أعرف أن الاعتذار عن الأخطاء هو من شيمة الأقوياء، والإنسان أو المؤسسة أو الحزب أو الجمعية؛ إذا كانوا يشعرون بأنهم أخطئوا في موقف ما أو كلمة ما أو سلوك، فقوتهم تكمن في الاعتذار الذي يقدمونه علانية لمن أخطئوا في حقهم.
في يوم الأحد الماضي قامت كل من قناة المنار وإذاعة النور تعتذر رسمياً لمملكة البحرين عما بدر منها في تغطيتها لأخبار البحرين، وقالت وكالة أنباء البحرين «بنا»؛ قدمت المجموعة اللبنانية للإعلام (قناة المنار وإذاعة النور اعتذارها الرسمي إلى هيئة شؤون الإعلام في مملكة البحرين بخصوص تغطيتها لأخبار مملكة البحرين في الفترة السابقة، وأكدت في بيانها الذي نشر وأعلن في اجتماع الجمعية العمومية للمجلس التنفيذي التسعين لاتحاد إذاعات الدول العربية بحضور جميع الدول العربية الأعضاء والهيئات الإذاعية والتلفزيونية المشاركة عن اعتذارها لمملكة البحرين، كما أكدت التزامها مستقبلاً باعتماد الموضوعية في تغطيتها لأخبار الدول العربية وما يجري فيها من أحداث، واحترامها للمعايير المهنية.
كما تضمن بيان اعتذارها على حرصها لإجراء التقييم الدوري لسياستها التحريرية لتتناسب مع المواثيق والمعاهدات الدولية والمهنية المعتمدة، وتصويب ما يخرج عن هذا الإطار، والعمل على حفظ العلاقات الطيبة مع كل الأشقاء العرب لاسيما مملكة البحرين.
وقام مدير عام اتحاد الإذاعات العربية بقراءة بيان اعتذار المجموعة اللبنانية للإعلام أمام الجمعية العمومية، وقد كلفت الجمعية العمومية المدير العام بمتابعة تنفيذ الالتزام الوارد من المجموعة اللبنانية للإعلام في بيان الاعتذار وتفويضه باتخاذ أي إجراء في حق المجموعة في حال العودة للمخالفات وعدم التزامها بالمهنية الإعلامية وبميثاق الشرف الإعلامي والمعاهدات والمواثيق الدولية المعمول بها في مجال الإعلام ، وذلك دون الرجوع إلى الجمعية العامة.
ومن الجدير بالذكر أن مملكة البحرين قد تقدمت إلى الأمانة العامة لجامعة الدول بطلب إلغاء عضوية المجموعة اللبنانية للإعلام (تلفزيون المنار وإذاعة النور) من اتحاد إذاعات الدول العربية، والتي صادق عليها مجلس وزراء الإعلام العرب على توصية المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، حيث أحيل هذا الطلب إلى الجمعية العامة للاتحاد باعتبارها الهيئة العليا المعنية بالنظر في هذا الموضوع والبت فيه.
إن مجلس المجموعة اللبنانية للإعلام (تلفزيون المنار وإذاعة النور) في تصوري كان من القوة بقيامه بهذا الموقف الجديد في الساحة الإعلامية، ومن النادر قيام مجموعات إعلامية أخرى بهذا الأمر التاريخي.
السؤال الذي يجب أن يطرح الآن وعلى المستويات كافة؛ هل تقوم جمعية الوفاق وأتباعها من الذيول السياسية، وعد والمنبر التقدمي والتجمع القومي، بمثل ما قامت به قناة المنار، والاعتذار العلني للشعب البحريني ولكل من مقيم في البحرين على الإساءات البالغة التي قاموا بها منذ أكثر من سنتين.
أقول إن كانوا حقاً يملكون الضمير الوطني الحي والرغبة الكاملة في الأخذ بيد المجتمع إلى أقاليم جديدة، والعمل الديمقراطي الحقيقي، عليهم الاعتذار ودون إبطاء على الأطروحات الخاطئة التي طرحت، والسلوك الخاطئ الناتج عن كل تلك الأطروحات ـ ليس الاعتذار مستقبلاً.. إنما الآن وهنا.
من يملك القوة فإنه يعتذر الآن وهنا.