يقول الكاتب الفرنسي ساتندال «الظلم ليس ليلة سوداء تمر علينا لكنها قد تطول حتى تأكل ما تبقى من العمر والظلم أيضاً عصابة محكمة تغطي عيون الجالسين على المقاعد الطويلة والطامعين في إمساك النجوم براحتيهم بل ويتعدى ظلمهم لخنق الرؤى والأحلام وقتل النبؤات الجميلة .. هكذا قتل الظلم جان دارك».
أن تظلم الآخرين ذلك ما لا يرضى به الله سبحانه وتعالى ولا رسوله الكريم، لكن الظلم درجات قد تقتل الابتسامة في قلب الإنسان وقد تئدها كما كان عرب الجاهلية يئدون بناتهم وهن مازلن في الوريد، من الظلم أن يشعر الإنسان كلما حاول الطيران والتحليق عالياً بأنه يعيش داخل قفص لا يستوعب أصغر طائر وأنه لا يمتلك من الجناحين اللذين يؤهلانه للطيران ولا حتى ريشة وليس جناحاً، فيصدم ويعود إلى الأرض مهشم القوى ويجد كل ما بناه لنفسه من أحلام إنما هي تبقى مجرد أحلام تراوح في مكانها في ليلة سوداء لاتعرف البياض ولا النور ولا الحب وتعشق أن يكون هذا الإنسان مهشم الأفكار فقير الحيلة و«الدبرة».
إذاً علينا أن نتجاوز تلك الليالي السوداء ونفتح الأبواب والنوافذ لكي نحلق بالقرب من النجوم ونرسم الفرح في «أحشاء» الآخرين ونزرع الابتسامة في كل بيوت المساكين والفقراء بقطرة من دموع الفرح ونرسم الأمل في دروبهم لكي يتجاوزوا الألم ويمسحوا دموع الحزن إلى غير رجعة، فعلى كل إنسان محب للآخرين أن يقرب النجوم من الأرض ويرمي بها في دروب الفقراء لتنير نهارهم قبل أن يحل الظلام وليشعروا بأنهم بشر ومن أبسط حقوقهم «الحلم» والبحث بعد ذلك عن تحقيقه ولو بمساحة في حدود المعقول بعيداً عن المساحات الفارهة والواسعة أكثر من اللازم فقط في حدود المستطاع يعني ما في مانع أن « يمد كل واحد ريوله على قد لحافه» ليس أكثر من ذلك .
هذا ما نأمله بتقليص أحزان الفقير والتقليل من المحتاجين إلى درجة «الطرارة» في حقوقهم البسيطة والتكرار الممل في طلب أن يعيش الإنسان كإنسان وليس غير ذلك، هل هذه المطالب يرفضها المجتمع أياً كانت مبادئه، لا أتصور أن هناك من يكره أن يرى جاره وابن عمه يأكل من نفس الحديقة التي يقضي فيها أبناؤه أوقات فراغهم ويدوسون فيها على الحشائش و«يتمرغون» في رماله الناعمة ويتطيبون برائحة زهورها، وتعلو ضحكاتهم لتصل إلى أبعد الشوارع والتقاطعات مايجعل الآخرين يستنكرونه لأنهم لم يألفوها وليس باستطاعتهم تقليدها أو الوصول إلى مصدرها، الحسرة والألم والجوع أصدقاء لايفضلهم أحد ولايعشق الفقير أن يراهم بدربه لكنهم رسموا كجزء من هذا الدرب التعيس الذي طالما حاولوا التهرب منه والبحث عن آخر قد يوصلهم لملامسة النجوم ولو لمرة واحدة قبل أن تتحلل جثثهم ويودعوا شمس هذا العالم الذي ياما أتعبهم منذ ولادتهم صغاراً والوالدة تئن من الجوع والوالد يسابق الأرانب بحثاً عن لقمة تقتل الجوع في حلوقهم ويكبرون وتكبر الشكوى معهم كلما كبروا وتتمدد في غرف بيتهم وتصبح واحدة من أبنائهم تنحشر معهم في نفس «الليوان» وتنام على أرض ربما رملية يفترشها «الصبان» في عز الشتاء بعد عناق طويل مع المطر تبحث عن شيء من الدفء، وتستمع إلى «تصفير» البطون الخالية من الأكل التي تصارع المرض بحثاً عن ليلة تبحث عن النوم فلا تجده، تبحث عنه كلقمة طعام ولايأتي، تلامس بناظريها القمر وتعد النجوم البعيدة وتحلم ولعله الشيء الوحيد المباح لها والذي في متناول اليد «عد النجوم» وليس ملامستها.
ويبقى ذلك الإنسان يأكل ما تبقى من عمره بسرعة البرق عله بذلك يخلص نفسه من أمانٍ وأحلام وطلبات لن يطال منها شيئاً إلا المزيد من الحزن والعذاب وتراكم مطالب الصغار لتنافس مطالبه ويرمي بهم في سلة المرض فهو من يتحمل وهو من يستجيب.
إذاً يحاول الإنسان المسكين اللحاق بركب الميسورين من أبناء جلدته والسير بنفس الدرب حتى بسيارة أقل سعراً وأطول عمراً وأقل تكلفة كل ذلك تجنباً أن يموت بنفس الطريقة التي قضت بها جان دارك.. كلنا نتجنب أن نموت بذات الطريقة بعد أن نحقق على الأقل جزءاً ولو صغيراً من ملامسة ولو نجمة واحدة من بين تلك النجوم.
