جميل جداً أن نرى الشباب البحريني وهو يملأ المقاهي لأجل الدراسة ومراجعة دروسهم الجامعية، وآخرين منهم يرهقون أنفسهم بين الدراسة والعمل، أو المشاركة ببعض الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية من أجل صقل مواهبهم ولأجل المشاركة في المحافل المحلية والدولية في سبيل المستقبل.
جميل جداً أن نرى شبابنا وفتياتنا الأعزاء وهم يطورون من أنفسهم ومن قدراتهم العلمية والعملية من أجل بناء واقع يكون أكثر تحضراً وحيوية وعطاء للغد المنظور. شباب في عمر الزهور وهم ينضحون بالحب والحياة لتثبيت ذواتهم كأرقام صعبة في هذا الوطن.
في المقابل نحن ضد كل أشكال تحفيز وتحريك الجوانب الأخرى التي يمكن لها أن تعيق تطور شبابنا وفتياتنا في قضايا لا تخدمهم في هذا العمر تحديداً، بل نحن ضد استخدام الشباب كأدوات لمشاريع سياسية تخدم أجندة تعني بهذا الفريق أو بذاك الفريق المضاد.
نحن ضد انخراط شبابنا الصغار في شؤون السياسة أو أن يكونوا جنوداً مجندة لها أو أن يكونوا إحدى أدواتها وملهاتها، كما نعارض وبشدة أن ينخرط شبابنا الجامعي في تنظيمات سياسية أو دينية مسيسة، أو ينخرطوا ويشتركوا كذلك في تكوين اتحادات طلابية تعني بالشأن السياسي على حساب الجوانب العلمية والتعليمية، مما يؤدي بهم الأمر إلى أن لا ينالوا أي شيء من السياسة ولا أي شيء من المستقبل، وهو الخسران المبين، في حين يرون زملاءهم في الدراسة ممن انشغل واشتغل بالعلم يحصلون على مرادهم، بينما يجدون أنفسهم بعيداً عن ركب المتعلمين والعاملين في كافة الحقول العلمية والأكاديمية.
الصغير ليس مكلفاً سياسياً، وهو إذا لم يشتد عوده ولم يمتلك نسبة عالية من التجارب المتراكمة والخبرات السياسية الناضجة يكون لزاماً عليه أن يلتفت حينها إلى مستقبله العلمي، وهذا لا يكون واضحاً للمراهقين والشباب اليافع إلا بعد أن يحدد لهم الكبار سلم أولوياتهم.
لا فرق بين صغير من هذا المذهب أو ذاك، ولا فرق بين صغير منتمي إلى هذا الحزب أو ذاك، فكلهـــم لا يجوز لهم الاشتغـــال والانشغال بالسياسة، كما لا يجوز لنا نحن أن ندفع بهم باتجاه المحارق السياسية، وهنا نكرر أن الصغير موقعه الحقيقي هو كرسي الدراسة قبل اهتمامه بكرسي الرئاسة، فالأول هو مكانه، أما الثاني فللكبار فقط، فإصلاح أي اعوجاج سياسي هو من مسؤولية الرجال وليس الأطفال، وهذا الأمر متعارف عليه في كل أرجاء العالم.
هذا رأينا وقد أعلناه منذ أعوام، وهو لم ولن يتغير، فالحقيقة التي نؤمن بها هي أن الأطفال والشباب هم ثرواتنا الأصيلة التي يجب المحافظة عليها، أما صغارنا الذين يعيشون في منازل أهليهم وذويهم، سواء كانوا موالين أو معارضين، سنة كانوا أم شيعة، فمن واجبنا أن نعلمهم بأن المستقبل أهم من السياسة، ولا شيء يعلو فوق صوت العلم والعقل، أما بقية الأشياء فلا قيمة لها لدى الشباب المدرك والواعي بتقلبات الأمور، ولا ينبيك به غير شباب يمسك اليوم أفضل المقاعد في البنوك والمؤسسات والشركات الكبرى، أو شباب يتحولق حول نفسه يناقش مصير شهاداته عبر المراجعة الشاقة في بطون الكتب في إحدى المقاهي الجميلة.
هذه المسؤولية الخطيرة تقع على عاتق الأسرة أولاً والدولة ثانياً، وبعد ذلك يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني وكافة الجمعيات السياسية، من أجل في احترام الطاقات الشابة وتوجيهها نحو العلم والمعرفة بعيداً عن كل أشكال السياسة وهمومها، حتى نخلق جيلاً واعياً من الشباب يكون في عطائه موازياً لعطاء شباب يعيشون في دول متقدمة وناهضة، تكون آخر اهتماماتهم»السياسة».
