فـــي بياناتهـــا وتجمعاتهــــا ولقاءاتهــــا الجماهيرية وفي حضور وسائل الإعلام تهتم الوفاق بالتأكيد على هذا القول: «نؤيد العمل السلمي، وندين العنف، وندعــو للتمســـك بالسلميـــة.. التامــة». الكلام نفسه تردده الجمعيات السياسية التي صارت في جيب الوفاق، والتي صارت تقول ما تقوله وتفعل ما تفعله. كل هذه الجمعيات السياسيــة التــي تطلــق علــى نفسها اسم «قوى المعارضة الوطنية الديمقراطية» تردد هذا القول ليلاً ونهاراً، أحياناً تقوله عدة مرات في اليوم، وأحياناً تلتزم بالوصفة.. ثلاث مرات في اليوم.. بعد الأكل!
الكلام جميل ويعبر عن موقف جميل ومهم، لكنه لا يترجم إلى واقع، فلا الوفاق ولا الجمعيات التي تحت عباءتها تقف ضد من يمارس العنف أو تتخذ منه موقفاً؛ بل لا تمتنع عن المشاركة في الفعاليات التي ينفذها أولئك وأحياناً تمهد بـ«خبرتها» إلى حالة العنف.
حديث هذه الجمعيات السياسية عن السلمية وأنها تقف ضد العنف وأنها تدينه ليس إلا «مقصة على العالم» وضحك على الذقون، لأن ما يجري في الميدان ويراه العالم أجمع لا علاقة له بالسلمية. إلا إن كان إلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة القاتلة على رجال الأمن وعلى كل من لا يستجيب لـ «الحرس الثوري» من الملثمين بالتوقف، حيث يؤمر في الشارع، يدخل في باب السلمية!
أن تحتجز شارعاً كما تفعل العصابات فأنت لا تمارس السلمية وإنما تمارس العنف، لأن احتجاز الشارع لا يكون إلا بالعنف. أن تشعل النيران في إطارات السيارات وتعطل حياة الناس وتتسبب في أذاهم وترغمهم على استنشاق الدخان الذي يتسبب في ابتلائهم بالأمراض الخطيرة، فأنت لا تمارس السلمية وإنما العنف، لأن هذا الفعل لا يمكن أن يتم إلا بالعنف وإلا بالاعتداء على حق الآخرين في استخدام الشارع، خصوصاً وأن بينهم من قد يكون معه مريض يريد أخذه إلى المستشفى أو طفلاً صغيراً لا يحتمل سخافة الفاعلين. أن تهاجم رجال الأمن بزجاجات المولوتوف وبالحجارة وغيرها من أدوات قاتلة فأنت لا تمارس السلمية وإنما العنف، لأن هذا الفعل يمكن أن يؤدي إلى القتل وهذا حدث مرات. أن تزرع قنبلة محلية الصنع في الطريق وتترصد لدوريات الأمن لتفجرها فهذا يعني أنك لا تمارس السلمية وإنما العنف. حتى إن خلطت الشعارات المطالبة بحقوق معينة بسب وشتم شخصيات عامة وشخبطت على جدران البيوت التي ليس من حقك الكتابة عليها إلا بإذنهم، فإنك تكون قد ابتعدت عن السلمية ومارست العنف.
كثير مما جرى في السنوات الثلاث الماضيات لا علاقة له بالسلمية، لأن السلمية أمر جميل بينما ما يتم تنفيذه في الشوارع فعل قبيح بل هو غاية في القبح.
التناقض الذي تعيشه الوفاق والجمعيات السياسية التابعة (لها) والمتمثل في رفعها شعار السلمية وممارستها العنف لا تفسير له سوى أنها لا قدرة لها على التحكم في الشارع؛ وإلا لاستجاب الشارع لها ولدعوتها للتمسك بـ «السلمية التامة»، فـ«القوى الوطنية المعارضة» القادرة على إخراج 300 ألف متظاهر للمشاركة في مسيرة ينبغي (ع القليلة) أن تكون قادرة على منع نصف هذا العدد من ممارسة العنف وتحييد النصف الآخر، وإلا فلا قيمة لها!
