لمجـــرد تطاولها على القضاء الأمريكـــي بتغريدة؛ قضت محكمة أمريكية بمدينة فيلادلفيا بحبس «سادية يونج»، مواطنة أمريكية، لمدة 23 شهراً وحرمانها من تويتر لمدة 5 سنوات، وذلك عندما قامت بتغريدة محرضة ضد القضاء نشرتها على صفحتها بالموقع، حيث قالت في تغريدتها: «لا بد من أن يذهب أحدهم لهؤلاء الناس لتكسير زجاج سياراتهم وتفريغ عجلاتها من الهواء»، وهو ما اعتبره القانون الأمريكي تحريضاً على أعمال عنف يستوجب العقوبة القانونية بحسب صحيفة ميرور البريطانية، وجاءت تغريدتها ليس لأنها تعادي الدولة أو أنها تدافع عن إرهابيين أو مجرمين؛ بل لمجرد حكم قضائي حرمها من حضانة أطفالها.
حين نقارن كيف يحمي القانون الأمريكي هيبة دولته، حيث لم يشفع لامرأة قد تكون متضررة نفسياً خسرت قضيتها بحضانة أطفالها، وبين البحرين التي تصدر فيها الفتاوى بقتل رجال الأمن سحقاً، وهي أقسى أنواع القتل والاسترخاص بالروح البشرية وتهديد يمس هيبة الدولة، ولكن مع الأسف لم تتحرك نيابة ولم يستدع لتحقيق ولا حتى رسالة فيها تأنيب وجهت لعيسى قاسم صاحب فتوى «اسحقوهم»، حيث لا زال حتى اليوم يدفع رجال الأمن أرواحهم ثمن هذه الفتوى، وها هو بيان ما يسمى حركة 14 فبراير يقول بعد فتوى اسحقوهم يقول: «إن الفتوى التاريخية التي أطلقها آية الله المجاهد العلامة سماحة الشيخ عيسى قاسم دام ظله جاءت في وقتها المناسب، حيث بلغ استهتار السلطة الخليفية بالأعراض والحرمات والمقدسات ذروته، ولذلك أعطت هذه الفتوى الروحية الثورية لتفعيل الدفاع المقدس ضد المرتزقة».
أما تحريض علي سلمان على رجال الأمن وتسميته لهم بالمرتزقة وتحريضه على الدولة، كما جاء في خطابه رداً على دعوة ولي العهد الوفاق للاعتذار، حيث قال: «نعتذر لكم أيها الأمهات والآباء من أسر الشهداء لأننا لحد هذه اللحظة لم نستطع أن نقدم من قتل أبناءكم إلى محاكم عادلة، ونعتذر لكم أيها المعتقلون أننا لم نستطع الإفراج عنكم، لم نستطع وقف سرقة أموالكم، نعتذر لسائر المعتقلات لأن هناك من يتعرض لحيائكن وعفتكن دون أن يردع، نعتذر لكم يا شعب البحرين أن يوقفكم من لا يحسن العربية فيمسكم بكلمة، كما نعتذر لكم لأن هناك مرتزقة لا علاقة لها بالبحرين يمارسون الضرب والقتل والعقاب الجماعي عليكم»، فهل هناك يا مسؤولين في الدولة ويا نيابة عامة أكبر من هذا التحريض.
إذاً هناك فرق بين تغريدة مواطنة أمريكية تدعو لكسر زجاجة سيارة وتفريغ عجلاتها، وبين خطابات ومؤتمرات وتصريحات تحرض فئة على سفك الدماء وتزرع في نفوسهم الثأر والانتقام عندما تخاطب مشاعرهم بالمظلومية، وتعيشهم في أجواء ظالمة يخرجوا منها محتقنين إلى الشوارع يفجرون ويقتلون ويدهسون، وهذا التحريض ليس لساعة بل كل يوم وليلة من علي سلمان وعيسى قاسم وباقي الجمعيات السياسية ومراصدهم وقنواتهم، جميعهم يحرضون ليس على العنف بل على الإرهاب الدموي.