الرشفة الأخيرة
« الأزهار سفرٌ وضعه الله ليعلمّ الإنسان اللطف والتسامح، ألا ترى أن الإنسان يطؤها تحت قدميه وهي لاتزال ترمقه بابتسامة جميلة».
«مونتغمري»
أن تظلم الآخرين ذلك ما لا يرضى به الله سبحانه وتعالى ولا رسوله الكريم، لكن الظلم درجات قد تقتل الابتسامة في قلب الإنسان وقد تئدها كما كان عرب الجاهلية يئدون بناتهم وهن مازلن في الوريد، من الظلم أن يشعر الإنسان كلما حاول الطيران والتحليق عالياً بأنه يعيش داخل قفص لا يستوعب أصغر طائر وأنه لا يمتلك من الجناحين اللذين يؤهلانه للطيران ولا حتى ريشة وليس جناحاً، فيصدم ويعود إلى الأرض مهشم القوى ويجد كل ما بناه لنفسه من أحلام إنما هي تبقى مجرد أحلام تراوح في مكانها في ليلة سوداء لاتعرف البياض ولا النور ولا الحب وتعشق أن يكون هذا الإنسان مهشم الأفكار فقير الحيلة و«الدبرة».
إذاً علينا أن نتجاوز تلك الليالي السوداء ونفتح الأبواب والنوافذ لكي نحلق بالقرب من النجوم ونرسم الفرح في «أحشاء» الآخرين ونزرع الابتسامة في كل بيوت المساكين والفقراء بقطرة من دموع الفرح ونرسم الأمل في دروبهم لكي يتجاوزوا الألم ويمسحوا دموع الحزن إلى غير رجعة، فعلى كل إنسان محب للآخرين أن يقرب النجوم من الأرض ويرمي بها في دروب الفقراء لتنير نهارهم قبل أن يحل الظلام وليشعروا بأنهم بشر ومن أبسط حقوقهم «الحلم» والبحث بعد ذلك عن تحقيقه ولو بمساحة في حدود المعقول بعيداً عن المساحات الفارهة والواسعة أكثر من اللازم فقط في حدود المستطاع يعني ما في مانع أن « يمد كل واحد ريوله على قد لحافه» ليس أكثر من ذلك .
هذا ما نأمله بتقليص أحزان الفقير والتقليل من المحتاجين إلى درجة «الطرارة» في حقوقهم البسيطة والتكرار الممل في طلب أن يعيش الإنسان كإنسان وليس غير ذلك، هل هذه المطالب يرفضها المجتمع أياً كانت مبادئه، لا أتصور أن هناك من يكره أن يرى جاره وابن عمه يأكل من نفس الحديقة التي يقضي فيها أبناؤه أوقات فراغهم ويدوسون فيها على الحشائش و«يتمرغون» في رماله الناعمة ويتطيبون برائحة زهورها، وتعلو ضحكاتهم لتصل إلى أبعد الشوارع والتقاطعات مايجعل الآخرين يستنكرونه لأنهم لم يألفوها وليس باستطاعتهم تقليدها أو الوصول إلى مصدرها، الحسرة والألم والجوع أصدقاء لايفضلهم أحد ولايعشق الفقير أن يراهم بدربه لكنهم رسموا كجزء من هذا الدرب التعيس الذي طالما حاولوا التهرب منه والبحث عن آخر قد يوصلهم لملامسة النجوم ولو لمرة واحدة قبل أن تتحلل جثثهم ويودعوا شمس هذا العالم الذي ياما أتعبهم منذ ولادتهم صغاراً والوالدة تئن من الجوع والوالد يسابق الأرانب بحثاً عن لقمة تقتل الجوع في حلوقهم ويكبرون وتكبر الشكوى معهم كلما كبروا وتتمدد في غرف بيتهم وتصبح واحدة من أبنائهم تنحشر معهم في نفس «الليوان» وتنام على أرض ربما رملية يفترشها «الصبان» في عز الشتاء بعد عناق طويل مع المطر تبحث عن شيء من الدفء، وتستمع إلى «تصفير» البطون الخالية من الأكل التي تصارع المرض بحثاً عن ليلة تبحث عن النوم فلا تجده، تبحث عنه كلقمة طعام ولايأتي، تلامس بناظريها القمر وتعد النجوم البعيدة وتحلم ولعله الشيء الوحيد المباح لها والذي في متناول اليد «عد النجوم» وليس ملامستها.
ويبقى ذلك الإنسان يأكل ما تبقى من عمره بسرعة البرق عله بذلك يخلص نفسه من أمانٍ وأحلام وطلبات لن يطال منها شيئاً إلا المزيد من الحزن والعذاب وتراكم مطالب الصغار لتنافس مطالبه ويرمي بهم في سلة المرض فهو من يتحمل وهو من يستجيب.
إذاً يحاول الإنسان المسكين اللحاق بركب الميسورين من أبناء جلدته والسير بنفس الدرب حتى بسيارة أقل سعراً وأطول عمراً وأقل تكلفة كل ذلك تجنباً أن يموت بنفس الطريقة التي قضت بها جان دارك.. كلنا نتجنب أن نموت بذات الطريقة بعد أن نحقق على الأقل جزءاً ولو صغيراً من ملامسة ولو نجمة واحدة من بين تلك النجوم.
الرشفة الأخيرة
« الأزهار سفرٌ وضعه الله ليعلمّ الإنسان اللطف والتسامح، ألا ترى أن الإنسان يطؤها تحت قدميه وهي لاتزال ترمقه بابتسامة جميلة».
«مونتغمري»