بدأ العد التنازلي لشهر رمضان المبارك، حيث من المتوقع أن يكون السبت المقبل هو أول أيام الصوم، فهل سيكون رمضان هذا العام مختلفاً عن رمضان السنوات الثلاث الأخيرة؟ هل سيتم فيه حقاً تصفيد شياطين الإنس الذين صار فعلهم يفوق فعل شياطين الجن، وصار سهلاً عليهم إغواء الصغار والتحكم في عقول وقرارات الكبار ممن سمحوا لخيالهم بالانطلاق والتحليق من دون ضوابط؟!
في رمضان الماضي -وبعد أن فقد الجميع الإحساس بطعم رمضان في السنتين السابقتين له- توقع الكثيرون أن يكون مختلفاً وأن ينتبه أولئك الذين تجنوا على الشهر الكريم ولم يحترموه إلى أنهم إنما يعتدون على شهر الله بإقلاق راحة الصائمين وحرمانهم من حقوقهم في هذا الشهر المخصص للعبادة والاستغفار، لكن توقعهم لم يكن في محله وخاب أملهم، فقد قرر أولئك أن يكون شهر رمضان كغيره من الشهور والأيام مساحة لممارسة أفعالهم الشينة، فلم يتوقفوا عن اختطاف الشوارع وتعطيل حياة الناس ورفع أعمدة الدخان في كل مكان، حتى وهم يعلمون تمام العلم بأن الدخان المنبعث من هذا الفعل الخطأ يمكن أن يتسبب في جرح الصيام، وهو ما يعني أنهم لا يهمهم سوى إرضاء الشيطان الذي صار يتحكم فيهم ويقودهم.
ولأن شهر رمضان المبارك يعتبر حالة خاصة؛ لذا فإن الجميع يأمل أن يراجع أولئك الذين استمرؤوا الإساءة إلى الناس أنفسهم اليوم ويتوقفوا عن ممارسة أفعالهم المؤذية احتراماً لشهر الله وللصائمين، خصوصاً مع توفر العديد من المؤشرات المنبئة بالوصول إلى حلول ترضي الجميع كي تعود الحياة إلى الحياة في البحرين مع بدء الفصل التشريعي الجديد في نوفمبر المقبل.
الأكيد هو أن الجمعيات السياسية دون القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار، فهذه الجمعيات بما فيها الوفاق لم يعد لها أي دالة على أولئك المخربين الذين اختاروا إرهاب الناس أملاً في إزعاج الحكومة! والأكيد هو أن الشخصيات الدينية ذات العلاقة لم يعد يقبل منها سوى ما يدفع في المزيد من تلك الأعمال، لذا فإنها لا تحرج نفسها وتفضل السكوت وكأن الأمر لا يعنيها، والحال نفسه بالنسبة للسياسيين الذين دخلوا على خط السياسة بالغلط، وكذلك بالنسبة للحقوقيين الذين ينظرون إلى حقوق الإنسان من زاوية واحدة فقط، فلا حقوق للصائمين لديهم ولا حق لشهر الله.
لكن كل هذا لا يعفي أحداً منهم من المسؤولية، لذا لابد من إقدامهم على فعل إيجابي يحسب لهم ويسجل باسمهم باتخاذ قرار صارم يمنع بموجبه أولئك من ممارسة أعمال التخريب طوال شهر رمضان المبارك.
محدودية تفكير أولئك هي ما تجعلهم يعتقدون أن تجميد أعمالهم في رمضان يعني نهاية حراكهم. إن صح هذا التفكير فإنه يعني أن ما يقومون به منذ ثلاث سنوات ونيف مشيد على أرضية رخوة، لأنه ببساطة لا يمكن لـ «ثورة» أن تنتهي بمجرد توقف ممارساتها الميدانية لمدة شهر يفترض أن يكون الجميع فيه متفرغاً لعبادة رب العالمين.
رمضان شهر خصصه الله للعبادة ولطلب المغفرة، فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وليس عدلاً الاستغناء عن كل هذا الخير وتفويت الفرصة بالانشغال بما قد يزيد من حجم الذنوب، وأي ذنب أكبر من ذنب تخريب شهر رمضان على الصائمين الذين ظلوا في انتظاره أحد عشر شهراً بممارسة أعمال لا ينتج عنها أي مفيد؟
لعل وزارة العدل والشؤون الإسلامية تختار أن تكون الدعوة إلى مراعاة شهر الله والتوقف عن ممارسة تلك «الخرابيط» موضوعاً لخطبة الجمعة المقبلة في كل جوامع البحرين «من دون استثناء»، ولعل هذا يكون سبباً في توفير لحظة تعين أولئك على مراجعة أنفسهم.
