(1)
في بعض الأحيان؛ ومن فرط هموم الحياة التي يعاني منها الصغير والكبير تصبح الأمور وكأنها مغلقة أمامنا، أو أننا أصبحنا لا نرى الأشياء التي أمامنا، برغم أن النظر صحيح، لكن أصبحنا نرى والعقل مشوش، والقلب مشغول، فتصبح الأشياء أمامك ولا تراها.
في غمرة ما نمر به كشعب يحب وطنه وقيادته، ومن بعد كل الذي يحصل لنا ويجري من تفريط في حفظ أمن الوطن (والمسؤولية هنا ليست فقط على الأجهزة الأمنية) وانتشار أخبار السيارات المفخخة، وكل الأخبار التي لم نعتد على سماعها أبداً إلا أنها اليوم أصبحت أخباراً عادية.
أصبح حال المواطن اليوم مثل الذي كان على ظهر سفينة، وضربت السفينة عاصفة ليلاً، وأخذ يقاوم العاصفة حتى تعب، ونام، وجلس من بعد أن هدأت العاصفة، لا يعرف هو أين، والسفينة بأي اتجاه، ولا يعرف هو متجه إلى أين، وهل لديه طعام يكفي أم لا..؟
أصبح المواطن في بعض الأحيان يشعر بشعور ذلك الرجل، بل وصل بنا الحال إلى مرحلة الهذيان، وصرنا كمن يصحو من غيبوبة، ويسأل نفسه أنا مين؟
وأنتم مين؟
وأحنا وين؟
وشلي حصل.. وشلي بيحصل؟
هذا هو لسان حال المواطن البحريني اليوم.
(2)
في داخل البيت تحدث أمور كثيرة، غير أن رب البيت هو المتحكم فيها في أغلب الأحيان، فيستطيع أن يحتويها ويستطيع بقرارات خاطئة أن يجعل كل الجيران يعرفون ماذا يجري في بيته.
أحياناً نريد أن تنجز بعض الأعمال التي تحتاج إلى تركيز داخل بيتك، وإذا بالأبناء يتشاجرون ويعلون صوتهم، تقول في نفسك بعد شوي يهدؤون، لكن المسألة أصبحت تطول، وكبرت، وأخذ الأبناء يشوشون عليك عملك، وصرت تفتقد التركيز.
صار لا مناص من التدخل، وزجر من يستحق الزجر، وتأديب من يستحق التأديب، حتى لا يكرروا فعلتهم، وحتى يفهموا أن إذا أبوهم بالبيت لا يقومون برفع صوتهم.
هم أبناؤك، ولا أحد أكثر منهم في الحب في قلبك «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» لكن حبك لهم يجعلك تؤدبهم، فإن تركتهم يعلو صوتهم يتشاجرون، قد يحدث مالا يحمد عقباه لهم، وقد تتدخل أنت في لحظة بعد صبر طويل بطريقة مؤسفة، لذلك يجب أن تتدخل منذ البداية.
(3)
كتب الأستاذ جهاد الخازن مقالين عن أسباب سحب السفراء من قطر، وأرجع المعلومات التي في المقالين إلى ثلاثة مسؤولين كبار حضروا الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية الذي حدث فيه سحب السفراء.
وقد أورد الخازن ثلاثة أسباب لسحب السفراء، يرجى الاطلاع على المقالين ليومي الأحد والإثنين الماضيين.
في ذات السياق فإني أفضل أن يترك موضوع سحب السفراء لقادة الدول، وأما نحن كشعوب فلا ينبغي أن نكيل الشتائم والسباب، وأن نقدح في بعضنا بعضاً، الشعب القطري شعب شقيق ونحبه، وقطر جارتنا وستبقى، ونتمنى أن تزول أسباب الخلاف، ونتمنى عودة قطر إلى الصف الخليجي سريعاً، هذه أمنيات مواطن بسيط.
(4)
حين يدخل المدرس في بداية العام الدراسي الفصل في أول يوم له، فإن هذا اليوم هو يوم مصيري له وللفصل، فإن استطاع أن يحافظ على شعرة فرض الشخصية والتعامل بحب مع الطلبة، فقد نجح، ووضع رجله على الطريق الصحيح، ولن يصل إلى نهاية العام، وإلا وتعلق فيه الطلبة، حتى وإن كان يشد عليهم ويوبخهم، ويزجرهم أحياناً.
شعرة الحب، وفرض الشخصية شعرة حساسة، لا يمتلكها كل مدرس..!
