أساليب عمل القطاع الخاص بما يحمله من جدية ومهنية، وفتحوا آفاق الإبداع والتشجيع، سنبني البلد بطريقة مختلفة، ونضمن لأنفسنا ولأجيالنا القادمة بحريناً أفضل بمستقبل أكثر إشراقاً، بالعمل والجد، لا بالشعارات البرّاقة والعروض المتملقة الزائفة.
- نبضة فخر..
لكم أحببت إحداهن عندما تحدثت يوماً تعرفني بطريقتها في العمل في مؤسسة حكومية، مشيرة لاستخدامها أسلوب البنوك في الإدارة وجدية العمل. لمثل هؤلاء أرفع القبعة احتراماً.. وأزف للبحرين بشارة «غدٍ أفضل».
تعود هذه الثقافة لعدد من العوامل يأتي في مقدمها ضعف الرقابة الذاتية وحجم ما يشعر به الموظف المواطن من مسؤولية تجاه مجتمعه، يسهم في ذلك أيضاً أسلوب العمل الرأسي الذي تتبعه بعض الإدارات المركزية بحيث لا تشرك موظفيها في خططها وما تتطلع إليه من طموحات وأهداف، فضلاً عن كون «الرؤية والرسالة والأهداف» نصوصاً شكلية في عدد لا يستهان به من المؤسسات، حيث لا تمثل قيمة تذكر ولا تمت لمنتسبي المؤسسة بصلة، وبالتالي لا تتجسد فيما تفرزه جهودهم من إنتاج.
غياب الرؤية الإبداعية والتطويرية، وضعف الجانب التحفيزي في المؤسسات الحكومية، من أهم المشاكل التي أصبحت سمة العمل الحكومي، في ظل تطبيق كثير من المسؤولين -غير الأكفاء- لسياسة «تكسير المجاديف»، وفي ظل احتكار البعض للأعمال، وبحضرة الوصوليين من سرّاق الجهود على مرأى ومسمع القيادات الكبرى التي حملت على عاتقها كذلك تكاليف الطين والعجين لصم الآذان. إن العمل الحكومي لن يرتقي أبداً على هذا المنوال البائس، فبيئة كهذه تقوض الإبداع والاجتهاد بامتياز.
ما بلغته عبارة «من أمن العقوبة ساء الأدب» من تداول قلّ نظيره في البحرين، كفيل بتفسير حجم الإخفاقات الحكومية وخيبة الأمل الشعبية في مجالات مختلفة، فغياب جدية مبادئ «العصا والجزرة» وتراخي المؤسسات الحكومية في الإجراءات العقابية والتحفيزية، حطمت آخر ما تبقى من صمود المجتهدين في المؤسسات الحكومية، فالعامل المجد والمتراخي الكسول سواسية، بل ينتقد في كثير من الأحيان ويُخطّأ المجتهد على بعض جوانب قصور العمل غير المقصودة، فيما ينعم ذو الكسل والبلادة برضا لذيذ من المسؤولين، حيث صرف الانتباه.
باعتقادي.. متى ما تمكن المسؤولون من تعزيز ثقافة الجد والاجتهاد، وإشراك موظفيهم في حمل هم ومسؤولية التنمية الحقيقية، في شراكة تنموية نهضوية شاملة.. ومتى ما طبّق مسؤولو العمل الحكومي أساليب عمل القطاع الخاص بما يحمله من جدية ومهنية، وفتحوا آفاق الإبداع والتشجيع، سنبني البلد بطريقة مختلفة، ونضمن لأنفسنا ولأجيالنا القادمة بحريناً أفضل بمستقبل أكثر إشراقاً، بالعمل والجد، لا بالشعارات البرّاقة والعروض المتملقة الزائفة.
- نبضة فخر..
لكم أحببت إحداهن عندما تحدثت يوماً تعرفني بطريقتها في العمل في مؤسسة حكومية، مشيرة لاستخدامها أسلوب البنوك في الإدارة وجدية العمل. لمثل هؤلاء أرفع القبعة احتراماً.. وأزف للبحرين بشارة «غدٍ أفضل».