في وقتها كنت في إجازة قصيرة؛ غير أني حرصت على متابعة الأخبار رغم أن الإجازة قصدت منها إزالة الضغوط عن مهنة متعبة فكرياً وذهنياً بشكل كبير، خاصة في هذا التوقيت وفي بلد مثل البحرين، تتقلب فيه الأخبار والمواقف..!
تابعت خبرين أكثر من أية أخبار أخرى؛ الأول هو خبر أكبر مناورات في تاريخ المملكة العربية السعودية، والتي استحوذت على اهتمام الشرق والغرب لما كان لها من أهمية ودلالات ومعانٍ.
تابعت أيضاً خبر زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد -حفظه الله- إلى روسيا الاتحادية، فقد كانت الزيارة ذات دلالات أيضاً، وكان توقيتها دقيقاً وحساساً، غير أن أهم ما نشاهده ونرصده في استقبال قادة البلاد حين يقومون بزيارات إلى دول كبرى، هو ذلك التقدير لقادة البحرين، وللبحرين كدولة وشعب، وهذا أمر جميل للغاية، رغم أننا دولة صغيرة، إلا أن الاحترام العالمي واهتمام قادة الدول واحتفاءهم بقادة البحرين أمر يسعد من يحب البحرين وأهلها.
توقيت زيارة روسيا والمباحثات التجارية والاقتصادية والعسكرية، كانت تشغل أطرافاً كثيرة، أولها الأمريكان وتشغل من بعدهم البريطانيين، ربما شعروا أن البحرين ودول الخليج أخذت تضع سياسات مغايرة تماماً لما قبل 2011، ومن يقود هذه التحركات الخليجية هما السعودية والإمارات أولاً ومن ثم البحرين والكويت، ولذلك حسابات غير طيبة لدى الأمريكان والبريطانيين.
وردت لي بعض المعلومات التي تقول إن البريطانيين والأمريكان كانوا يريدون معرفة ماذا جرى بين الجانبين البحريني والروسي من اتفاقات، وماذا جرى في الغرف المغلقة، ولماذا ذهبت البحرين في هذا التوقيت إلى روسيا، مع وجود أزمة أوكرانيا، ومع الحديث عن عقوبات أمريكية وأوروبية؟
الجواب كان من الوزير الأخ كمال أحمد؛ إذ قال لقناة روسيا اليوم: «إن الزيارة كانت معدة سلفاً»، وأعتقد أن ذلك صحيح، لكن الأهم من هذا هو عدم قيام الجانب البحريني بتغيير موعد الزيارة عطفاً على ما يجري بين الروس والأمريكان، وهذا موقف دبلوماسي وسياسي قوي للدولة، ويحسب لسمو ولي العهد حفظه الله.
لم يخفِ الأمريكان امتعاضهم من الزيارة، وقد خرج بيان اطلع عليه الجميع يقول: «إنه ليس هذا هو الوقت المناسب لإجراء علاقات تجارية مع روسيا»، وأعقد أن هذا ليس من الاختصاص والشأن الأمريكي، هذا شأن سيادي بحريني بحت ليس لأحد التدخل فيه، وعلى أمريكا أن تكف عن ممارسة ضغوط مكشوفة لا يمكن قبولها حتى من جانب الحلفاء لها. أقولها للمرة الثانية؛ رغم أننا ضد الموقف الروسي في أزمة سوريا، إلا أن ما قام به الروس كان موقفاً مستميتاً مع حلفائهم، وأظهر صلابة واستماتة غريبة، بينما أمريكا تتآمر كل يوم على حلفائها وتبيعهم في طرفة عين، منذ عهد شاه إيران مروراً بحسني مبارك وغيرهم..!
لذلك رغم كل التحالف مع الأمريكان إلا أنهم يبيعون وفي لحظة، وهذا ما جعل دولاً كثيرة تضع بيضها في عدة سلال..!