{{ article.visit_count }}
في بعض الأحيان؛ ومن فرط هموم الحياة التي يعاني منها الصغير والكبير تصبح الأمور وكأنها مغلقة أمامنا، أو أننا أصبحنا لا نرى الأشياء التي أمامنا، برغم أن النظر صحيح، لكن أصبحنا نرى والعقل مشوش، والقلب مشغول، فتصبح الأشياء أمامك ولا تراها.
في غمرة ما نمر به كشعب يحب وطنه وقيادته، ومن بعد كل الذي يحصل لنا ويجري من تفريط في حفظ أمن الوطن (والمسؤولية هنا ليست فقط على الأجهزة الأمنية) وانتشار أخبار السيارات المفخخة، وكل الأخبار التي لم نعتد على سماعها أبداً إلا أنها اليوم أصبحت أخباراً عادية.
أصبح حال المواطن اليوم مثل الذي كان على ظهر سفينة، وضربت السفينة عاصفة ليلاً، وأخذ يقاوم العاصفة حتى تعب، ونام، وجلس من بعد أن هدأت العاصفة، لا يعرف هو أين، والسفينة بأي اتجاه، ولا يعرف هو متجه إلى أين، وهل لديه طعام يكفي أم لا..؟
أصبح المواطن في بعض الأحيان يشعر بشعور ذلك الرجل، بل وصل بنا الحال إلى مرحلة الهذيان، وصرنا كمن يصحو من غيبوبة، ويسأل نفسه أنا مين؟
وأنتم مين؟
وأحنا وين؟
وشلي حصل.. وشلي بيحصل؟
هذا هو لسان حال المواطن البحريني اليوم.
(2)
في داخل البيت تحدث أمور كثيرة، غير أن رب البيت هو المتحكم فيها في أغلب الأحيان، فيستطيع أن يحتويها ويستطيع بقرارات خاطئة أن يجعل كل الجيران يعرفون ماذا يجري في بيته.
أحياناً نريد أن تنجز بعض الأعمال التي تحتاج إلى تركيز داخل بيتك، وإذا بالأبناء يتشاجرون ويعلون صوتهم، تقول في نفسك بعد شوي يهدؤون، لكن المسألة أصبحت تطول، وكبرت، وأخذ الأبناء يشوشون عليك عملك، وصرت تفتقد التركيز.
صار لا مناص من التدخل، وزجر من يستحق الزجر، وتأديب من يستحق التأديب، حتى لا يكرروا فعلتهم، وحتى يفهموا أن إذا أبوهم بالبيت لا يقومون برفع صوتهم.
هم أبناؤك، ولا أحد أكثر منهم في الحب في قلبك «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» لكن حبك لهم يجعلك تؤدبهم، فإن تركتهم يعلو صوتهم يتشاجرون، قد يحدث مالا يحمد عقباه لهم، وقد تتدخل أنت في لحظة بعد صبر طويل بطريقة مؤسفة، لذلك يجب أن تتدخل منذ البداية.
(3)
كتب الأستاذ جهاد الخازن مقالين عن أسباب سحب السفراء من قطر، وأرجع المعلومات التي في المقالين إلى ثلاثة مسؤولين كبار حضروا الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية الذي حدث فيه سحب السفراء.
وقد أورد الخازن ثلاثة أسباب لسحب السفراء، يرجى الاطلاع على المقالين ليومي الأحد والإثنين الماضيين.
في ذات السياق فإني أفضل أن يترك موضوع سحب السفراء لقادة الدول، وأما نحن كشعوب فلا ينبغي أن نكيل الشتائم والسباب، وأن نقدح في بعضنا بعضاً، الشعب القطري شعب شقيق ونحبه، وقطر جارتنا وستبقى، ونتمنى أن تزول أسباب الخلاف، ونتمنى عودة قطر إلى الصف الخليجي سريعاً، هذه أمنيات مواطن بسيط.
(4)
حين يدخل المدرس في بداية العام الدراسي الفصل في أول يوم له، فإن هذا اليوم هو يوم مصيري له وللفصل، فإن استطاع أن يحافظ على شعرة فرض الشخصية والتعامل بحب مع الطلبة، فقد نجح، ووضع رجله على الطريق الصحيح، ولن يصل إلى نهاية العام، وإلا وتعلق فيه الطلبة، حتى وإن كان يشد عليهم ويوبخهم، ويزجرهم أحياناً.
شعرة الحب، وفرض الشخصية شعرة حساسة، لا يمتلكها كل مدرس..!