السلمية لا تكون بالكلام ولكن بالعمل، السلمية لا تتحقق بالنيات ولكن بالأفعال. لا يكفي إدانة العنف ولا يكفي القول إن «المعارضة» مع السلمية وضد العنف، فهذا لا يقدم ولا يؤخر. السلمية تتحقق عندما يرى العالم أجمع أن أحداً لم يتضرر بسبب التعبير والمطالبات وأن أحداً لم تتعطل حياته لهذا السبب، وتتحقق عندما يتبين أن كل ما تمارسه «المعارضة» لا يسيء إلى الوطن، ذلك أن التشهير بالوطن في الخارج عنف أيضاً.
{{ article.visit_count }}
الكلام جميل ويعبر عن موقف جميل ومهم، لكنه لا يترجم إلى واقع، فلا الوفاق ولا الجمعيات التي تحت عباءتها تقف ضد من يمارس العنف أو تتخذ منه موقفاً؛ بل لا تمتنع عن المشاركة في الفعاليات التي ينفذها أولئك وأحياناً تمهد بـ«خبرتها» إلى حالة العنف.
حديث هذه الجمعيات السياسية عن السلمية وأنها تقف ضد العنف وأنها تدينه ليس إلا «مقصة على العالم» وضحك على الذقون، لأن ما يجري في الميدان ويراه العالم أجمع لا علاقة له بالسلمية. إلا إن كان إلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة القاتلة على رجال الأمن وعلى كل من لا يستجيب لـ «الحرس الثوري» من الملثمين بالتوقف، حيث يؤمر في الشارع، يدخل في باب السلمية!
أن تحتجز شارعاً كما تفعل العصابات فأنت لا تمارس السلمية وإنما تمارس العنف، لأن احتجاز الشارع لا يكون إلا بالعنف. أن تشعل النيران في إطارات السيارات وتعطل حياة الناس وتتسبب في أذاهم وترغمهم على استنشاق الدخان الذي يتسبب في ابتلائهم بالأمراض الخطيرة، فأنت لا تمارس السلمية وإنما العنف، لأن هذا الفعل لا يمكن أن يتم إلا بالعنف وإلا بالاعتداء على حق الآخرين في استخدام الشارع، خصوصاً وأن بينهم من قد يكون معه مريض يريد أخذه إلى المستشفى أو طفلاً صغيراً لا يحتمل سخافة الفاعلين. أن تهاجم رجال الأمن بزجاجات المولوتوف وبالحجارة وغيرها من أدوات قاتلة فأنت لا تمارس السلمية وإنما العنف، لأن هذا الفعل يمكن أن يؤدي إلى القتل وهذا حدث مرات. أن تزرع قنبلة محلية الصنع في الطريق وتترصد لدوريات الأمن لتفجرها فهذا يعني أنك لا تمارس السلمية وإنما العنف. حتى إن خلطت الشعارات المطالبة بحقوق معينة بسب وشتم شخصيات عامة وشخبطت على جدران البيوت التي ليس من حقك الكتابة عليها إلا بإذنهم، فإنك تكون قد ابتعدت عن السلمية ومارست العنف.
كثير مما جرى في السنوات الثلاث الماضيات لا علاقة له بالسلمية، لأن السلمية أمر جميل بينما ما يتم تنفيذه في الشوارع فعل قبيح بل هو غاية في القبح.
التناقض الذي تعيشه الوفاق والجمعيات السياسية التابعة (لها) والمتمثل في رفعها شعار السلمية وممارستها العنف لا تفسير له سوى أنها لا قدرة لها على التحكم في الشارع؛ وإلا لاستجاب الشارع لها ولدعوتها للتمسك بـ «السلمية التامة»، فـ«القوى الوطنية المعارضة» القادرة على إخراج 300 ألف متظاهر للمشاركة في مسيرة ينبغي (ع القليلة) أن تكون قادرة على منع نصف هذا العدد من ممارسة العنف وتحييد النصف الآخر، وإلا فلا قيمة لها!
السلمية لا تكون بالكلام ولكن بالعمل، السلمية لا تتحقق بالنيات ولكن بالأفعال. لا يكفي إدانة العنف ولا يكفي القول إن «المعارضة» مع السلمية وضد العنف، فهذا لا يقدم ولا يؤخر. السلمية تتحقق عندما يرى العالم أجمع أن أحداً لم يتضرر بسبب التعبير والمطالبات وأن أحداً لم تتعطل حياته لهذا السبب، وتتحقق عندما يتبين أن كل ما تمارسه «المعارضة» لا يسيء إلى الوطن، ذلك أن التشهير بالوطن في الخارج عنف أيضاً.