تبدو الحاجة لمركز دراسات وبحوث شاملـــة ملّحــة، ولأقســام متخصصـــة فيه أكثر إلحاحاً، في ظل ذلك النمو الدبلوماســـي المتصاعــد فــي مملكــة البحرين، وتطور سياستها الخارجية. يقوم على دراسات دولية متنوعة في دراسة للهياكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لجميع الدول التي تربطنا بهم علاقات دبلوماسية ما. قسم للدراسات في الشأن الأمريكي وآخر البريطانـــي أو الأوروبي عموماً، وآخـــر للشرق أوسطي وتحديداً إيران، وربمـــا الهند والصين وروسيا وغيرها، وآخر للشأن العربي وعلى رأس القائمة مصـر، فضلاً عن ضرورة دراسة الخليج العربي؛ السعودية، الإمارات من جهة وقطر وعمان من جهة أخرى.
تنبـــع تلــك الحاجــة مــن إدراكنــا أن الدبلوماسية إنما تعني أن تتعامل حتى مع الشيطان؛ وعليه فإن الدبلوماسية تغض الطرف في ظاهرها عن العداء مع الآخر، رغم حقيقة العداء. ولذلك تتصاعد ضرورة إجراء مزيد من الدراسات الواعية والمستمرة عن الخصوم أو الأعداء، بما يوازي كذلك ضرورة الاهتمام بدراسات أخرى حول أصدقائنا؛ إما لسد ثغراتهم واحتياجاتهم بمزيد من التعاون، وإما تحسباً لأية نكسة محتملة في العلاقات، وقد حصل هذا مراراً وتكراراً، وليس في ذلك ثمة مفاجأة أو سوء نية فذلك عرف السياسة وديدنها.
تمكننا تلك الدراسات المقترحة، من فهم طبيعة الدول والمجتمعات، والتعرف على أبعاد أيديولوجية وعقائدية واجتماعية، لعلها تشكل محركاً رئيساً في كثير من السياسات الخارجية للدول التي تربطنا وإياهم علاقات دبلوماسية متفاوتة، فضلاً عن محركات أخرى كالإقتصاد والجغرافيا، وغيرها. وبالتالي تمكننا مـن فك شفرة الصداقة والعداوة الدوليتين، وتدعونا لمزيد من التمييز بين الصديق والعدو في عالم مليء بالرموز والتناقضات والتشابك.
يقول كارل سميث؛ أحد أهم فلاسفة السياسة الألمان: «إن عالماً بدون تمييز بين الصديق والعدو هو بالتالي عالم بلا سياسة». ولذلك فإن الأساس الذي لا بد أن تقوم عليه سياستنا الخارجية لا بد أن يدرك تماماً معطيات المشهد الدولي وتداخلاته، الأمر الذي لا يحققه الرصد والمتابعة فقط، وإنما سبر أغوار العناصر بتجاذبها وتنافرها، وبما يجعلنا جزءاً من المعادلة الدولية بمنظورها العام، وفي العلاقات الثنائية والثلاثية وغيرها بصفة خاصة.
تتيــح لنا دراسات كهذه العمل علــى استثمار التناقض بين الصديق والعدو، والتعرف على مكامن القوة والضعف المولدة للعداوة، والقائمة أساساً على غيرية الأطراف؛ الغيريات التي يمكننا استثمارها لصالحنا أو استغلالها ضد الآخر. فالدبلوماسية التي لا تجترنا كثيراً إلى الحروب، أو إلى جدال ومهاترات، لا تعني أبداً، أنها علاقات ودية خالصة، وعلينا التنبه ملياً أننا عرضة للاستغلال كذلك من قبل أعضاء آخرين عرفوا مكامن الضعف لدينا، واستثمروها لصالحهم جيداً، فبدلاً من الزجّ بنا في حروب طاحنة في حسن نية علنية ورعاية، اجترونا إلى التعاون والاتحاد بما يهيئ لهم مزيداً من الفرص لقضم ثرواتنا وطاقاتنا وتناولها بنظافة (بالشوكة والسكين)، ومص دمائنا ليس على الطريقة الدراكولية البشعة، وإنما بأنبوب أحادي الاتجاه يجعلنا ندرك تماماً أن آخرين وضعونا في الدرك الأسفل ليتمكنوا من شفط كل ما نملك في سبيل تغذية الرؤوس المدبرة والقوى العظمى.
مركز النبض..