أعود إلى المناورات الأضخم في تاريخ المملكة العربية السعودية رسالتها ودلالاتها ومغازيها وتوقيتها، فقد اختارت هذه المناورات مناطق مهمة لها، إذ كانت في جازان وحفر الباطن والجبيل، وكلها مناطق تحمل رسائل لمن يعنيه الأمر. السعوديون منذ فترة وهم يقومون بإخفاء ما يحصلون عليه من أسلحة متقدمة، إلا أنهم هذه المرة كشفوا عن بعضها، وحتى الذي تم كشفه هو نسخ قديمة لمنظومات وأسلحة وصواريخ تمتلكها السعودية. التعاون العسكري السعودي - الباكستاني - الصيني يظهر أن هناك أموراً كثيرة وصواريخ أخرى لم تكشفها السعودية، وهي بالتأكيد قادرة على حمل رؤوس نووية عابرة، وهذا يظهر أن السعودية -بحسب تقارير- قد حصلت على هذه الصواريخ عام 1987، بينما حصلت على الرؤوس النووية من أطراف أخرى من ضمنها باكستان لاحقاً.
رسائل مناورات «سيف عبدالله» كانت موجهة إلى أطراف واضحة؛ إيران والكيان الصهيوني وأمريكا، وقد اتضح من خلال تصريحاتهم وردود أفعالهم أن هذه المناورات أحدثت نوعاً من الصدمة، حتى وأنهم كانوا يعلمون أن السعودية تمتلك صواريخ تحمل رؤوساً نووية.
فقد قال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن الأمريكي «سايمون هندرسون» إن إدراج السعودية صواريخ صينية بعيدة المدى في مناورات «سيف عبدالله» كان «إشارة دبلوماسية» لإيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر هندرسون في تقرير نشره موقع معهد واشنطن، أن استعراض السعودية الصاروخين كان بمثابة إشارة على عزم المملكة احتواء قوة إيران المتنامية في المنطقة، فضلاً عن استعدادها للتحرك بشكل مستقل عن الولايات المتحدة الأمريكية، تزامناً مع القلق من أن تكون المفاوضات الدولية الجارية مع إيران بداية لجعل الأخيرة دولة سلاح نووي. كما لفت الخبير الاستراتيجي إلى أن وجود قائد الجيش الباكستاني، رحيل شريف، أيقظ تكهنات بأن الرياض قد تسعى إلى الحصول على رؤوس نووية من إسلام آباد لمواجهة أي قوة محتملة لإيران. وأوضح هندرسون، أن الاستعراض العسكري الذي قامت به القوات المسلحة السعودية في حفر الباطن شهد مفاجأة وهي إدراج صاروخين صينيين من طراز DF-3 قادرين على حمل رؤوس نووية، على حد ما ورد بتقرير المعهد.
ولفت إلى أن هذه كانت المرة الأولى التي يتم فيها كشف الستار عن الصاروخين، إذ كانا منشورين في عمق الصحراء وقادرين على الوصول لإيران، كما أوضح أنه تم استيراد الصاروخين من الصين عام 1987. واختتمت يوم الثلاثاء الموافق 29 أبريل 2014 مناورات «سيف عبدالله» برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بعد نحو 15 يوماً من التدريبات العسكرية الضخمة في حفر الباطن والجبيل وجازان، والتي أجرتها القوات المسلحة للمرة الأولى في تاريخها، وعرضت المناورات أسلحة متطورة، ومنها «رياح الشرق» وصواريخ استراتيجية متعددة، إضافة إلى عشرات الدبابات التي دخلت حديثاً مجال الخدمة، بحضور كبير من دول الخليج والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وأوضح هندرسون أنه ظهرت تقارير العام الماضي كشفت أن الصين باعت في صفقة ثانية عام 2007 صواريخ باليستية متقدمة للسعودية من طراز DF-21 متوسطة المدى والتي تعمل بالوقود الصلب، قامت بعدها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بفرض عقوبات مخففة على الصفقة بعد تأكدها من أن الصواريخ ليست من النسخة التي يمكنها حمل مكونات نووية.
واستطرد مؤكداً أن الاستعراض العسكري لم يتضمن عرض صواريخ DF-21، وإن كانت المركبات التي عرضت الصاروخين الصينيين اللذين يعودان للثمانينات تلائم الصواريخ المتقدمة الجديدة، ما يعزز إمكانية أن تستعين المملكة برؤوس نووية من باكستان، على حد قول الخبير الأمريكي.
أما على الجانب الإيراني والصهيوني؛ فقد نشرت صحيفة «إيران هيرالد» الصادرة بالإنجليزية، لقرائها فور انتهاء المناورات بالعنوان التالي «السعودية تستعرض صواريخها الباليستية لتنذر إيران»، وجاء في الخبر إقرار إيران بأنه بالرغم من قدم هذه صواريخ «دونج فنج 3» الباليستية المتوسطة المدى إلا أنها تشكل خطراً حقيقياً على إيران؛ نظراً لحرص المملكة الدائم على نشر هذه الصواريخ القادرة على الوصول للعاصمة طهران في قواعدها العسكرية الواقعة جنوب الرياض.