إذاً الجريمة تعدت التحريض وتعدت معايير الإرهاب؛ بل شملت كل أنواع الكراهية ضد البشرية، أي كراهية مؤسسات الدولة والتشكيك في عدالة القضاء، وذلك عندما أشار علي سلمان في خطابه هذا «لم نستطع أن نقدم من قتل أبناءكم إلى محاكم عادلة»، ولكن ورغم هذا التحريض ولغة الكراهية والطائفية والعنصرية والتحييز للمذهب والعرق، ليس هناك رادع من الدولة، ولن نقول المحاكمة والحبس لمدة 23 شهراً والمنع من الخطابة 5 سنوات، كما حكم القضاء الأمريكي على المواطنة الأمريكية، بل أقلها وأضعفها أن يمنعوا من الخطابة لسنة أو حتى لشهور، وإن كان عقابهم في شرع الله وكتابه هو النفي من البلاد لأنهم يأمرون بالفساد في الأرض وقتل النفس التي حرم الله قتلها.
لكن مع الأسف كان المقابل وبعد هذا التحدي للدولة دعوة لحوار مباشر مع الحاكم امتثالاً لطلبهم ودون تقديمهم أي اعتذار، حيث جلس علي سلمان مع خليل مرزوق وجهاً لوجه مع ممثل الحاكم وفي مجلسه، خليل مرزوق الذي قال: «إن البحرين لم تشهد قيام دولة حقيقية من 200 سنة، وإنما مجرد شكل دولة»، هذا بعد كل الدعوة إلى قتل رجال الأمن والتشكيك في نزاهة القضاء وفي أصل وجود دولة، لم يكن هناك إجراء قانوني اتخذ لردع أي منهم ولا غيرهم، حيث لو رصدنا تهديدهم للدولة وتحريضهم على الإرهاب وعمالاتهم مع أعداء الدولة، لم نر من الدولة إلا مزيداً من التقدير والاحترام والدعوة المفتوحة للحوار بدون شرط أو حتى بعض قيد، إذ إنه لو كانت الدولة تردعهم كما ردعت أمريكا هذه المغردة وجعلتها عبرة لكل مغرد يتطاول على الدولة أو يخط في عباراته حتى على سبيل عابر دعوة لعنف، لذلك نرى اليوم كيف يعيش الشعب الأمريكي حياته بأمان، دون أن يفكر في هجرة أو تغير مكانة إقامته لأنه يعلم بأن من يتعرض لأمنه لن يكون عقابه حبس لأشهر بل نفي من الدنيا.
وهنا نعرف كيف تقوض الدولة أركانها!
{{ article.visit_count }}
حين نقارن كيف يحمي القانون الأمريكي هيبة دولته، حيث لم يشفع لامرأة قد تكون متضررة نفسياً خسرت قضيتها بحضانة أطفالها، وبين البحرين التي تصدر فيها الفتاوى بقتل رجال الأمن سحقاً، وهي أقسى أنواع القتل والاسترخاص بالروح البشرية وتهديد يمس هيبة الدولة، ولكن مع الأسف لم تتحرك نيابة ولم يستدع لتحقيق ولا حتى رسالة فيها تأنيب وجهت لعيسى قاسم صاحب فتوى «اسحقوهم»، حيث لا زال حتى اليوم يدفع رجال الأمن أرواحهم ثمن هذه الفتوى، وها هو بيان ما يسمى حركة 14 فبراير يقول بعد فتوى اسحقوهم يقول: «إن الفتوى التاريخية التي أطلقها آية الله المجاهد العلامة سماحة الشيخ عيسى قاسم دام ظله جاءت في وقتها المناسب، حيث بلغ استهتار السلطة الخليفية بالأعراض والحرمات والمقدسات ذروته، ولذلك أعطت هذه الفتوى الروحية الثورية لتفعيل الدفاع المقدس ضد المرتزقة».
