بالفعل هي أم المباريات، وأكثرها إثارة بين قطبي السياسة العالمية؛ الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، فلكل مدير فني لكلا الفريقين طموحات كبيرة، سواءً باراك حسين أوباما أو فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، خصوصاً مع بداية الشوط الثاني من المباراة التي بدأت في مطلع عام 2011.
بداية دعونا نعطي نبذة صغيرة عن كلا المديرين الفنيين للفريقين، فالأول جاء ليصحح صورة أمريكا أمام الرأي العام العالمي ويضع اللمسات النهائية لاستراتيجية أعدتها أمريكا منذ عقود، أما الثاني فقد جاء ليصحح عقوداً متدهورة لبلده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والدخول بمرحلة تصدع كبيرة.
الأول ملامحه وأفكاره تعبر عن كيفية ظهور أمريكا على العالم وحكمها، أما الثاني فشخصيته كلاعب كونغ فو أو ضابط مخابرات تعيد لنا قصص القيصرية ومجدها، حيث خاض الفريقان مباريات كثيرة بالفعل، لكن للمباراة الحالية شكلاً ونظاماً عالمياً جديداً، فملعبنا تشابكت فيه خطوط الطول الجيوستراتيجية والعسكرية مع خطوط العرض السياسية والاقتصادية. الأول جاء بعد إعداد كي تحكم الأصولية الشرق الأوسط الجديد، أما الثاني فقد جاء مجروحاً من الأصولية في الشيشان وينوي إعادة مجد إمبراطوريتها من جديد.
منذ تولى بوتين الحكم تبنى ثلاثة أهداف استراتيجية، أولاً وضع حد للخضوع الاستراتيجي للغرب ما بعد الحقبة السوفيتية، ثانياً إعادة ترسيخ السيادة على الجمهوريات السوفيتية السابقة ومنع توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، ثالثاً استعادة مكانة روسيا تدريجياً باعتبارها قوة عالمية، وحقيقة الأمر أن الساحة الأوكرانية المشتعلة الآن أظهرت الأهداف الثلاثة معاً. أما أوباما فقد جاء ليكتب آخر الصفحات في كتاب الشرق الأوسط الجديد الذي كتبه شمعون بيريز عام 1993، وقال فيه وهو يشير على الأنظمة العربية: «سنسقط تلك الأنظمة عن طريق إضرام النيران بداخلها وبأيدي شعوبها».
فالقيصر دافع بكل قوة عن موطئ قدمه على البحر المتوسط حتى استحضر أقوى البدلاء ودفع برمضان قديروف، رئيس الشيشان، ومن قبله كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية في مواجهة العم سام، وهو ما جعل العم سام يدفع بكلٍ من أوكرانيا وفنزويلا إلى ملعب الفوضى في منتصف الشوط الثاني من المباراة، واضعاً في الاعتبار بالدفع بالخليج العربي قبل صافرة الحكم بنفس الملعب، خصوصاً بعد إعطاء اللاعب الفارسي (الذي كان كارتاً مفاجئاً للعم سام لدى أغلب الجماهير) حرية الحركة في قلب ووسط الملعب، وانتشاره في أكثر من مكان سواء بالشمال في العراق وسوريا ولبنان، أو من الجنوب بالحوثيين وتحييد عُمان والتوافق مع قطر، حتى صارت كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين في حصار يؤهلهم للدفع بهم من قبل العم السام في ملعب الفوضى عند الحاجة إلى ذلك في الدقائق الأخيرة، خاصة بعد عدم قدرة العم السام لتركيع اللاعب المصري الذي قطع كل محاولات لاعبي العم السام للوصول إلى منطقة الخليج، فكلما اقترب فريق من التحكم من وسط الملعب (الشرق الأوسط) أصبح يمثل خطورة أقوى على شباك الآخر.
وفي الأوقات العصيبة التي نعيشها بتلك المباراة علينا أن ننتظر هدفاً قاتلاً ينهي الحرب الباردة، فمن ذلك اللاعب الرائع الذي سيحرز الهدف وسيعيد صياغة التاريخ من جديد؟، فقد تدرك الولايات المتحدة قريباً أن ساعتها قد توقفت في الدقيقة 19 يوليو 2012 من عمر المباراة، لتستيقظ بعدها على صافرة النهاية ليس لها أي قدم بالملعب من الأساس، وإذا كان العالم لم يدرك بعد على مدار آلاف السنين سر البعث والخلود عند القدماء المصريين فقد يدركه قريباً جداً.