وأقرت الصحيفة الإيرانية بأن المملكة تمتلك أيضاً صواريخ أكثر تطوراً من هذه التي استخدمتها في مناورات «سيف عبدالله» الأخيرة، وهي صواريخ «دونج فنج 21».
أما الصحف الإسرائيلية فقد جاء فيها بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة بالإنجليزية، حوار مع تال إنبار، رئيس مركز بحوث الفضاء بمعهد فيشر للدراسات الاستراتيجية، وأقر «إنبار» أن صوراً فضائية التقطت للسعودية عام 2013 أظهرت أنها تضع قاذفات هذه الصواريخ في اتجاه طهران وتل أبيب بشكل دائم، تحسباً لأي شيء، إلا أنه أكد في الوقت نفسه، أن الدولة المقصودة حقيقة باستعراض هذه الصواريخ هي إيران.
هذه الرسائل والدلالات لمناورات «سيف عبدالله» جعلت أطرافاً كثيرة تعرف أن المملكة العربية السعودية قد وضعت منذ الثمانينات تصورات وخططاً لمواجهة المستقبل في المنطقة، وهذا مهم لنا في الخليج، وأن ما تمتلكه من صواريخ ورؤوس نووية غير معلنة قد أوصل رسالة محددة لثلاثة أطراف، هي الكيان الصهيوني وإيران وأمريكا.
ناهيك عما تمتلكه السعودية من صواريخ وصفقات سلاح روسية، وهذا تعرفه الأطراف المعنية جميعها.
بالمقابل فإن كفة دول الخليج جميعها هي الأرجح وبنسبة كبيرة في سلاح الجو وامتلاك الجو، فما تملكه الإمارات والسعودية والبحرين والكويت من طائرات سلاح الجو يفوق في التقنية والتسليح والعدد ما تملكه إيران من سلاح قديم أو ذي تقنية ضعيفة.
نحن بحاجة ماسة إلى «سيف عبدالله»، ففي أحيان كثيرة يكفي أن تلوح بالسيف، وفي أحيان أخرى تحتاج إلى سماع صوته وهو يخرج من غمده..!!
تابعت خبرين أكثر من أية أخبار أخرى؛ الأول هو خبر أكبر مناورات في تاريخ المملكة العربية السعودية، والتي استحوذت على اهتمام الشرق والغرب لما كان لها من أهمية ودلالات ومعانٍ.
تابعت أيضاً خبر زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد -حفظه الله- إلى روسيا الاتحادية، فقد كانت الزيارة ذات دلالات أيضاً، وكان توقيتها دقيقاً وحساساً، غير أن أهم ما نشاهده ونرصده في استقبال قادة البلاد حين يقومون بزيارات إلى دول كبرى، هو ذلك التقدير لقادة البحرين، وللبحرين كدولة وشعب، وهذا أمر جميل للغاية، رغم أننا دولة صغيرة، إلا أن الاحترام العالمي واهتمام قادة الدول واحتفاءهم بقادة البحرين أمر يسعد من يحب البحرين وأهلها.
توقيت زيارة روسيا والمباحثات التجارية والاقتصادية والعسكرية، كانت تشغل أطرافاً كثيرة، أولها الأمريكان وتشغل من بعدهم البريطانيين، ربما شعروا أن البحرين ودول الخليج أخذت تضع سياسات مغايرة تماماً لما قبل 2011، ومن يقود هذه التحركات الخليجية هما السعودية والإمارات أولاً ومن ثم البحرين والكويت، ولذلك حسابات غير طيبة لدى الأمريكان والبريطانيين.
وردت لي بعض المعلومات التي تقول إن البريطانيين والأمريكان كانوا يريدون معرفة ماذا جرى بين الجانبين البحريني والروسي من اتفاقات، وماذا جرى في الغرف المغلقة، ولماذا ذهبت البحرين في هذا التوقيت إلى روسيا، مع وجود أزمة أوكرانيا، ومع الحديث عن عقوبات أمريكية وأوروبية؟
الجواب كان من الوزير الأخ كمال أحمد؛ إذ قال لقناة روسيا اليوم: «إن الزيارة كانت معدة سلفاً»، وأعتقد أن ذلك صحيح، لكن الأهم من هذا هو عدم قيام الجانب البحريني بتغيير موعد الزيارة عطفاً على ما يجري بين الروس والأمريكان، وهذا موقف دبلوماسي وسياسي قوي للدولة، ويحسب لسمو ولي العهد حفظه الله.
