ألا يخرج أحد لنا من الوزارة البعيدة عن الإنسان البحريني والمسماة وزارة حقوق الإنسان ويشرح للناس شرحاً وافياً ما هي مهمة الفريق «التقني» لمفوضية حقوق الإنسان بالضبط؟ التصريحات الأولية كانت مقتضبة وقالت لنا إن مهمة هذا الوفــد هي وضع «برامج» لمؤسسات الدولــة المعنية بحقوق الإنسان الرسمية والإهلية تساعدها في تطوير أدائها، ولكن الانطباعات لدى الناس تختلف عما قاله الوزير الذي يصرح في السنة مرة ثم يختفي، وتصريحات الوزراء وكأنه تصريح تبرير ودفاعي وكأنهم متهمون وكأنهم أمام لجنة تحقيق.
هل سيصدر هذا الوفد تقريراً حول أوضاع حقوق الإنسان مثلاً؟ أم أن لديهم مهمة محددة وهي تقديم الدعم «التقني» للمؤسسات الرسمية والأهلية وتطوير برامجها؟
سعادة الإنسان الغائب أقصد وزير حقوق الإنسان، دخلت كهف الوزارة ولم يعد الإنسان البحريني يراك، عجل الله لنا خروجك وقيامك بالشرح للرعايا المساكين من أهل البحرين، من هم هؤلاء؟ ألا تخرج وتتكلم عن هذه المهمة للإنسان البحريني، هل نحن بصدد لجنة لتقصي الحقائق مثلاً؟ هل هي بسيونية ثانية مثلاً؟ الجماعة عقدوا مؤتمراً صحافياً وأنت صامت لا تتكلم؟
وهل قيام هذه المفوضية بزيارة أربع إلى خمس وزارات في يوم واحد سيترك لديهم الوقت الكافي للاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها؟ ثم هل كانت زيارات عمل للوزارات أم زيارات تعارف أولية فحسب، لأنها إن كانت زيارات عمل فقد كنا نتمنى أن نرى السادة الوزراء متخلين عن بروتوكولاتهم المعهودة والجلوس بطريقة «المجلس» تلك الطريقة التقليدية التي تصلح لاستقبال ضيوف في البيوت إنما لا تصلح لاجتماع عملي.
كنا نتمنى صورة تبين الجلوس على طاولة عمل للمباحثات بشكل مهني يليق بأهمية تلك المباحثات، حيث يجلس الفريقان متقابلان ويستمعان إلى شرح وافٍ مهني هو الآخر، مع طريقة تقديم معدة سلفاً لمثل هذه الشروح.
ثم يا أخي، سؤال يطرح نفسه، أين هذه المنظمات والمفوضيات عن كل دول الجوار؟ نريد أن نفهم فقط لا أكثر ولا أقل؟ لم التركيز المثير للريبة على البحرين فحسب بهذا الشكل المكثف؟ هذا لا يعني أننا لا نريد أن نكون جنة الله الحقوقية على الأرض، بل بالعكس نحن نريد تطوير المنظومة الحقوقية فذلك فخر لنا، ولكن الأمر لا يمكن أن يكون مجرد اهتمام «طبيعي» بدولة ما بهذا الشكل المكثف، في حين إغماض العين والغفلة ونسيان بقية دول الجوار هو الآخر أمر طبيعي، قليل من التوازن حتى نصدق أن «حقوق الإنسان» واحدة في كل مكان.
والأدهى أننا كلما فتحنا الباب أكثر وتعاونا أكثر زادت الانتقادات أكثر وبقي الآخرون بعيداً عن أعين المنظمات!
فنحن في البحرين نفتح الباب لهم لتطوير مؤسستنا المدنية والرسمية المعنية بحقوق الإنسان، وفي الدول المجاورة لا يسمح بوجود مثل هذه المؤسسات من الأصل، فمن هو الأجدى بالاهتمام من قبل هذه المنظمات؟ ومن هم أحق بالانتقاد من لديه المنظومة ويحتاج إلى تطوير أم من لا يسمح بوجود المنظومة من أساسه؟
نحتاج إلى التعاون معكم لكننا نحتاج إلى الثقة بكم أولاً.
ملاحظة أخيرة فكاهية
الأهم من هذا كله بيان الجمعيات الخمس الشديد اللهجة ضد العنف الذي صدر والوفد في البحرين، يعني «شوفونا احنا حلوين وطيبين» جاء هذا البيان من مجموعة تقدم الدعم الكلي لفصائل العنف وتشد أزرهم في خطابها وفي حراكها المحلي والدولي وتجتمع بها وتوكل المحاميــن لمتهميهــم وتسميهـم الأبطــال وضحاياهم «مرتزقة» وقتلاهم في الاشتباكات شهداء ووو ثم تنهي يومها المحموم في تحريض ودعم العنف ببيان يرفض العنف.. قمة المسخرة.
