من هو فرج فنيش؟ ومن هي بيلاي التي يكون قرار البحرين في يدها؟ هذا ما قاله فنيش وماذا تظنون أن يقول غير هذا؛ يقول «سنعود لنافي بيلاي لنعرض النتائج والأجواء التي تمت فيها المشاورات وموقف الحكومة ويرجع إليها القرار بشكل التعاون في البحرين»، ثم يقول إنهم «أبلغوا المسؤولين بانشغالات بيلاي عن أوضاع حقوق الإنسان في البحرين».
قد نقبل بهذا الكلام بعض الشيء لو كانت بيلاي هي كليوباترا أو الملكة بلقيس أو الزباء، فنعطي للدولة العذر لأنها من النوادر والنوابغ أو ملكة بنت ملك، وليس مجرد موظفين يعملون بعقد، وقد جاؤوا بهم من الهند والسند وكوبا والمكسيك ليجعلوهم أوصياءً علينا نحن العرب المسلمون، إذ إن أنفسنا ترفض الذل والخضوع، وإن كان رفضه موتنا، لأن موتنا يكون بيد خالقنا أفضل من حياة يكون مصيرها بيد فنيش ونفيش وبيلاي ومتاي.
اليوم سنضرب لكم مثالاً لدول ترفض أن تمس سيادتها، دولة لا تبالي ببيلاي ولا من يقف وراء بيلاي، حتى لو كان بان كي مون نفسه، إنها سيرلانكا التي رفضت في 2009 أن تمس سيادتها؛ حيث أبدى مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة جون هولمز أسفه لرفض سريلانكا السماح لفريق المنظمة بدخول منطقة النزاع التي يحاصر فيها ما لا يقل عن 50 ألف مدني، وها هو يتهلهل ويفرح ويرحب بإعلان كولومبو، فقط، إبطاء وتيرة هجومها العسكري، كما أعلن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت أن سيرلانكا رفضت منحه تأشيرة دخول برفقة نظيريه الفرنسي والبريطاني.
هنا نرى الفرق بين دولة مثل سيرلانكا ترفض دخول فريق إغاثي إنساني من الأمم المتحدة، بينما في البحرين تستقبل موظفين بعقود يتبعون منظمات أجنبية يستقبلهم كبار المسؤولين في الدولة، هؤلاء الموظفون لم يأتوا لإغاثة أو عمل إنساني أو زيارة مرضى أو جرحى؛ بل جاؤوا ليتفقدوا مؤسسات الحكومة ويقيموا أداءها ثم يكتبوا تقارير لمصلحة المعارضة التي تسعى لنزع الحكم من الدولة، جاءت هذه المنظمات لتساند هذه المعارضة وتدين الدولة وتحجها كي تذعن لقرارتها وتسلم السلطة للموالين لإيران، حيث نرى البوادر والشواهد قد ظهرت، بأن هناك إعداداً للتسليم الذي بات واضحاً للعيان.
ها هي كوريا الشمالية ترفض مساعدات من منظمات إغاثة التابعة للولايات المتحدة، وذلك من أجل سيادتها التي ترفض هيمنة أمريكا عليها، وقال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: «إن بيونغ يانغ أبلغت واشنطن بقرارها عدم قبول مزيد من للمساعدات الغذائية التي تصل نحو 330 ألف طن».
مثال آخر لسيادة الدول على أراضيها وهي نيجيريا؛ حين أعلنت عام 2008 رفضها استقبال مقر قيادة الهيئة العسكرية على أراضيها والتي تسعى أمريكا لتطويرها في أفريقيا (أفريكوم)، وقال وزير الدفاع النيجيري «ندرك الحاجة إلى تحسين الأمن وسيادتنا ونأخذ في الاعتبار مواقف جيراننا، لكن لا ضرورة لتمركز القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا لتحقيق هذه الأهداف»، في المقابل صرح الرئيس النيجيري عزمه إنشاء قوة احتياط أفريقي، وكذلك ليبيريا رفضت الشيء نفسه.
لذلك من الأمور المحزنة أن لا نرى هذا الرفض عندنا في البحرين، بل على العكس؛ تستقبل وفود هذه المنظمات من باب الطائرات بالورود والدفوف والليوه والطنبيرة، وتستضيفهم فخر الفنادق وتوفر لهم المركبات الفارهة ويستقبلهم كبار المسؤولين في مكاتبهم ومجالسهم، حيث يجلسون أمامهم بابتسامة وتودد، ثم تصدر التوجيهات لفتح باب المؤسسات والزيارات أينما أرادوا وكيفما شاءوا.