إن ضعف مراكز الدراسات التي نملكها، وافتقارنا الشديد لها على المستويين النوعي والكمي على السواء، يقدمانــا للآخر وجبة هنيئة مريئة، وأقداحاً باردة من عصير الأمة وطاقاتها وثرواتها المستقبلية. فهل من مستفيق؟ وهل مــن «فزعــة» علميــة غيــورة يقودهـــا أكاديميـــون مخلصــــون فــــي شتــــى المجالات إن لم تفعلها الدولة؟!! إنها دعوة صريحة أقدمها لمشاركتي البدء بتشكيل «اتحاد الأكاديميين الوطنييـن» بما يصب في خدمة السياسة الخارجية البحرينية وتوجيهها، بدعم من وزارة الخارجية في المملكة، والجهات ذات العلاقة.
تنبـــع تلــك الحاجــة مــن إدراكنــا أن الدبلوماسية إنما تعني أن تتعامل حتى مع الشيطان؛ وعليه فإن الدبلوماسية تغض الطرف في ظاهرها عن العداء مع الآخر، رغم حقيقة العداء. ولذلك تتصاعد ضرورة إجراء مزيد من الدراسات الواعية والمستمرة عن الخصوم أو الأعداء، بما يوازي كذلك ضرورة الاهتمام بدراسات أخرى حول أصدقائنا؛ إما لسد ثغراتهم واحتياجاتهم بمزيد من التعاون، وإما تحسباً لأية نكسة محتملة في العلاقات، وقد حصل هذا مراراً وتكراراً، وليس في ذلك ثمة مفاجأة أو سوء نية فذلك عرف السياسة وديدنها.
تمكننا تلك الدراسات المقترحة، من فهم طبيعة الدول والمجتمعات، والتعرف على أبعاد أيديولوجية وعقائدية واجتماعية، لعلها تشكل محركاً رئيساً في كثير من السياسات الخارجية للدول التي تربطنا وإياهم علاقات دبلوماسية متفاوتة، فضلاً عن محركات أخرى كالإقتصاد والجغرافيا، وغيرها. وبالتالي تمكننا مـن فك شفرة الصداقة والعداوة الدوليتين، وتدعونا لمزيد من التمييز بين الصديق والعدو في عالم مليء بالرموز والتناقضات والتشابك.
يقول كارل سميث؛ أحد أهم فلاسفة السياسة الألمان: «إن عالماً بدون تمييز بين الصديق والعدو هو بالتالي عالم بلا سياسة». ولذلك فإن الأساس الذي لا بد أن تقوم عليه سياستنا الخارجية لا بد أن يدرك تماماً معطيات المشهد الدولي وتداخلاته، الأمر الذي لا يحققه الرصد والمتابعة فقط، وإنما سبر أغوار العناصر بتجاذبها وتنافرها، وبما يجعلنا جزءاً من المعادلة الدولية بمنظورها العام، وفي العلاقات الثنائية والثلاثية وغيرها بصفة خاصة.
تتيــح لنا دراسات كهذه العمل علــى استثمار التناقض بين الصديق والعدو، والتعرف على مكامن القوة والضعف المولدة للعداوة، والقائمة أساساً على غيرية الأطراف؛ الغيريات التي يمكننا استثمارها لصالحنا أو استغلالها ضد الآخر. فالدبلوماسية التي لا تجترنا كثيراً إلى الحروب، أو إلى جدال ومهاترات، لا تعني أبداً، أنها علاقات ودية خالصة، وعلينا التنبه ملياً أننا عرضة للاستغلال كذلك من قبل أعضاء آخرين عرفوا مكامن الضعف لدينا، واستثمروها لصالحهم جيداً، فبدلاً من الزجّ بنا في حروب طاحنة في حسن نية علنية ورعاية، اجترونا إلى التعاون والاتحاد بما يهيئ لهم مزيداً من الفرص لقضم ثرواتنا وطاقاتنا وتناولها بنظافة (بالشوكة والسكين)، ومص دمائنا ليس على الطريقة الدراكولية البشعة، وإنما بأنبوب أحادي الاتجاه يجعلنا ندرك تماماً أن آخرين وضعونا في الدرك الأسفل ليتمكنوا من شفط كل ما نملك في سبيل تغذية الرؤوس المدبرة والقوى العظمى.
مركز النبض..
إن ضعف مراكز الدراسات التي نملكها، وافتقارنا الشديد لها على المستويين النوعي والكمي على السواء، يقدمانــا للآخر وجبة هنيئة مريئة، وأقداحاً باردة من عصير الأمة وطاقاتها وثرواتها المستقبلية. فهل من مستفيق؟ وهل مــن «فزعــة» علميــة غيــورة يقودهـــا أكاديميـــون مخلصــــون فــــي شتــــى المجالات إن لم تفعلها الدولة؟!! إنها دعوة صريحة أقدمها لمشاركتي البدء بتشكيل «اتحاد الأكاديميين الوطنييـن» بما يصب في خدمة السياسة الخارجية البحرينية وتوجيهها، بدعم من وزارة الخارجية في المملكة، والجهات ذات العلاقة.