إذا كان للعرب في كل يوم وفي كل حين رأي في السياسة، ولهم في كل يوم قرار في المواقف السياسية المحلية والإقليمية والدولية، فإن هنالك في جهة الغرب قوماً عجنوا السياسة عجناً وخبزوها خبزاً ونحن أكلناها أكلاً.
بعد الحرب العالمية الأولى وربما قبلها بقليل، ظلت المواقف والمبادئ السياسية الغربية ثابتة لم تتغير ولم تتبدل، لأن أولئك القوم أدركوا الهدف وحددوا المصالح، وعلى إثرها رسموا الاستراتيجيات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها حتى قبل أن تتشكل دولنا كدول مستقلة، ولأنهم يملكون رؤية لمشروعهم الكوني، ظلوا في ثبات على مواقفهم السياسية حيال العالم بأسره.
نحن في جهة الشرق، جهة المآسي والويلات والحروب والمفخخات والقتل واستباحة الدماء وهدم الأوطان، مازلنا نسير على غير هدى ولا تحت خط بوصلة ترشدنا للخروج من ورطاتنا ونكباتنا اليومية، ومن هنا فإن بإمكان الغرب أن يتلاعب بنا يمنة ويسرى في طريق التيه العظيم الذي سلكناه سبيلاً للوصول.
استطاع الغرب من خلال تجاربه الماكرة والشريرة الشيطانية أن يجعلنا نلعب على الحبلين، وأن نقوم بتغيير مواقفنا نحوه بطريقة متناقضة، ففي لحظة واحدة يجعلنا كلنا -أفراداً وحكومات- نشتمه ونلعنه في الليل والنهار، وكذلك يستطيع في اليوم التالي أن يجعلنا نقوم بمدحه وإطرائه بالذكر الحسن كل حين، ولن يكون الفارق الزمني بين سبه ومدحه سوى تصريح واحد يصدر من مؤسساته السياسية أو من أي مسؤول ولو كان صغيراً.
اليوم وفي العالم العربي كل الشعوب وكل الحكومات تسب الغرب وتلعنه، لكنها لا تستطيع إلا أن تقوم بهذا الرفض الصوتي، وفي حال أراد الغرب أن يفعل خلاف ذلك يستطيع أن يجعل الشعوب العربية مرحبة به كمنقذ لها عبر ثوراتها العربية، كما بإمكانه أن يقلب المواقف الرسمية الرافضة له إلى مواقف تعطيه كل الشرعية، بينما لو تفحصنا الأمر قليلاً لوجدنا أن الغرب هو الغرب، وأن السياسات الغربية هي ذاتها لم ولن تتغير، لكنه المكر السيئ وخبث سياسة الثعالب التي لا يفقهها العرب منذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا.
على العرب اليوم لو أرادوا أن يكونوا أكثر واقعية وجدية في عالم السياسة، أن تكون مواقفهم واضحة وصلبة وثابتة من الغرب، لا أن تأتي حكومة تبجلهم تبجيلاً، وفي يوم آخر تشتمهم شتماً!
أما الشعوب فإنها يجب أن تكون لها مواقف صارمة من المواقف الغربية التي تحمل في كل يوم رسائل مهينة لها وللدول العربية التي تسعى للتخلص من نير العبودية والاستعمار، كفلسطين السليبة، هذه الدولة التي يجب أن تكون بوصلة كل العرب نحو تحقيق أهدافنا وليس أهدافهم، فهل سيأتي اليوم الذي نقرر مصيرنا بأنفسنا وليس بشهوة الغرب؟ أم سنظل نلاحق رضاه وطلب وده مادمنا أحياء؟ الأمر كما هي الإجابة، ستكون المسألة في متناولنا وليس في متناول أحد سوانا.
بعد الحرب العالمية الأولى وربما قبلها بقليل، ظلت المواقف والمبادئ السياسية الغربية ثابتة لم تتغير ولم تتبدل، لأن أولئك القوم أدركوا الهدف وحددوا المصالح، وعلى إثرها رسموا الاستراتيجيات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها حتى قبل أن تتشكل دولنا كدول مستقلة، ولأنهم يملكون رؤية لمشروعهم الكوني، ظلوا في ثبات على مواقفهم السياسية حيال العالم بأسره.
نحن في جهة الشرق، جهة المآسي والويلات والحروب والمفخخات والقتل واستباحة الدماء وهدم الأوطان، مازلنا نسير على غير هدى ولا تحت خط بوصلة ترشدنا للخروج من ورطاتنا ونكباتنا اليومية، ومن هنا فإن بإمكان الغرب أن يتلاعب بنا يمنة ويسرى في طريق التيه العظيم الذي سلكناه سبيلاً للوصول.
استطاع الغرب من خلال تجاربه الماكرة والشريرة الشيطانية أن يجعلنا نلعب على الحبلين، وأن نقوم بتغيير مواقفنا نحوه بطريقة متناقضة، ففي لحظة واحدة يجعلنا كلنا -أفراداً وحكومات- نشتمه ونلعنه في الليل والنهار، وكذلك يستطيع في اليوم التالي أن يجعلنا نقوم بمدحه وإطرائه بالذكر الحسن كل حين، ولن يكون الفارق الزمني بين سبه ومدحه سوى تصريح واحد يصدر من مؤسساته السياسية أو من أي مسؤول ولو كان صغيراً.
اليوم وفي العالم العربي كل الشعوب وكل الحكومات تسب الغرب وتلعنه، لكنها لا تستطيع إلا أن تقوم بهذا الرفض الصوتي، وفي حال أراد الغرب أن يفعل خلاف ذلك يستطيع أن يجعل الشعوب العربية مرحبة به كمنقذ لها عبر ثوراتها العربية، كما بإمكانه أن يقلب المواقف الرسمية الرافضة له إلى مواقف تعطيه كل الشرعية، بينما لو تفحصنا الأمر قليلاً لوجدنا أن الغرب هو الغرب، وأن السياسات الغربية هي ذاتها لم ولن تتغير، لكنه المكر السيئ وخبث سياسة الثعالب التي لا يفقهها العرب منذ وعد بلفور وحتى يومنا هذا.
على العرب اليوم لو أرادوا أن يكونوا أكثر واقعية وجدية في عالم السياسة، أن تكون مواقفهم واضحة وصلبة وثابتة من الغرب، لا أن تأتي حكومة تبجلهم تبجيلاً، وفي يوم آخر تشتمهم شتماً!
أما الشعوب فإنها يجب أن تكون لها مواقف صارمة من المواقف الغربية التي تحمل في كل يوم رسائل مهينة لها وللدول العربية التي تسعى للتخلص من نير العبودية والاستعمار، كفلسطين السليبة، هذه الدولة التي يجب أن تكون بوصلة كل العرب نحو تحقيق أهدافنا وليس أهدافهم، فهل سيأتي اليوم الذي نقرر مصيرنا بأنفسنا وليس بشهوة الغرب؟ أم سنظل نلاحق رضاه وطلب وده مادمنا أحياء؟ الأمر كما هي الإجابة، ستكون المسألة في متناولنا وليس في متناول أحد سوانا.