أولئك الذين لا يبنون ويحلو لهم تسمية أنفسهم بـ «المعارضة» يطالبون الحكومة العمل على تنقية الأجواء وإزالة أسباب الخلاف والتعامل بشفافية وواقعية وصراحة وخفض حالة التوتر في الساحة المحلية، وغير هذه من مطالبات كي يؤمنوا بأن الحكومة جادة في دعوتها لاستئناف الحوار والخروج بحل للمشكلة يرضي جميع الأطراف، بينما هم يضعون رجلاً على رجل يتابعون التطورات ولا يبادرون بأي شيء. لا ينقصهم وهم في حالهم هذه سوى أن يؤتى لهم بالشيشة «يمزون» عليها وهم ينتظرون أن تفعل الحكومة كل ذلك قبل أن «يتكرموا» بعمل شيء يضمن لهم مصالحهم ومستقبل عيالهم.
هذه «المعارضة» ينبغي معارضتها لأنها إنما تبحث عن المصلحة الخاصة للمنتمين إليها وتحديداً إلى قيادييها، ولهذا فإن على الجميع ألا يستغرب لو سمع بعد قليل أنه صار لهؤلاء نصيب في التوزير وفي الشورى وشغلوا مناصب أخرى. هذه حقيقة ينكرها وينفيها كل محسوب على «المعارضة»، ولكنها للأسف لن يدركها من يغضبه هذا الكلام إلا متأخراً وبعد أن تكون الطيور قد طارت بأرزاقها.
من يقول إن هؤلاء يعارضون من أجل الحصول على حقوق المواطنين وإنهم يعملون من أجلهم ويغامرون بحياتهم «علشانهم» ينقص قوله الدقة، فكل هؤلاء يعملون لمصالحهم. هكذا ببساطة. ولولا أن لهم مصلحة في ما يقومون به لما تحركوا من مكانهم ولما خرجوا من بيوتهم.
مؤلم هذا الكلام أو الاتهام ولكنه حقيقة واقعة، والمؤسف فيه أن من يتم شحنهم ورميهم في أتون النار التي أشعلوها ولا يريدون أن تطفأ لن يتأكد لهم صدق هذا الكلام إلا بعد أن يروا بأعينهم أنهم إنما بايعوا من باعهم من أجل مصلحته.
كل من فقد حياته وكل من أصيب بجروح وكل من تأثر وتضرر بشكل أو بآخر في الثلاث سنوات الماضية وما يليها من أيام سيضيع حقه ولن تلتفت «المعارضة» إليه، لأنها في نهاية المطاف ستقول لكل هؤلاء وذويهم دعونا ننسى الماضي ونرنو إلى المستقبل ومشكورين.. وبارك الله فيكم. سيقولون لهم هذا مباشرة بعد أن يضمنوا لأنفسهم ولعيالهم ما يجعلهم يعيشون مرفهين لسنين قادمة.
هكذا فعل كثيرون ممن حملوا لواء المعارضة من قبل، وهكذا سيفعل كثيرون سيأتون من بعد، وهكذا كان في دول أخرى كثيرة وفي أزمان مضت وستأتي. المعارضة تستفيد من العامة وترفع شعارات يرتاحون منها، لكنها في نهاية المطاف تقول لهم إنها الآن صارت في طريق غير نافذ فتسعى إلى فعل ما يضمن لها عدم الخروج من المولد بلا مكاسب، وتنسى من استعانت بهم مقابل الفتات.
لو كانت «المعارضة» تريد بالفعل أن تقدم لمن استعانت بهم شيئاً لعملت هي على تنقية الأجواء وإزالة أسباب الخلاف، ولسعت إلى ترسيخ كل القيم التي تحتاجها المرحلة، ولأعطت مثالاً على التعامل بشفافية وواقعية وصراحة، ولعملت جهدها على تخفيف التوتر ولتعاونت مع الحكومة لتحقيق مكاسب للمواطنين تشعرهم بأن ما فاتهم ما فات، وبأن الآتي أفضل مما فات.
جلوس «المعارضة» هكذا وانتظارها أن تبادر الحكومة بعمل شيء ما يعني أنها لا يعنيها ما قد يخسره العامة في هذه المرحلة ويعني أنه لا يهمها أمرهم، لأنه ببساطة لو أنه كان يهمها أمرهم وأنها تسعى إلى مصلحتهم لبادرت ولقدمت التنازلات التي يمكن أن تحصل بدلاً عنها ما هو أفضل من الشعارات عديمة القيمة التي ترفعها.