مع الأسف زيارة هذه المنظمات ليس فيها للدولة شيء من الصالح بل، كل الطالح، وذلك حين تكون هذه الزيارات شاهداً ومشهوداً على الدولة بأنها تكبت الحريات، بل وتسجل التقارير عليها، وها هي جورجيا بريغنون عضو الفريق التقني للمفوضية تقدم مسودتها ومقترحاتها وتوصياتها على دولة ذات سيادة بالارتقاء بالسجون وحقوق السجناء والإعلام والتصدي لخطاب الكراهية والعلاقة مع المؤسسات الدولية، إنه نفس الخطاب الذي يردده عيسى قاسم في خطبه، ونفس التصاريح التي يدلي بها علي سلمان في مؤتمراته.
إنه تقرير باطل وفاشل لأنه لم يتطرق إلى الجرائم الإرهابية التي تقوم بها ميلشيات الوفاق، ولم تذكر عن الخطب التحريضية لعيسى قاسم التي كان من نتائجها سفك دماء رجال الأمن، ولم يتحدث تقرير فنيش ولا بريغنون عن التفجيرات التي حدثت أثناء زيارتهم، وبالتأكيد لأنهم جاؤوا ليرفعوا توصية إلى بيلاي كي تقرر هي وتصدر أوامرها بكبت صوت أهل البحرين، ولا ندري قد تكون هذا بداية المصالحة التي تسعى إليها أطراف في الدولة، وقد يكون هناك اتفاق ولا نعلم عنه، فنحن مغيبون عن الحقيقة وما يحدث بينهم وبين الوفاق وبين هذه المنظمات، حيث لن يكون وراءها صلاح؛ بل هو طلاح ليس بعده أبداً فلاح، وذلك عندما تسلم الدولة رقبتها لعدوها الذي لن يتردد لحظة عن جزها، فهي غايته التي قام بتمثليها على الدوار حين نصب المشانق وجهز التوابيت، وها هو الواقع الذي نشاهده بأن هذه الأطراف التي شاركت في الانقلاب أصبحت المقربة جداً، فعجباً يا دولة عندما تسلمي رقبتك لقصاب، ثم تنتظري قراراً من بيلاي المشغولة.. ولا ندري ستكون فاضية حتى تنظر وتقرر مصير البحرين المقبل.
{{ article.visit_count }}
قد نقبل بهذا الكلام بعض الشيء لو كانت بيلاي هي كليوباترا أو الملكة بلقيس أو الزباء، فنعطي للدولة العذر لأنها من النوادر والنوابغ أو ملكة بنت ملك، وليس مجرد موظفين يعملون بعقد، وقد جاؤوا بهم من الهند والسند وكوبا والمكسيك ليجعلوهم أوصياءً علينا نحن العرب المسلمون، إذ إن أنفسنا ترفض الذل والخضوع، وإن كان رفضه موتنا، لأن موتنا يكون بيد خالقنا أفضل من حياة يكون مصيرها بيد فنيش ونفيش وبيلاي ومتاي.
اليوم سنضرب لكم مثالاً لدول ترفض أن تمس سيادتها، دولة لا تبالي ببيلاي ولا من يقف وراء بيلاي، حتى لو كان بان كي مون نفسه، إنها سيرلانكا التي رفضت في 2009 أن تمس سيادتها؛ حيث أبدى مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة جون هولمز أسفه لرفض سريلانكا السماح لفريق المنظمة بدخول منطقة النزاع التي يحاصر فيها ما لا يقل عن 50 ألف مدني، وها هو يتهلهل ويفرح ويرحب بإعلان كولومبو، فقط، إبطاء وتيرة هجومها العسكري، كما أعلن وزير الخارجية السويدي كارل بيلت أن سيرلانكا رفضت منحه تأشيرة دخول برفقة نظيريه الفرنسي والبريطاني.
