قبل أن أعرج على ما أنا بصدده، فإنني أغبط أهلنا بالمحرق لما يحمله لهم سمو رئيس الوزراء الموقر الأمير خليفة بن سلمان، الزيارة الأخيرة التي تواجد بها كل وزراء الخدمات كانت طيبة من حيث إن رجل الحكومة الأول ينزل إلى الشارع، وهو الذي يجعل بعض الوزراء ينزلون للشارع.
تستحق المحرق الكثير، فقد تعرضت لنسيان كبير، والشكر اليوم لسمو الأمير الذي يباغت أهل المحرق بزيارات حتى في الإجازات، ويتلمس همومهم، ويحث الوزراء على تسريع وتيرة العمل في الخدمات المقدمة للمواطنين، الصحية أو الإسكانية أو غيرها من الخدمات.
نتمنى من الوزراء أصحاب الشأن أن يطلعوا على فرجان المحرق الداخلية، وعلى البيوت الآيلة والتي تسقط على المارة، نتمنى أن يتحركوا، وألا يتركوا الفرجان الداخلية كما هي اليوم، فقد أصبحت هوية المحرق العريقة على المحك، ونحن وكأننا نضيع تاريخنا وهويتنا وحضارتنا.
كل الشكر لسمو الأمير على متابعته للمشاريع والإنجازات، سواء بالمحرق العتيدة أو ببقية مناطق البحرين.
أعود إلى ما أود طرحه اليوم،. بعد أن فشلت الوفاق فشلاً ذريعاً في ثلاث سنوات وهي تمارس إيهام المريدين والأتباع أنها تحقق نجاحاً تلو آخر، اليوم من بعد دواركم المقبور، دوار الانقلاب، هل لنا بكشف حساب وورقة وقلم لنحسب انتكاسات وخسارات الوفاق في 3 سنوات؟
رغم أن هذه الخسارات ليست كافية، وكان يجب أن تكون خساراتها أكبر لو أن القانون يطبق في البحرين، إلا أن خساراتها جسيمة وكبيرة، فقد ذهبوا إلى استجداء الدين والطائفة وأخذ يحرض وليهم الفقيه على حضور المسيرة «الكبرى» لأن الوفاق بدون الفتاوى التحريضية لا تستطيع أن تعمل.
مسيرة كبرى فاشلة، واليوم بعد انقضاء أكثر من تاريخ 14 فبراير، ماذا حققتم؟
تجمعون البسطاء لمسيرة فاشلة، ومن ثم تذهبون بعد إرهابكم إلى بيوتكم..! ماذا حققتم؟
أكبر خسارة للوفاق أنكم أخذتكم العزة بالإثم وقدمتم استقالاتكم من مجلس النواب، وفقدتم التأثير من الداخل ومحاسبة الوزراء، وإعطائهم ما يريدون كما يحصل سابقاً.
هذه خسارة كبيرة، يعض عليها الوفاقيون أصابع الندم.
خسرت الوفاق جمعية الأطباء، ولله الحمد استفاق الناس وتجمعوا ضد الوفاقيين.
خسر الوفاقيون اتحاد العمال، وسيخسرون أكثر، خاصة مع قيام اتحاد العمال الحر الذي أخذ دوره اليوم، وأخذ يقف بقوة في وجه الانقلابيين.
خسروا أشياء كثيرة في غرفة التجارة والصناعة، ويجب أن يخسروا أكثر، رغم أن لهم وجوداً تحت أسماء مستترة تدعم الوفاق وتحقق لها ما تريد، إلا أن خسارتهم كانت كبيرة باستفاقة الناس.
في 2011 انكشف مخطط الاستيلاء على وزارة التربية من الداخل، من حراس المدارس وحتى المديرين والمديرات، وحتى المناصب في الوزارة، وحتى الاستيلاء على البعثات بتزوير الدرجات (رغم أن هذا يحدث حتى اليوم) إلا أنهم خسروا كثيراً من بعد أن انكشف مخطط اختطاف وزارة التربية، والكوبري السريع من جامعة البحرين، إلى وزارة التربية وكلية المعلمين، وما أدراك ما يحدث في كلية المعلمين..!
هذا انكشف لنا، ولا أعرف هل انكشف للدولة، لكن هناك بعض الخسارات تسجل ضد الوفاق. خسارة الوفاق للقطاع الصحي الذي كانوا يخططون له كما كانوا يخططون لوزارة التربية، حتى وإن كان الأمر يحتاج إلى تصحيح كبير من الدولة، أكبر بكثير مما يحدث اليوم، إلا أن خساراتهم كبيرة وهم يعرفون حجم الخسارة، وقد فضحوا أنفسهم بتحويل السلمانية إلى ثكنة انقلاب، لكن الانقلاب فشل، وانفضحت النيات، والمسؤولية أكبر اليوم على الدولة، ليس في تنظيف المستشفى فقط، وإنما في وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب، وهذا ما نعاني منه في مناصب كثيرة في وزارة الصحة. من المفترض أن خسارة الوفاق تمتد إلى الشركات الكبيرة، لكن حتى الساعة لم يحدث الكثير من التصحيح خاصة في الشركة الأولى التي تغذي اقتصاد البحرين، ففيها مآسٍ كثيرة، ولم يحدث تصحيح للأخطاء، ويجب ألا تغفل الدولة ذلك.
إلا أنها خسرت الكثير في أماكن كثيرة، وهذا بفضل من الله الذي كشف لنا الغمة، فقد كان 2011 رغم كل مآسيه عام التصحيح من بعد انكشاف الوجوه والنيات، وفشل الانقلاب، هكذا يجب أن يحدث لو أن للدولة نية تصحيح.
خسارات التجار الذين يدعمون الوفاق، فقد خسروا الكثير بسبب دعمهم للانقلاب على الشرعية، فأخذ الناس وبشكل شعبي وبردة فعل طبيعية بمقاطعة من كان يدعم الانقلاب.
خسارة أخرى حدثت حين أخذ مجلس النواب (وأيضاً توصيات الحوار الوطني الأول) بسن توصيات وتشريعات تحضر التظاهر في العاصمة والتي كانت تستغلها الوفاق لتعطيل حياة الناس، اليوم يتظاهرون في شوارع معروفة ويرتكبون الإرهاب فيها.
وعلى الداخلية ألا تعطي تراخيص لمسيرات الإرهاب على شارع البديع، يجب الاستعاضة بشارع النخيل عوضاً عن تعطيل حياة الناس والحياة التجارية على شارع البديع.
حاولت أن أحصي بعض خسارات الوفاق في الداخل، أما خساراتها في الخارج من بعد الإرهاب الحاصل من قبلهم، فإنها خسارات كبيرة، دول كثيرة أوصدت أبوابها في وجه من يريد أن يكذب مجدداً على الدول.
كما أن الكثير من الدول أصبحت لا تعطي تأشيرات لمن كان في السابق يحج لهم، وهذه أيضاً خسارة، أما الدول العربية فهناك دول عربية وخليجية أصبحت تعيد الوفاقيين من مطاراتها.
هذه خساراتكم بإحصاء بسيط جداً، ومن دون شك خساراتكم أكبر، وبعضها لا نريد أن نقولها، الانقلاب الفاشل مع كل الآلام، والجراح، إلا أنه نعمة من الله، على الدولة أن تستفيق أكثر، وتوقف الاستيلاء عليها من الداخل.