بداية دعونا نعطي نبذة صغيرة عن كلا المديرين الفنيين للفريقين، فالأول جاء ليصحح صورة أمريكا أمام الرأي العام العالمي ويضع اللمسات النهائية لاستراتيجية أعدتها أمريكا منذ عقود، أما الثاني فقد جاء ليصحح عقوداً متدهورة لبلده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والدخول بمرحلة تصدع كبيرة.
الأول ملامحه وأفكاره تعبر عن كيفية ظهور أمريكا على العالم وحكمها، أما الثاني فشخصيته كلاعب كونغ فو أو ضابط مخابرات تعيد لنا قصص القيصرية ومجدها، حيث خاض الفريقان مباريات كثيرة بالفعل، لكن للمباراة الحالية شكلاً ونظاماً عالمياً جديداً، فملعبنا تشابكت فيه خطوط الطول الجيوستراتيجية والعسكرية مع خطوط العرض السياسية والاقتصادية. الأول جاء بعد إعداد كي تحكم الأصولية الشرق الأوسط الجديد، أما الثاني فقد جاء مجروحاً من الأصولية في الشيشان وينوي إعادة مجد إمبراطوريتها من جديد.
منذ تولى بوتين الحكم تبنى ثلاثة أهداف استراتيجية، أولاً وضع حد للخضوع الاستراتيجي للغرب ما بعد الحقبة السوفيتية، ثانياً إعادة ترسيخ السيادة على الجمهوريات السوفيتية السابقة ومنع توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، ثالثاً استعادة مكانة روسيا تدريجياً باعتبارها قوة عالمية، وحقيقة الأمر أن الساحة الأوكرانية المشتعلة الآن أظهرت الأهداف الثلاثة معاً. أما أوباما فقد جاء ليكتب آخر الصفحات في كتاب الشرق الأوسط الجديد الذي كتبه شمعون بيريز عام 1993، وقال فيه وهو يشير على الأنظمة العربية: «سنسقط تلك الأنظمة عن طريق إضرام النيران بداخلها وبأيدي شعوبها».
فالقيصر دافع بكل قوة عن موطئ قدمه على البحر المتوسط حتى استحضر أقوى البدلاء ودفع برمضان قديروف، رئيس الشيشان، ومن قبله كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية في مواجهة العم سام، وهو ما جعل العم سام يدفع بكلٍ من أوكرانيا وفنزويلا إلى ملعب الفوضى في منتصف الشوط الثاني من المباراة، واضعاً في الاعتبار بالدفع بالخليج العربي قبل صافرة الحكم بنفس الملعب، خصوصاً بعد إعطاء اللاعب الفارسي (الذي كان كارتاً مفاجئاً للعم سام لدى أغلب الجماهير) حرية الحركة في قلب ووسط الملعب، وانتشاره في أكثر من مكان سواء بالشمال في العراق وسوريا ولبنان، أو من الجنوب بالحوثيين وتحييد عُمان والتوافق مع قطر، حتى صارت كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين في حصار يؤهلهم للدفع بهم من قبل العم السام في ملعب الفوضى عند الحاجة إلى ذلك في الدقائق الأخيرة، خاصة بعد عدم قدرة العم السام لتركيع اللاعب المصري الذي قطع كل محاولات لاعبي العم السام للوصول إلى منطقة الخليج، فكلما اقترب فريق من التحكم من وسط الملعب (الشرق الأوسط) أصبح يمثل خطورة أقوى على شباك الآخر.
وفي الأوقات العصيبة التي نعيشها بتلك المباراة علينا أن ننتظر هدفاً قاتلاً ينهي الحرب الباردة، فمن ذلك اللاعب الرائع الذي سيحرز الهدف وسيعيد صياغة التاريخ من جديد؟، فقد تدرك الولايات المتحدة قريباً أن ساعتها قد توقفت في الدقيقة 19 يوليو 2012 من عمر المباراة، لتستيقظ بعدها على صافرة النهاية ليس لها أي قدم بالملعب من الأساس، وإذا كان العالم لم يدرك بعد على مدار آلاف السنين سر البعث والخلود عند القدماء المصريين فقد يدركه قريباً جداً.