«المعارضة» التي تعمل من أجل الناس لا تنتظر أن تقوم الحكومة بتلك الخطوات وهي تعاقر الشيشة و«تمز» عليها، وإنما تبادر هي بفعل ذلك أو على الأقل تساعد الحكومة على فعل ذلك. هذا يعني أن ما تقوم به «المعارضة».
{{ article.visit_count }}
هذه «المعارضة» ينبغي معارضتها لأنها إنما تبحث عن المصلحة الخاصة للمنتمين إليها وتحديداً إلى قيادييها، ولهذا فإن على الجميع ألا يستغرب لو سمع بعد قليل أنه صار لهؤلاء نصيب في التوزير وفي الشورى وشغلوا مناصب أخرى. هذه حقيقة ينكرها وينفيها كل محسوب على «المعارضة»، ولكنها للأسف لن يدركها من يغضبه هذا الكلام إلا متأخراً وبعد أن تكون الطيور قد طارت بأرزاقها.
من يقول إن هؤلاء يعارضون من أجل الحصول على حقوق المواطنين وإنهم يعملون من أجلهم ويغامرون بحياتهم «علشانهم» ينقص قوله الدقة، فكل هؤلاء يعملون لمصالحهم. هكذا ببساطة. ولولا أن لهم مصلحة في ما يقومون به لما تحركوا من مكانهم ولما خرجوا من بيوتهم.
مؤلم هذا الكلام أو الاتهام ولكنه حقيقة واقعة، والمؤسف فيه أن من يتم شحنهم ورميهم في أتون النار التي أشعلوها ولا يريدون أن تطفأ لن يتأكد لهم صدق هذا الكلام إلا بعد أن يروا بأعينهم أنهم إنما بايعوا من باعهم من أجل مصلحته.
كل من فقد حياته وكل من أصيب بجروح وكل من تأثر وتضرر بشكل أو بآخر في الثلاث سنوات الماضية وما يليها من أيام سيضيع حقه ولن تلتفت «المعارضة» إليه، لأنها في نهاية المطاف ستقول لكل هؤلاء وذويهم دعونا ننسى الماضي ونرنو إلى المستقبل ومشكورين.. وبارك الله فيكم. سيقولون لهم هذا مباشرة بعد أن يضمنوا لأنفسهم ولعيالهم ما يجعلهم يعيشون مرفهين لسنين قادمة.
هكذا فعل كثيرون ممن حملوا لواء المعارضة من قبل، وهكذا سيفعل كثيرون سيأتون من بعد، وهكذا كان في دول أخرى كثيرة وفي أزمان مضت وستأتي. المعارضة تستفيد من العامة وترفع شعارات يرتاحون منها، لكنها في نهاية المطاف تقول لهم إنها الآن صارت في طريق غير نافذ فتسعى إلى فعل ما يضمن لها عدم الخروج من المولد بلا مكاسب، وتنسى من استعانت بهم مقابل الفتات.
لو كانت «المعارضة» تريد بالفعل أن تقدم لمن استعانت بهم شيئاً لعملت هي على تنقية الأجواء وإزالة أسباب الخلاف، ولسعت إلى ترسيخ كل القيم التي تحتاجها المرحلة، ولأعطت مثالاً على التعامل بشفافية وواقعية وصراحة، ولعملت جهدها على تخفيف التوتر ولتعاونت مع الحكومة لتحقيق مكاسب للمواطنين تشعرهم بأن ما فاتهم ما فات، وبأن الآتي أفضل مما فات.
جلوس «المعارضة» هكذا وانتظارها أن تبادر الحكومة بعمل شيء ما يعني أنها لا يعنيها ما قد يخسره العامة في هذه المرحلة ويعني أنه لا يهمها أمرهم، لأنه ببساطة لو أنه كان يهمها أمرهم وأنها تسعى إلى مصلحتهم لبادرت ولقدمت التنازلات التي يمكن أن تحصل بدلاً عنها ما هو أفضل من الشعارات عديمة القيمة التي ترفعها.
«المعارضة» التي تعمل من أجل الناس لا تنتظر أن تقوم الحكومة بتلك الخطوات وهي تعاقر الشيشة و«تمز» عليها، وإنما تبادر هي بفعل ذلك أو على الأقل تساعد الحكومة على فعل ذلك. هذا يعني أن ما تقوم به «المعارضة».