{{ article.visit_count }}
جميل جداً أن نرى شبابنا وفتياتنا الأعزاء وهم يطورون من أنفسهم ومن قدراتهم العلمية والعملية من أجل بناء واقع يكون أكثر تحضراً وحيوية وعطاء للغد المنظور. شباب في عمر الزهور وهم ينضحون بالحب والحياة لتثبيت ذواتهم كأرقام صعبة في هذا الوطن.
في المقابل نحن ضد كل أشكال تحفيز وتحريك الجوانب الأخرى التي يمكن لها أن تعيق تطور شبابنا وفتياتنا في قضايا لا تخدمهم في هذا العمر تحديداً، بل نحن ضد استخدام الشباب كأدوات لمشاريع سياسية تخدم أجندة تعني بهذا الفريق أو بذاك الفريق المضاد.
نحن ضد انخراط شبابنا الصغار في شؤون السياسة أو أن يكونوا جنوداً مجندة لها أو أن يكونوا إحدى أدواتها وملهاتها، كما نعارض وبشدة أن ينخرط شبابنا الجامعي في تنظيمات سياسية أو دينية مسيسة، أو ينخرطوا ويشتركوا كذلك في تكوين اتحادات طلابية تعني بالشأن السياسي على حساب الجوانب العلمية والتعليمية، مما يؤدي بهم الأمر إلى أن لا ينالوا أي شيء من السياسة ولا أي شيء من المستقبل، وهو الخسران المبين، في حين يرون زملاءهم في الدراسة ممن انشغل واشتغل بالعلم يحصلون على مرادهم، بينما يجدون أنفسهم بعيداً عن ركب المتعلمين والعاملين في كافة الحقول العلمية والأكاديمية.
الصغير ليس مكلفاً سياسياً، وهو إذا لم يشتد عوده ولم يمتلك نسبة عالية من التجارب المتراكمة والخبرات السياسية الناضجة يكون لزاماً عليه أن يلتفت حينها إلى مستقبله العلمي، وهذا لا يكون واضحاً للمراهقين والشباب اليافع إلا بعد أن يحدد لهم الكبار سلم أولوياتهم.
لا فرق بين صغير من هذا المذهب أو ذاك، ولا فرق بين صغير منتمي إلى هذا الحزب أو ذاك، فكلهـــم لا يجوز لهم الاشتغـــال والانشغال بالسياسة، كما لا يجوز لنا نحن أن ندفع بهم باتجاه المحارق السياسية، وهنا نكرر أن الصغير موقعه الحقيقي هو كرسي الدراسة قبل اهتمامه بكرسي الرئاسة، فالأول هو مكانه، أما الثاني فللكبار فقط، فإصلاح أي اعوجاج سياسي هو من مسؤولية الرجال وليس الأطفال، وهذا الأمر متعارف عليه في كل أرجاء العالم.
هذا رأينا وقد أعلناه منذ أعوام، وهو لم ولن يتغير، فالحقيقة التي نؤمن بها هي أن الأطفال والشباب هم ثرواتنا الأصيلة التي يجب المحافظة عليها، أما صغارنا الذين يعيشون في منازل أهليهم وذويهم، سواء كانوا موالين أو معارضين، سنة كانوا أم شيعة، فمن واجبنا أن نعلمهم بأن المستقبل أهم من السياسة، ولا شيء يعلو فوق صوت العلم والعقل، أما بقية الأشياء فلا قيمة لها لدى الشباب المدرك والواعي بتقلبات الأمور، ولا ينبيك به غير شباب يمسك اليوم أفضل المقاعد في البنوك والمؤسسات والشركات الكبرى، أو شباب يتحولق حول نفسه يناقش مصير شهاداته عبر المراجعة الشاقة في بطون الكتب في إحدى المقاهي الجميلة.
هذه المسؤولية الخطيرة تقع على عاتق الأسرة أولاً والدولة ثانياً، وبعد ذلك يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني وكافة الجمعيات السياسية، من أجل في احترام الطاقات الشابة وتوجيهها نحو العلم والمعرفة بعيداً عن كل أشكال السياسة وهمومها، حتى نخلق جيلاً واعياً من الشباب يكون في عطائه موازياً لعطاء شباب يعيشون في دول متقدمة وناهضة، تكون آخر اهتماماتهم»السياسة».