{{ article.visit_count }}
في رمضان الماضي -وبعد أن فقد الجميع الإحساس بطعم رمضان في السنتين السابقتين له- توقع الكثيرون أن يكون مختلفاً وأن ينتبه أولئك الذين تجنوا على الشهر الكريم ولم يحترموه إلى أنهم إنما يعتدون على شهر الله بإقلاق راحة الصائمين وحرمانهم من حقوقهم في هذا الشهر المخصص للعبادة والاستغفار، لكن توقعهم لم يكن في محله وخاب أملهم، فقد قرر أولئك أن يكون شهر رمضان كغيره من الشهور والأيام مساحة لممارسة أفعالهم الشينة، فلم يتوقفوا عن اختطاف الشوارع وتعطيل حياة الناس ورفع أعمدة الدخان في كل مكان، حتى وهم يعلمون تمام العلم بأن الدخان المنبعث من هذا الفعل الخطأ يمكن أن يتسبب في جرح الصيام، وهو ما يعني أنهم لا يهمهم سوى إرضاء الشيطان الذي صار يتحكم فيهم ويقودهم.
ولأن شهر رمضان المبارك يعتبر حالة خاصة؛ لذا فإن الجميع يأمل أن يراجع أولئك الذين استمرؤوا الإساءة إلى الناس أنفسهم اليوم ويتوقفوا عن ممارسة أفعالهم المؤذية احتراماً لشهر الله وللصائمين، خصوصاً مع توفر العديد من المؤشرات المنبئة بالوصول إلى حلول ترضي الجميع كي تعود الحياة إلى الحياة في البحرين مع بدء الفصل التشريعي الجديد في نوفمبر المقبل.
الأكيد هو أن الجمعيات السياسية دون القدرة على اتخاذ مثل هذا القرار، فهذه الجمعيات بما فيها الوفاق لم يعد لها أي دالة على أولئك المخربين الذين اختاروا إرهاب الناس أملاً في إزعاج الحكومة! والأكيد هو أن الشخصيات الدينية ذات العلاقة لم يعد يقبل منها سوى ما يدفع في المزيد من تلك الأعمال، لذا فإنها لا تحرج نفسها وتفضل السكوت وكأن الأمر لا يعنيها، والحال نفسه بالنسبة للسياسيين الذين دخلوا على خط السياسة بالغلط، وكذلك بالنسبة للحقوقيين الذين ينظرون إلى حقوق الإنسان من زاوية واحدة فقط، فلا حقوق للصائمين لديهم ولا حق لشهر الله.
لكن كل هذا لا يعفي أحداً منهم من المسؤولية، لذا لابد من إقدامهم على فعل إيجابي يحسب لهم ويسجل باسمهم باتخاذ قرار صارم يمنع بموجبه أولئك من ممارسة أعمال التخريب طوال شهر رمضان المبارك.
محدودية تفكير أولئك هي ما تجعلهم يعتقدون أن تجميد أعمالهم في رمضان يعني نهاية حراكهم. إن صح هذا التفكير فإنه يعني أن ما يقومون به منذ ثلاث سنوات ونيف مشيد على أرضية رخوة، لأنه ببساطة لا يمكن لـ «ثورة» أن تنتهي بمجرد توقف ممارساتها الميدانية لمدة شهر يفترض أن يكون الجميع فيه متفرغاً لعبادة رب العالمين.
رمضان شهر خصصه الله للعبادة ولطلب المغفرة، فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وليس عدلاً الاستغناء عن كل هذا الخير وتفويت الفرصة بالانشغال بما قد يزيد من حجم الذنوب، وأي ذنب أكبر من ذنب تخريب شهر رمضان على الصائمين الذين ظلوا في انتظاره أحد عشر شهراً بممارسة أعمال لا ينتج عنها أي مفيد؟
لعل وزارة العدل والشؤون الإسلامية تختار أن تكون الدعوة إلى مراعاة شهر الله والتوقف عن ممارسة تلك «الخرابيط» موضوعاً لخطبة الجمعة المقبلة في كل جوامع البحرين «من دون استثناء»، ولعل هذا يكون سبباً في توفير لحظة تعين أولئك على مراجعة أنفسهم.