الهجوم الذي شنه النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبد الله الدوسري على الاستراتيجية التي قدمتها وزير شؤون الإعلام تركز أساساً على التكلفة المالية الباهظة لتك الاستراتيجية، مقابل المردود الضعيف المتوقع لتطوير أجهزة الإعلام المختلفة وجعلها مواكبة للمشروع الإصلاحي ولتطور البحرين كمملكة دستورية ديمقراطية تدعم حرية الرأي والرأي الآخر.
فمع أن لا الوزيرة ولا وزارتها يعلمون حتى الآن مقدار التكلفة المالية لاستراتيجية الإعلام (2013-2018)، وأنها أخفقت في تقديم هذه التكلفة إلى مجلس الوزراء مرفقة ببنود الاستراتيجية ومراحل تنفيذها، وهذا ما كان يجب أن يحدث من قبل مسؤولين بإعلام جاد وأصحاب خبرة، الأمر الذي جعل مجلس الوزراء بعد فترة من تقديم الاستراتيجية يبعث بخطاب رسمي إلى الوزيرة يطلب منها فيه موافاته بالتكلفة المفصلة لمحتويات ومحطات وبرامج ومشروعات هذه الاستراتيجية، فمعرفة هذه التكلفة هي التي ستحدد الموافقة عليها من عدمه.
فالاستراتيجية كما وصفها عبد الله الدوسري هي أفلاطونية أي من استراتيجيات جمهورية أفلاطون الخيالية. فالوزارة العاجزة منذ أكثر من 10 سنوات عن تطوير القناة التلفزيونية الوحيدة «الرسمية» رغم تعاقب الوزراء على الإعلام، وتكديس الموظفين بزيادة 80% عن حاجة أجهزة الوزارة، وصرف الملايين على برامج التدريب وتغيير وتلوين استوديو الأخبار الفريد من نوعه، وتصميم شعار تلفزيون العائلة العربية! الذي أصبح محفوراً الآن على جدار مبنى الوزارة، هذه الوزارة لم يتغير من محتواها شيء، التغيير الوحيد هو تغير الوزراء عليها بصورة أسرع من غيرها من الوزارات.
فكيف بالوزيرة الحالية- والتي أتمنى أن تبقى في منصبها حتى العام 2018 تقدم استراتيجية بدون ميزانية تحتوي على إنشاء مدنية سينمائية و6 قنوات تلفزيونية منها قناة عامة، قناة متخصصة بمجال الاقتصاد والمال، قناة متخصصة بشؤون المرأة والطفل، قناة متخصصة بمجال السياحة والثقافة، قناة متخصصة في التاريخ والأفلام الوثائقية، إلى جانب إنشاء مدينة للصناعات الرقيمة، وإذاعة شبابية، وإذاعة أخرى تعني بمسائل الاقتصاد والمال والأعمال والرياضة، بالإضافة إلى تكوين شبكة عريضة من العلاقات الإعلامية في الخارج، وتعيين شبكة من الملحقين الإعلاميين بالخارج، فهل البحرين بحاجة إلى كل هذه الأجهزة وإلى دفع تكلفتها؟ للموضوع صلة.