هنا نرى الفرق بين دولة مثل سيرلانكا ترفض دخول فريق إغاثي إنساني من الأمم المتحدة، بينما في البحرين تستقبل موظفين بعقود يتبعون منظمات أجنبية يستقبلهم كبار المسؤولين في الدولة، هؤلاء الموظفون لم يأتوا لإغاثة أو عمل إنساني أو زيارة مرضى أو جرحى؛ بل جاؤوا ليتفقدوا مؤسسات الحكومة ويقيموا أداءها ثم يكتبوا تقارير لمصلحة المعارضة التي تسعى لنزع الحكم من الدولة، جاءت هذه المنظمات لتساند هذه المعارضة وتدين الدولة وتحجها كي تذعن لقرارتها وتسلم السلطة للموالين لإيران، حيث نرى البوادر والشواهد قد ظهرت، بأن هناك إعداداً للتسليم الذي بات واضحاً للعيان.
ها هي كوريا الشمالية ترفض مساعدات من منظمات إغاثة التابعة للولايات المتحدة، وذلك من أجل سيادتها التي ترفض هيمنة أمريكا عليها، وقال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: «إن بيونغ يانغ أبلغت واشنطن بقرارها عدم قبول مزيد من للمساعدات الغذائية التي تصل نحو 330 ألف طن».
مثال آخر لسيادة الدول على أراضيها وهي نيجيريا؛ حين أعلنت عام 2008 رفضها استقبال مقر قيادة الهيئة العسكرية على أراضيها والتي تسعى أمريكا لتطويرها في أفريقيا (أفريكوم)، وقال وزير الدفاع النيجيري «ندرك الحاجة إلى تحسين الأمن وسيادتنا ونأخذ في الاعتبار مواقف جيراننا، لكن لا ضرورة لتمركز القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا لتحقيق هذه الأهداف»، في المقابل صرح الرئيس النيجيري عزمه إنشاء قوة احتياط أفريقي، وكذلك ليبيريا رفضت الشيء نفسه.
لذلك من الأمور المحزنة أن لا نرى هذا الرفض عندنا في البحرين، بل على العكس؛ تستقبل وفود هذه المنظمات من باب الطائرات بالورود والدفوف والليوه والطنبيرة، وتستضيفهم فخر الفنادق وتوفر لهم المركبات الفارهة ويستقبلهم كبار المسؤولين في مكاتبهم ومجالسهم، حيث يجلسون أمامهم بابتسامة وتودد، ثم تصدر التوجيهات لفتح باب المؤسسات والزيارات أينما أرادوا وكيفما شاءوا.
مع الأسف زيارة هذه المنظمات ليس فيها للدولة شيء من الصالح بل، كل الطالح، وذلك حين تكون هذه الزيارات شاهداً ومشهوداً على الدولة بأنها تكبت الحريات، بل وتسجل التقارير عليها، وها هي جورجيا بريغنون عضو الفريق التقني للمفوضية تقدم مسودتها ومقترحاتها وتوصياتها على دولة ذات سيادة بالارتقاء بالسجون وحقوق السجناء والإعلام والتصدي لخطاب الكراهية والعلاقة مع المؤسسات الدولية، إنه نفس الخطاب الذي يردده عيسى قاسم في خطبه، ونفس التصاريح التي يدلي بها علي سلمان في مؤتمراته.
إنه تقرير باطل وفاشل لأنه لم يتطرق إلى الجرائم الإرهابية التي تقوم بها ميلشيات الوفاق، ولم تذكر عن الخطب التحريضية لعيسى قاسم التي كان من نتائجها سفك دماء رجال الأمن، ولم يتحدث تقرير فنيش ولا بريغنون عن التفجيرات التي حدثت أثناء زيارتهم، وبالتأكيد لأنهم جاؤوا ليرفعوا توصية إلى بيلاي كي تقرر هي وتصدر أوامرها بكبت صوت أهل البحرين، ولا ندري قد تكون هذا بداية المصالحة التي تسعى إليها أطراف في الدولة، وقد يكون هناك اتفاق ولا نعلم عنه، فنحن مغيبون عن الحقيقة وما يحدث بينهم وبين الوفاق وبين هذه المنظمات، حيث لن يكون وراءها صلاح؛ بل هو طلاح ليس بعده أبداً فلاح، وذلك عندما تسلم الدولة رقبتها لعدوها الذي لن يتردد لحظة عن جزها، فهي غايته التي قام بتمثليها على الدوار حين نصب المشانق وجهز التوابيت، وها هو الواقع الذي نشاهده بأن هذه الأطراف التي شاركت في الانقلاب أصبحت المقربة جداً، فعجباً يا دولة عندما تسلمي رقبتك لقصاب، ثم تنتظري قراراً من بيلاي المشغولة.. ولا ندري ستكون فاضية حتى تنظر وتقرر مصير البحرين المقبل.