لم يخفِ الأمريكان امتعاضهم من الزيارة، وقد خرج بيان اطلع عليه الجميع يقول: «إنه ليس هذا هو الوقت المناسب لإجراء علاقات تجارية مع روسيا»، وأعقد أن هذا ليس من الاختصاص والشأن الأمريكي، هذا شأن سيادي بحريني بحت ليس لأحد التدخل فيه، وعلى أمريكا أن تكف عن ممارسة ضغوط مكشوفة لا يمكن قبولها حتى من جانب الحلفاء لها. أقولها للمرة الثانية؛ رغم أننا ضد الموقف الروسي في أزمة سوريا، إلا أن ما قام به الروس كان موقفاً مستميتاً مع حلفائهم، وأظهر صلابة واستماتة غريبة، بينما أمريكا تتآمر كل يوم على حلفائها وتبيعهم في طرفة عين، منذ عهد شاه إيران مروراً بحسني مبارك وغيرهم..!
لذلك رغم كل التحالف مع الأمريكان إلا أنهم يبيعون وفي لحظة، وهذا ما جعل دولاً كثيرة تضع بيضها في عدة سلال..!
أعود إلى المناورات الأضخم في تاريخ المملكة العربية السعودية رسالتها ودلالاتها ومغازيها وتوقيتها، فقد اختارت هذه المناورات مناطق مهمة لها، إذ كانت في جازان وحفر الباطن والجبيل، وكلها مناطق تحمل رسائل لمن يعنيه الأمر. السعوديون منذ فترة وهم يقومون بإخفاء ما يحصلون عليه من أسلحة متقدمة، إلا أنهم هذه المرة كشفوا عن بعضها، وحتى الذي تم كشفه هو نسخ قديمة لمنظومات وأسلحة وصواريخ تمتلكها السعودية. التعاون العسكري السعودي - الباكستاني - الصيني يظهر أن هناك أموراً كثيرة وصواريخ أخرى لم تكشفها السعودية، وهي بالتأكيد قادرة على حمل رؤوس نووية عابرة، وهذا يظهر أن السعودية -بحسب تقارير- قد حصلت على هذه الصواريخ عام 1987، بينما حصلت على الرؤوس النووية من أطراف أخرى من ضمنها باكستان لاحقاً.
رسائل مناورات «سيف عبدالله» كانت موجهة إلى أطراف واضحة؛ إيران والكيان الصهيوني وأمريكا، وقد اتضح من خلال تصريحاتهم وردود أفعالهم أن هذه المناورات أحدثت نوعاً من الصدمة، حتى وأنهم كانوا يعلمون أن السعودية تمتلك صواريخ تحمل رؤوساً نووية.
فقد قال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن الأمريكي «سايمون هندرسون» إن إدراج السعودية صواريخ صينية بعيدة المدى في مناورات «سيف عبدالله» كان «إشارة دبلوماسية» لإيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر هندرسون في تقرير نشره موقع معهد واشنطن، أن استعراض السعودية الصاروخين كان بمثابة إشارة على عزم المملكة احتواء قوة إيران المتنامية في المنطقة، فضلاً عن استعدادها للتحرك بشكل مستقل عن الولايات المتحدة الأمريكية، تزامناً مع القلق من أن تكون المفاوضات الدولية الجارية مع إيران بداية لجعل الأخيرة دولة سلاح نووي. كما لفت الخبير الاستراتيجي إلى أن وجود قائد الجيش الباكستاني، رحيل شريف، أيقظ تكهنات بأن الرياض قد تسعى إلى الحصول على رؤوس نووية من إسلام آباد لمواجهة أي قوة محتملة لإيران. وأوضح هندرسون، أن الاستعراض العسكري الذي قامت به القوات المسلحة السعودية في حفر الباطن شهد مفاجأة وهي إدراج صاروخين صينيين من طراز DF-3 قادرين على حمل رؤوس نووية، على حد ما ورد بتقرير المعهد.
