تصلنا باستمرار -نحن الكتاب الصحافيين ممن أخذنا على عاتقنا مهمة الدفاع عن الوطن منذ لحظة الاعتداء عليه وإلى الآن باعتبارها واجباً وطنياً- تعليقات على ما نكتب يتهموننا فيها باتهامات كثيرة أيسرها أننا «نستلم» مكافآت سخية من الحكومة تعبيراً عن شكرها لنا على موقفنا! لكننا تعودنا عدم الرد على مثل هذه الاتهامات لأنها لا تستحق الرد، فمثلها مثل أصحابها الذين نتميز عنهم بحبنا لهذه الأرض وناسها.
لو أن الحكومة تعطي الكتاب الصحافيين الأموال بالطريقة التي يتصورها هؤلاء لأفلست منذ زمن! ولو أنها تعطي ما تصفهم «المعارضة» بأنهم شركات علاقات عامة لأفلست أيضاً، ربما قبل ذلك. كل هذا غير متوفر إلا في خيال أولئك الذين يقولون ويصدقون ما يقولون فيعتقدون أنه واقع وليس من تأليفهم! هذا الذي يحدث معهم هو بالضبط مثلما حدث مع جحا الذي أشاع في لحظة بأن هناك دعوة للغداء «عزيمة» ثم عندما رأى الناس يتراكضون قال لربما كان ما قلته صحيحاً فركض معهم!
مثلما أنه لا يوجد شيء اسمه عطايا ومكافآت للصحافيين و«دهان سير» إلا في الخيال المريض لذلك البعض، كذلك فإنه لا يوجد شيء اسمه شركات علاقات عامة «تطلمس»على عيون العالم وتري الناس غير الحقيقة والواقع في البحرين.
البحرين ليست في حاجة إلى شركات علاقات عامة تدافع عنها، ففي البحرين رجال يؤمنون بوطنهم ويحبونه ويفدونه بأرواحهم، وفي البحرين من الكفاءات ما يستطيعون القيام بأحسن مما قد تقوم به شركات العلاقات العامة التي يتحدثون عنها بعشرات المرات.
البحرين دولة قوية وليست ضعيفة كما قد يعتقد البعض ويشيع. والدولة القوية لا تستعين بشركات العلاقات العامة أياً كانت الأسباب ومهما كان الموج عالياً. البحرين تستفيد من أبنائها وما يمتلكونه من طاقات وقدرات ومواهب وحب لهذه الأرض، وتستفيد من إخلاصهم وولائهم، وهذا حقها، وواجبهم. لا يمكن لشركات العلاقات العامة التي يشاغب ذلك البعض عقله بها أن تقدم للبحرين ولو الجزء البسيط مما يمكن أن يقدمه لها أبناؤها المخلصون.
الصحيح هو أن ذلك البعض الذي هان عليه الوطن هو من يستعين بالغريب كي يهين نفسه والوطن، أليس الاستقواء بدول وأحزاب لا تحب الخير للبحرين توظيفاً لـ «شركات العلاقات العامة»؟ أليس نشر الإشاعات والأكاذيب عن الوطن دعماً لتلك الدول والأحزاب؟ أليست المبالغة في تصوير الأوضاع في البحرين من فعلها؟ أليس لي عنق الحقيقة من ذلك؟ أليس توظيف الدين لغير غاياته من ذلك؟
من حق البحرين أن تدافع عن نفسها وتحمي كيانها وتاريخها بكل ما أوتيت من قوة، ومن حقها معاقبة كل من يحاول أن يسيء إليها وإلى مواطنيها، ومن حقها أن تفعل المستحيل كي تظل في مقدمة الدول الساعية إلى الإسهام بفاعلية في ركب الحضارة الإنسانية وتواصل هذا الدور الذي عرفت به على مدى التاريخ. ومع هذا لا تلجأ إلى تلك الأساليب التي لا وجود لها إلا في ذلك الخيال المريض لأولئك الذين أقحموا أنفسهم في عالم السياسة في غفلة من الزمن.
ليست البحرين هي من تدافع عن نفسها فقط، وليس أبناؤها فقط من قرروا الوقوف بقوة في وجه أولئك الذين انكشفت كل مراميهم وألاعيبهم، ولكن كل دول الخليج العربية التي تتكامل معها ويؤذيها ما يؤذي البحرين تدافع عن البحرين.
للبحرين أبناؤها المخلصون وأحبابها من أبناء دول التعاون والدول العربية الذين لا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون محاولات ذلك البعض للنيل منها تحت ذرائع حقوق الإنسان وشعارات الديمقراطية التي لا يقبل رافعوها منها إلا ما هو في صالحهم.