أسوأ إنسان أقابله هو ذلك الإنسان الذي يستعر من أبيه وأمه وأهله على أساس أنهم ليسوا بالمستوى المطلوب ولا يشرفونه في حياته الجديدة، يستعر من ماضيه، وبعض الأحيان من وطنه، متناسياً قضية أساسية من قضايا الحياة؛ بل أحد القوانين التي أراها أكثر صحة من رؤية وجهي في المرآة، وهذا القانون يقول «لو لم تكن هناك.. لما كنت هنا»، بمعنى أن الماضي، والديك، أهلك، أرضك، هم من أوصلك إلى اللحظة الحاضرة التي نحياها، وهم من قاموا بتحويلك من إنسان نكرة إلى شخصية معروفة بين الناس، سواء أصبحت طبيباً أو مهندساً، أو إنساناً ذائع الصيت وله مكانة اجتماعية معروفة.
عرفت هذا الأمر وأنا في الصف الخامس ابتدائي، عندما كانت أمي، الله يرحمها، تعمل غسالة في أحد بيوت التجار، لم أكن أستعر بهذا الأمر، بل أنا الآخر كنت أعمل في ذات البيت، كصبي صغير يقوم بأداء الأشياء الصغيرة لأصحاب هذا البيت، ومن خلال تواجدي معهم تعلمت أشياء كثيرة، ساهمت في تشكيل حياتي المستقبلية.
لهذا فرحت جداً بقراءة إحدى القصص التي وصلتنـي عبــــر الفيـــس بوك، ولأنها أبكتني، أحببـــــــــــت أن أشارككم بها، فقد تستطيع أن تقوم بترطيب بعض القلوب الجامدة، يقول صاحب القصة..
تقــــدم طبيب لخطبــة فتـــاة، ولكــن الفتــــاة عندمـــا علمــت بظروفه جميعاً اشــــــترطت ألا تحضــر والدته الزفاف لكي تقبل إتمــــام الــزواج، احتــــار الطبيب الشـاب في أمره ولم يجد أمامه إلا والـــــد أحد أصدقائــــه كان يحترمـــه كثيراً، وكان أستاذاً له فـــــي الجامعــة، ليستشيره.
عندها سأله: «ولماذا هذا الشرط؟».
أجاب في خجل: «أبي توفي عندما كنت بالسنة الأولى من عمري، ووالدتي عاملة بسيطة تغسل ثياب الناس لتنفق على تربيتي، وهذا الماضي يسبب لي الكثير من الحرج، وعليّ أن أبدأ حياتي الآن».
فقال له أستاذه: «لي عندك طلب صغير.. وهو أن تغسل يدي والدتك حالما تذهب إليها ثم عد للقائي غداً وعندها سأعطيك رأيي».
وبالفعل عندما ذهب للمنزل طلب من والدته أن تدعه يغسل يديها، بدأ بغسل يدي والدته ببطء، وكانت دموعه تتساقط لمنظرهما، كانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها كم كانت يديها مجعدتين، فيهما بعض الكدمات التي كانت تجعل الأم تنتفض حين يلامسها الماء، بعد انتهائه من غسل يدي والدته لم يستطع الانتظار لليوم التالي وتحدث مع والد صديقه على الهاتف قائلاً: «أشكرك فقد حسمت أمري، لن أضحي بأمي من أجل يومي، فلقد ضحت بعمرها من أجل غدي».
إن كل الأمهات وكل الآباء، بغض النظر عمن عانى من سيطرتهم، حاولوا ويحاولون حماية أبنائهم بالطرق التي يظنون أنها صحيحة، وكل الآباء والأمهات هم القناة التي جئنا عبرها إلى هذا العالم، من الممكن أن تنجب المرأة عدة أبناء ولكن لن تكون له إلا أماً واحدة، وممكن أن ينجب الرجل عشرات الأبناء ولكن لن يكون له إلا أباً واحداً.
اذهب إلى أمك وقبل رأسها الآن، فأنت لا تعلم متى سوف تغادر العالم.. اذهب إلى أبيك وقبله على الرأس، فقد لا تكون هناك فرصة أخرى تجمعكم معاً.
اذهب الآن إلى أمك أو أبيك.. الآن اذهب.
{{ article.visit_count }}
عرفت هذا الأمر وأنا في الصف الخامس ابتدائي، عندما كانت أمي، الله يرحمها، تعمل غسالة في أحد بيوت التجار، لم أكن أستعر بهذا الأمر، بل أنا الآخر كنت أعمل في ذات البيت، كصبي صغير يقوم بأداء الأشياء الصغيرة لأصحاب هذا البيت، ومن خلال تواجدي معهم تعلمت أشياء كثيرة، ساهمت في تشكيل حياتي المستقبلية.
لهذا فرحت جداً بقراءة إحدى القصص التي وصلتنـي عبــــر الفيـــس بوك، ولأنها أبكتني، أحببـــــــــــت أن أشارككم بها، فقد تستطيع أن تقوم بترطيب بعض القلوب الجامدة، يقول صاحب القصة..
تقــــدم طبيب لخطبــة فتـــاة، ولكــن الفتــــاة عندمـــا علمــت بظروفه جميعاً اشــــــترطت ألا تحضــر والدته الزفاف لكي تقبل إتمــــام الــزواج، احتــــار الطبيب الشـاب في أمره ولم يجد أمامه إلا والـــــد أحد أصدقائــــه كان يحترمـــه كثيراً، وكان أستاذاً له فـــــي الجامعــة، ليستشيره.
عندها سأله: «ولماذا هذا الشرط؟».
أجاب في خجل: «أبي توفي عندما كنت بالسنة الأولى من عمري، ووالدتي عاملة بسيطة تغسل ثياب الناس لتنفق على تربيتي، وهذا الماضي يسبب لي الكثير من الحرج، وعليّ أن أبدأ حياتي الآن».
فقال له أستاذه: «لي عندك طلب صغير.. وهو أن تغسل يدي والدتك حالما تذهب إليها ثم عد للقائي غداً وعندها سأعطيك رأيي».
وبالفعل عندما ذهب للمنزل طلب من والدته أن تدعه يغسل يديها، بدأ بغسل يدي والدته ببطء، وكانت دموعه تتساقط لمنظرهما، كانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها كم كانت يديها مجعدتين، فيهما بعض الكدمات التي كانت تجعل الأم تنتفض حين يلامسها الماء، بعد انتهائه من غسل يدي والدته لم يستطع الانتظار لليوم التالي وتحدث مع والد صديقه على الهاتف قائلاً: «أشكرك فقد حسمت أمري، لن أضحي بأمي من أجل يومي، فلقد ضحت بعمرها من أجل غدي».
إن كل الأمهات وكل الآباء، بغض النظر عمن عانى من سيطرتهم، حاولوا ويحاولون حماية أبنائهم بالطرق التي يظنون أنها صحيحة، وكل الآباء والأمهات هم القناة التي جئنا عبرها إلى هذا العالم، من الممكن أن تنجب المرأة عدة أبناء ولكن لن تكون له إلا أماً واحدة، وممكن أن ينجب الرجل عشرات الأبناء ولكن لن يكون له إلا أباً واحداً.
اذهب إلى أمك وقبل رأسها الآن، فأنت لا تعلم متى سوف تغادر العالم.. اذهب إلى أبيك وقبله على الرأس، فقد لا تكون هناك فرصة أخرى تجمعكم معاً.
اذهب الآن إلى أمك أو أبيك.. الآن اذهب.