الوضع الإيراني الجديد في المنطقة لم يأت فجأة دون سابق إنذار؛ بل هو دور تم الإعداد والتهيئة له منذ تولي الخميني للسلطة في إيران، وبدأ مهامه قبيل احتلال العراق، بتثبيت ودعم أمريكي لينتقل إلى الدول الأخرى بوتيرة متسارعة.
ثمة ارتباط وثيق وتشابه بين التجارة والسياسة. حتى مع ممارسة كل نشاط بشكل مستقل فإن القواعد تكاد تكون متشابهة بين النشاطين، فالتسامح ورعاية المصالح والحفاظ على العلاقات واقتناص الفرص وقراءة الواقع والمستقبل، والاحتكار وما إلى ذلك كلها من مفردات هذين النشاطين، ولكل منهما بضائعه التي تحتاج إلى تسويق وتصريف، فإن كان للتجارة دكاكين فللسياسة دكاكين أيضاً، ودكاكينها الأحزاب، وهو ما اهتمت به إيران ورعته منذ سنين طويلة لتسويق فكرها الممهد لتوسعها وإعادة إمبراطوريتها الفارسية المفقودة، فشكلت أحزاباً وجماعات متعددة بطريقة تناسب أغلب طبقات المجتمع الشيعي المستهدف بدءاً بالنخــــب ونــــزولاً إلى أبســــط شخصـــيات المجتمع.
ليست هذه المشكلة إنما المشكلة في نشاط هذه الأحزاب والجماعات وولائها المطلق لإيران على حساب الدول التي وجدت فيها، إيران أدارت هذه اللعبة على طريقة مراكز الشباب التي تعمل على احتواء توجهات الشباب كافة، فمن يؤمن بالعنف شكلت له جماعات راديكالية مسلحة، ومن يدعي السلم والعمل الديمقراطي أسست له الأحزاب السياسية، وسيطرت على كثير من منظمات المجتمع المدني لتحتك بطبقات المجتمع كافة، احتواء كامل لمن يؤمن بفكرها ترهيباً أو ترغيباً.
بعد هذا البناء الكبير الذي استمر عشرات السنين بدأت إيران تأخذ دورها وتتمدد في المنطقة مستخدمة قواعد اللعبة السياسية الغربية القائمة على الانتخابات، فتدخل أحزابها للمشاركة وتسوّق نفسها على جمهورها، وربما تختلف ظاهراً فيما بينها وتشجب وتستنكر أعمال بعضها البعض، لكنها في النهاية تتفق فيما بينها، فجهاز التحكم بها موجود في طهران، وبذلك يكون المجتمع الشيعي مخيّر في ممارسته الديمقراطية بين إيران وإيران، وله كامل الحرية والحق في الاختيار.
السياسة الإيرانية هذه تشبه التاجر الذي يمتلك سوقاً بدكاكين متعددة كلها تبيع السموم وبألوان وأشكال عدة، إلا أن الصانع واحد والتأثير قاتل، وليت الأمر وقف عند هذا الحد؛ بل تطورت السياسة الإيرانية لتشتري أحزاباً ترفع شعار الوطنية فتكسب بذلك أصوات من يرفضها ويرفض فكرها سواء كان ممن على دينها أو دين غيرها، تعدد الدكاكين هذا يمنح السياسة الإيرانية مرونة أكثر لتنفيذ غاياتها والبقاء على قيد الحياة في الدول المستهدفة، فإذا ما أغلق أحدها أو تم حظره بقي غيره وإذا ما بقي الكل تحالفوا وكانوا معول هدم.
إن نتائج أي عملية انتخابية تجرى في الدول التي تتواجد فيها دكاكين الولي الفقيه سيكون جزء منها لصالح إيران وسيمثل ذراعه التشريعي والتنفيذي في تلك الدولة، فالبضاعة واحدة والصانع واحد والدكاكين متعددة.
{{ article.visit_count }}
ثمة ارتباط وثيق وتشابه بين التجارة والسياسة. حتى مع ممارسة كل نشاط بشكل مستقل فإن القواعد تكاد تكون متشابهة بين النشاطين، فالتسامح ورعاية المصالح والحفاظ على العلاقات واقتناص الفرص وقراءة الواقع والمستقبل، والاحتكار وما إلى ذلك كلها من مفردات هذين النشاطين، ولكل منهما بضائعه التي تحتاج إلى تسويق وتصريف، فإن كان للتجارة دكاكين فللسياسة دكاكين أيضاً، ودكاكينها الأحزاب، وهو ما اهتمت به إيران ورعته منذ سنين طويلة لتسويق فكرها الممهد لتوسعها وإعادة إمبراطوريتها الفارسية المفقودة، فشكلت أحزاباً وجماعات متعددة بطريقة تناسب أغلب طبقات المجتمع الشيعي المستهدف بدءاً بالنخــــب ونــــزولاً إلى أبســــط شخصـــيات المجتمع.
ليست هذه المشكلة إنما المشكلة في نشاط هذه الأحزاب والجماعات وولائها المطلق لإيران على حساب الدول التي وجدت فيها، إيران أدارت هذه اللعبة على طريقة مراكز الشباب التي تعمل على احتواء توجهات الشباب كافة، فمن يؤمن بالعنف شكلت له جماعات راديكالية مسلحة، ومن يدعي السلم والعمل الديمقراطي أسست له الأحزاب السياسية، وسيطرت على كثير من منظمات المجتمع المدني لتحتك بطبقات المجتمع كافة، احتواء كامل لمن يؤمن بفكرها ترهيباً أو ترغيباً.
بعد هذا البناء الكبير الذي استمر عشرات السنين بدأت إيران تأخذ دورها وتتمدد في المنطقة مستخدمة قواعد اللعبة السياسية الغربية القائمة على الانتخابات، فتدخل أحزابها للمشاركة وتسوّق نفسها على جمهورها، وربما تختلف ظاهراً فيما بينها وتشجب وتستنكر أعمال بعضها البعض، لكنها في النهاية تتفق فيما بينها، فجهاز التحكم بها موجود في طهران، وبذلك يكون المجتمع الشيعي مخيّر في ممارسته الديمقراطية بين إيران وإيران، وله كامل الحرية والحق في الاختيار.
السياسة الإيرانية هذه تشبه التاجر الذي يمتلك سوقاً بدكاكين متعددة كلها تبيع السموم وبألوان وأشكال عدة، إلا أن الصانع واحد والتأثير قاتل، وليت الأمر وقف عند هذا الحد؛ بل تطورت السياسة الإيرانية لتشتري أحزاباً ترفع شعار الوطنية فتكسب بذلك أصوات من يرفضها ويرفض فكرها سواء كان ممن على دينها أو دين غيرها، تعدد الدكاكين هذا يمنح السياسة الإيرانية مرونة أكثر لتنفيذ غاياتها والبقاء على قيد الحياة في الدول المستهدفة، فإذا ما أغلق أحدها أو تم حظره بقي غيره وإذا ما بقي الكل تحالفوا وكانوا معول هدم.
إن نتائج أي عملية انتخابية تجرى في الدول التي تتواجد فيها دكاكين الولي الفقيه سيكون جزء منها لصالح إيران وسيمثل ذراعه التشريعي والتنفيذي في تلك الدولة، فالبضاعة واحدة والصانع واحد والدكاكين متعددة.