أما تحريض علي سلمان على رجال الأمن وتسميته لهم بالمرتزقة وتحريضه على الدولة، كما جاء في خطابه رداً على دعوة ولي العهد الوفاق للاعتذار، حيث قال: «نعتذر لكم أيها الأمهات والآباء من أسر الشهداء لأننا لحد هذه اللحظة لم نستطع أن نقدم من قتل أبناءكم إلى محاكم عادلة، ونعتذر لكم أيها المعتقلون أننا لم نستطع الإفراج عنكم، لم نستطع وقف سرقة أموالكم، نعتذر لسائر المعتقلات لأن هناك من يتعرض لحيائكن وعفتكن دون أن يردع، نعتذر لكم يا شعب البحرين أن يوقفكم من لا يحسن العربية فيمسكم بكلمة، كما نعتذر لكم لأن هناك مرتزقة لا علاقة لها بالبحرين يمارسون الضرب والقتل والعقاب الجماعي عليكم»، فهل هناك يا مسؤولين في الدولة ويا نيابة عامة أكبر من هذا التحريض.
إذاً هناك فرق بين تغريدة مواطنة أمريكية تدعو لكسر زجاجة سيارة وتفريغ عجلاتها، وبين خطابات ومؤتمرات وتصريحات تحرض فئة على سفك الدماء وتزرع في نفوسهم الثأر والانتقام عندما تخاطب مشاعرهم بالمظلومية، وتعيشهم في أجواء ظالمة يخرجوا منها محتقنين إلى الشوارع يفجرون ويقتلون ويدهسون، وهذا التحريض ليس لساعة بل كل يوم وليلة من علي سلمان وعيسى قاسم وباقي الجمعيات السياسية ومراصدهم وقنواتهم، جميعهم يحرضون ليس على العنف بل على الإرهاب الدموي.
إذاً الجريمة تعدت التحريض وتعدت معايير الإرهاب؛ بل شملت كل أنواع الكراهية ضد البشرية، أي كراهية مؤسسات الدولة والتشكيك في عدالة القضاء، وذلك عندما أشار علي سلمان في خطابه هذا «لم نستطع أن نقدم من قتل أبناءكم إلى محاكم عادلة»، ولكن ورغم هذا التحريض ولغة الكراهية والطائفية والعنصرية والتحييز للمذهب والعرق، ليس هناك رادع من الدولة، ولن نقول المحاكمة والحبس لمدة 23 شهراً والمنع من الخطابة 5 سنوات، كما حكم القضاء الأمريكي على المواطنة الأمريكية، بل أقلها وأضعفها أن يمنعوا من الخطابة لسنة أو حتى لشهور، وإن كان عقابهم في شرع الله وكتابه هو النفي من البلاد لأنهم يأمرون بالفساد في الأرض وقتل النفس التي حرم الله قتلها.
لكن مع الأسف كان المقابل وبعد هذا التحدي للدولة دعوة لحوار مباشر مع الحاكم امتثالاً لطلبهم ودون تقديمهم أي اعتذار، حيث جلس علي سلمان مع خليل مرزوق وجهاً لوجه مع ممثل الحاكم وفي مجلسه، خليل مرزوق الذي قال: «إن البحرين لم تشهد قيام دولة حقيقية من 200 سنة، وإنما مجرد شكل دولة»، هذا بعد كل الدعوة إلى قتل رجال الأمن والتشكيك في نزاهة القضاء وفي أصل وجود دولة، لم يكن هناك إجراء قانوني اتخذ لردع أي منهم ولا غيرهم، حيث لو رصدنا تهديدهم للدولة وتحريضهم على الإرهاب وعمالاتهم مع أعداء الدولة، لم نر من الدولة إلا مزيداً من التقدير والاحترام والدعوة المفتوحة للحوار بدون شرط أو حتى بعض قيد، إذ إنه لو كانت الدولة تردعهم كما ردعت أمريكا هذه المغردة وجعلتها عبرة لكل مغرد يتطاول على الدولة أو يخط في عباراته حتى على سبيل عابر دعوة لعنف، لذلك نرى اليوم كيف يعيش الشعب الأمريكي حياته بأمان، دون أن يفكر في هجرة أو تغير مكانة إقامته لأنه يعلم بأن من يتعرض لأمنه لن يكون عقابه حبس لأشهر بل نفي من الدنيا.
وهنا نعرف كيف تقوض الدولة أركانها!