ولفت إلى أن هذه كانت المرة الأولى التي يتم فيها كشف الستار عن الصاروخين، إذ كانا منشورين في عمق الصحراء وقادرين على الوصول لإيران، كما أوضح أنه تم استيراد الصاروخين من الصين عام 1987. واختتمت يوم الثلاثاء الموافق 29 أبريل 2014 مناورات «سيف عبدالله» برعاية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بعد نحو 15 يوماً من التدريبات العسكرية الضخمة في حفر الباطن والجبيل وجازان، والتي أجرتها القوات المسلحة للمرة الأولى في تاريخها، وعرضت المناورات أسلحة متطورة، ومنها «رياح الشرق» وصواريخ استراتيجية متعددة، إضافة إلى عشرات الدبابات التي دخلت حديثاً مجال الخدمة، بحضور كبير من دول الخليج والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وأوضح هندرسون أنه ظهرت تقارير العام الماضي كشفت أن الصين باعت في صفقة ثانية عام 2007 صواريخ باليستية متقدمة للسعودية من طراز DF-21 متوسطة المدى والتي تعمل بالوقود الصلب، قامت بعدها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بفرض عقوبات مخففة على الصفقة بعد تأكدها من أن الصواريخ ليست من النسخة التي يمكنها حمل مكونات نووية.
واستطرد مؤكداً أن الاستعراض العسكري لم يتضمن عرض صواريخ DF-21، وإن كانت المركبات التي عرضت الصاروخين الصينيين اللذين يعودان للثمانينات تلائم الصواريخ المتقدمة الجديدة، ما يعزز إمكانية أن تستعين المملكة برؤوس نووية من باكستان، على حد قول الخبير الأمريكي.
أما على الجانب الإيراني والصهيوني؛ فقد نشرت صحيفة «إيران هيرالد» الصادرة بالإنجليزية، لقرائها فور انتهاء المناورات بالعنوان التالي «السعودية تستعرض صواريخها الباليستية لتنذر إيران»، وجاء في الخبر إقرار إيران بأنه بالرغم من قدم هذه صواريخ «دونج فنج 3» الباليستية المتوسطة المدى إلا أنها تشكل خطراً حقيقياً على إيران؛ نظراً لحرص المملكة الدائم على نشر هذه الصواريخ القادرة على الوصول للعاصمة طهران في قواعدها العسكرية الواقعة جنوب الرياض.
وأقرت الصحيفة الإيرانية بأن المملكة تمتلك أيضاً صواريخ أكثر تطوراً من هذه التي استخدمتها في مناورات «سيف عبدالله» الأخيرة، وهي صواريخ «دونج فنج 21».
أما الصحف الإسرائيلية فقد جاء فيها بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الصادرة بالإنجليزية، حوار مع تال إنبار، رئيس مركز بحوث الفضاء بمعهد فيشر للدراسات الاستراتيجية، وأقر «إنبار» أن صوراً فضائية التقطت للسعودية عام 2013 أظهرت أنها تضع قاذفات هذه الصواريخ في اتجاه طهران وتل أبيب بشكل دائم، تحسباً لأي شيء، إلا أنه أكد في الوقت نفسه، أن الدولة المقصودة حقيقة باستعراض هذه الصواريخ هي إيران.
هذه الرسائل والدلالات لمناورات «سيف عبدالله» جعلت أطرافاً كثيرة تعرف أن المملكة العربية السعودية قد وضعت منذ الثمانينات تصورات وخططاً لمواجهة المستقبل في المنطقة، وهذا مهم لنا في الخليج، وأن ما تمتلكه من صواريخ ورؤوس نووية غير معلنة قد أوصل رسالة محددة لثلاثة أطراف، هي الكيان الصهيوني وإيران وأمريكا.
ناهيك عما تمتلكه السعودية من صواريخ وصفقات سلاح روسية، وهذا تعرفه الأطراف المعنية جميعها.
بالمقابل فإن كفة دول الخليج جميعها هي الأرجح وبنسبة كبيرة في سلاح الجو وامتلاك الجو، فما تملكه الإمارات والسعودية والبحرين والكويت من طائرات سلاح الجو يفوق في التقنية والتسليح والعدد ما تملكه إيران من سلاح قديم أو ذي تقنية ضعيفة.
نحن بحاجة ماسة إلى «سيف عبدالله»، ففي أحيان كثيرة يكفي أن تلوح بالسيف، وفي أحيان أخرى تحتاج إلى سماع صوته وهو يخرج من غمده..!!