هذا العنوان هو عنوان غلاف مجلة التايم الأمريكية الشهيرة في عددها الجديد الذي سيصدر بعد نحو أسبوع من الآن، وهو منشور على موقعها الإلكتروني أيضاً. عنوان مثير، ولكن تفاصيله أكثر إثارة رغم أنها تفاصيل ليست بجديدة، بل ومعروفة منذ سنوات عدة.
المجلة تنشر مقالاً للكاتب الأمريكي مايكل كراولي الذي يعد كبير المراسلين للشؤون الخارجية بالمجلة نفسها، يتحدث عن نهاية العراق وتقسيمه بعد أن وصل إلى مرحلة متقدمة من الصراع الطائفي هناك، وبات هذا الصراع ملتهباً، وسيشعل مناطق جديدة مجاورة للعراق تشمل كلاً من الكويت، وكذلك السعودية.
المقال المطول للكاتب ليس به جديد من حيث التصنيف وتقسيم أراضي الدولة العراقية، فهو يتحدث عن ثلاث دول تشمل دولة كردية في الشمال، وأخرى سنية موازية للدولة الكردية، أما الدولة الشيعية فإنها ستكون في المناطق الغنية بالنفط جنوباً.
اللافت في المقال أن الدولة الشيعية في الجنوب ستشمل اقتطاع أراضٍ من دولة الكويت، وأراضي شمال المملكة العربية السعودية، وذلك نتيجة امتداد الصراع المسلح إلى الحدود الخارجية للعراق بحدوده الحالية. ويعتقد الكاتب أن الصراع المسلح في العراق وصل لمراحل متقدمة تمهيداً للتقسيم بسبب عدم توافق مكونات المجتمع، والخلافات السياسية المعقدة.
السؤال هنا: ما مغزى مثل هذا المقال في مجلة مهمة مثل التايم؟
الخريطة الجديدة تعد تأكيداً على خرائط عدة ظهرت خلال السنوات الماضية تكشف اهتماماً كبيراً لدى الباحثين الغربيين بتقسيم العراق، وتأثيره على إعادة رسم منطقة الشرق الأوسط حتى بات هذا التقسيم أمراً حقيقياً على أرض الواقع رغم عدم إقراره رسمياً. ومعظم التصورات تتحدث عن حرب أهلية طويلة الأمد تنتهي بتقسيم الدولة العراقية.
ومن المفارقات الآن تحديداً، أن المجتمع الدولي مهتم كثيراً بوحدة الدولة العراقية، ويبحث عن حلول سياسية لوقف الصراع المسلح الذي بدأ بثورة السنة هناك من خلال زيارات مكوكية لكبار المسؤولين في دول يهمها العراق، وفي التصريحات الصادرة يومياً عبر وسائل الإعلام.
ولكن ما يتم تجاهله هو سيناريو التقسيم الذي يعتقد كثير من العراقيين أنه خيار لا مفر منه، وسيكون أمراً واقعاً باعتباره مسألة وقت. فهل استعد المجتمع الدولي لهذا الخيار؟ بل والأهم هل استعد العرب والخليجيون تحديداً لهذا الخيار؟ وهل هناك تصورات لمثل هذا السيناريو وتداعياته خلال المرحلة المقبلة؟ وكيف ستتعامل الدول الخليجية مع ثلاث دول ظهرت فجأة، ويتوقع أن تعيش حالة من الصراع فيما بينها لأمد ليس بالقصير؟
الأسئلة كثيرة، ولكن الإجابات أقل!