إنها مناسبة سعيدة أن تقيم حملة المرشح الرئاسي الفائز بالمنصب السامي في جمهورية مصر العربية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد أحسنت الحملة صنعاً بما قامت به من مواقف في التعامل مع المصريين في مملكة البحرين، وكانت حملة تميزت بثلاث سمات:
الأولى: إنها ضمت نخبة من المصريين معبرة عن المجتمع من الشباب والشيوخ والرجال والنساء والمسلمين والأقباط، ومن مختلف المهن التي يعمل فيها المصريون بمملكة البحرين، وهي جميعاً مهن مهمة وموضع احترام وتقدير.
الثانية: إن الحملة التزمت بالقيم الديمقراطية الصحيحة في أنشطتها حسبما لمست، خاصة أنها عكست المبادئ الصحيحة التي دعا إليها المرشح عبدالفتاح السيسي بأن حملته تقوم على التطوع الشعبي وإنكار الذات، لهذا أعلن رئيس الحملة في البحرين في كلمته وكرر ذلك في أحاديثه مع الكثير من المشاركين «إن الحملة عملت في الشهور الماضية وحتى الآن ولكن بعد هذا الاحتفال ينتهي عملها». ودعا المواطنين للحذر من أي شخص يدعي أنه يتحدث باسم الحملة أو يطلب شيئاً منهم، فالحملة قامت على التطوع وانتهى دورها من الآن ولم تطلب شيئاً في الماضي ولن تطلب شيئاً من أحد في المستقبل.
الثالثة: إن اللقاء الاحتفالي بفوز المرشح عبدالفتاح السيسي كان حفلاً متميزاً، حيث كان المشاركون ينتمون لمختلف فئات الشعب المصري، وكان حفلاً راقياً، فلم يتحدث عن أي شخص أو فئة بأية كلمات سلبية، وإنما كان تركيزه على كلمات ثلاث هي الابتهاج بالسيسي كرئيس، الإيمان بمستقبل مصر كدولة وكشعب، التأكيد على أن قوة مصر في شعبها وتاريخها وحضارتها وانتمائها العربي، وخص بالشكر الدول التي وقفت بقوة ووضوح مع مصر بعد ثورة 30 يونيه.
حقاً كانت حفلة راقية واحتفالاً متميزاً كتميز الشخصية المتحفي بها وكتميز الحملة الانتخابية له، ولعل أمرين كانا موضع إثارة للانتباه أولهما موقف الفندق الذي أقيم فيه الحفل، والذي كان حريصاً على أن يكون الحفل حباً في مصر وشعبها من شعب ومملكة البحرين، وعرفاناً بالدور الذي تقوم به الجالية المصرية في مملكة البحرين عبر السنين.
الأمر الثاني الذي لفت نظري هو طبيعة المشاركة الشعبية في الاحتفال، والتي ضمت ليس فقط فئات المجتمع، بل أهم فئة فيه وهي أطفال مصر من الجنسين، الذين عبروا عملياً عن فرحتهم وسعادتهم، وهذه المشاركة من جيل المستقبل الحقيقي تجعل المرء يتفاءل بمستقبل مصر وشعبها، ويذكرني هذا الأمر بواقعة في التاريخ الفرنسي الألماني والخلاف بين الدولتين على منطقة الألزاس واللورين، وما قام به أحد الزعماء الفرنسيين بصنع نوع من الشيكولاتة اللذيذة وأطلق عليها اسم الألزاس واللورين، وكان يقدمها للأطفال الفرنسيين بسعر زهيد حتى لا ينسى الشعب الفرنسي جزءاً عزيزاً من بلاده، وهكذا غرس فيهم حب الوطن، وعدم التخلي عن أي جزء عزيز من أرضه.
ومع تقدم الفكر الأوروبي تحولت الألزاس واللورين إلى أرض التكامل بين الشعبين الفرنسي والألماني، والتعاون من أجل الاتحاد الأوروبي الذي يفتخر به العالم لأنه استطاع أن يحول الخلافات والنزاعات من الإطار العسكري إلى الإطار السياسي السلمي.
وهكذا ينشأ التفكير المستقبلي القائم على حب الوطن والعمل السلمي من أجل مصالحه والتفاعل مع محيطه، وهكذا فعلت حملة السيسي بتفاعلها ليس مع المصريين بعضهم البعض أو مع مؤيدي السيسي بل مع أشقائهم من شعب البحرين بمختلف الفئات والأعمار، كما تفاعلت البحرين مع شعب مصر. ولهذا كان الإعراب عن التقدير والإشادة بالبحرين ملكاً وحكومة وشعباً، كما كانت الأغاني التي تشيد بمصر وشعبها وقياداتها الجديدة بل وقياداتها منذ أحمس، كما تجلى ذلك في القصيدة الرائعة التي كتبها وألقاها أحد أساتذة كلية الحقوق بجامعة البحرين وأسيوط في إطار التعبير عن حب مصر بكافة مقوماتها وقادتها وتأكيد على الإيمان المصري بالأديان كافة وبالعروبة وتراثها، وتقديراً وابتهاجاً بمستقبلها في ظل الرئيس عبدالفتاح السيسي مع دعوات من المشاركين جميعاً له بالتوفيق.
وقد أثلج الصدر الأغاني الجميلة التي قدمها أبناء الكنيسة وكلمة القس هاني تعبر عن الحب للوطن، وهذا ذكرنا بمقولة للبابا الراحل شنودة عن مصر «بأنها وطناً يعيش فينا وليست وطناً نعيش فيه».
ختاماً تحية لكل من شارك في حملة المرشح عبدالفتاح السيسي وكل من ساندها، فهم حقاً نعم الرجال والنساء والشباب والأطفال، وحقاً قال القرآن الكريم (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، وحقاً قال السيد المسيح (مبارك شعب مصر)، وحقاً قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام «سيفتح الله عليكم مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لي منهم صهراً ونسباً». وقبط مصر هم كل شعب مصر سواء من المسلمين أو المسيحيين.
نقول مبارك لمصر وللمصريين بالرئاسة الجديدة التي استحقت ذلك عن جدارة لأنها حمت وتحمي أرض مصر وشعبها من الأعداء وتجاهد الجهاد الأكبر، كما قال النبي محمد وهو «جهاد النفس». وهذا من أكبر التحديات، وندعو الله أن يوفق رئيس مصر ويساعده لتحقيق الأمن والأمان والسلام لشعب مصر ويدعم دورها العربي والإسلامي. وشكراً لحملة السيسي التي أعادت الفرح لقلوب المصريين وأعادت البسمة على شفاتهم مجــدداً.