أتدرون من هو الضحية في كل هذا الضجيج؟ هو «حق» الإنسان الذي أصبح سلعة يتاجر بها على مذبح السياسة الدولية والمحلية والطائفية، وأخيراً أضيف مذبح المنافع الشخصية مذبحاً جديداً تنحر عليه الحقوق الإنسانية قرابيـــن رخيصة.
{{ article.visit_count }}
هل سيصدر هذا الوفد تقريراً حول أوضاع حقوق الإنسان مثلاً؟ أم أن لديهم مهمة محددة وهي تقديم الدعم «التقني» للمؤسسات الرسمية والأهلية وتطوير برامجها؟
سعادة الإنسان الغائب أقصد وزير حقوق الإنسان، دخلت كهف الوزارة ولم يعد الإنسان البحريني يراك، عجل الله لنا خروجك وقيامك بالشرح للرعايا المساكين من أهل البحرين، من هم هؤلاء؟ ألا تخرج وتتكلم عن هذه المهمة للإنسان البحريني، هل نحن بصدد لجنة لتقصي الحقائق مثلاً؟ هل هي بسيونية ثانية مثلاً؟ الجماعة عقدوا مؤتمراً صحافياً وأنت صامت لا تتكلم؟
وهل قيام هذه المفوضية بزيارة أربع إلى خمس وزارات في يوم واحد سيترك لديهم الوقت الكافي للاطلاع على حقيقة الأوضاع فيها؟ ثم هل كانت زيارات عمل للوزارات أم زيارات تعارف أولية فحسب، لأنها إن كانت زيارات عمل فقد كنا نتمنى أن نرى السادة الوزراء متخلين عن بروتوكولاتهم المعهودة والجلوس بطريقة «المجلس» تلك الطريقة التقليدية التي تصلح لاستقبال ضيوف في البيوت إنما لا تصلح لاجتماع عملي.
كنا نتمنى صورة تبين الجلوس على طاولة عمل للمباحثات بشكل مهني يليق بأهمية تلك المباحثات، حيث يجلس الفريقان متقابلان ويستمعان إلى شرح وافٍ مهني هو الآخر، مع طريقة تقديم معدة سلفاً لمثل هذه الشروح.
ثم يا أخي، سؤال يطرح نفسه، أين هذه المنظمات والمفوضيات عن كل دول الجوار؟ نريد أن نفهم فقط لا أكثر ولا أقل؟ لم التركيز المثير للريبة على البحرين فحسب بهذا الشكل المكثف؟ هذا لا يعني أننا لا نريد أن نكون جنة الله الحقوقية على الأرض، بل بالعكس نحن نريد تطوير المنظومة الحقوقية فذلك فخر لنا، ولكن الأمر لا يمكن أن يكون مجرد اهتمام «طبيعي» بدولة ما بهذا الشكل المكثف، في حين إغماض العين والغفلة ونسيان بقية دول الجوار هو الآخر أمر طبيعي، قليل من التوازن حتى نصدق أن «حقوق الإنسان» واحدة في كل مكان.
والأدهى أننا كلما فتحنا الباب أكثر وتعاونا أكثر زادت الانتقادات أكثر وبقي الآخرون بعيداً عن أعين المنظمات!
فنحن في البحرين نفتح الباب لهم لتطوير مؤسستنا المدنية والرسمية المعنية بحقوق الإنسان، وفي الدول المجاورة لا يسمح بوجود مثل هذه المؤسسات من الأصل، فمن هو الأجدى بالاهتمام من قبل هذه المنظمات؟ ومن هم أحق بالانتقاد من لديه المنظومة ويحتاج إلى تطوير أم من لا يسمح بوجود المنظومة من أساسه؟
نحتاج إلى التعاون معكم لكننا نحتاج إلى الثقة بكم أولاً.
ملاحظة أخيرة فكاهية
الأهم من هذا كله بيان الجمعيات الخمس الشديد اللهجة ضد العنف الذي صدر والوفد في البحرين، يعني «شوفونا احنا حلوين وطيبين» جاء هذا البيان من مجموعة تقدم الدعم الكلي لفصائل العنف وتشد أزرهم في خطابها وفي حراكها المحلي والدولي وتجتمع بها وتوكل المحاميــن لمتهميهــم وتسميهـم الأبطــال وضحاياهم «مرتزقة» وقتلاهم في الاشتباكات شهداء ووو ثم تنهي يومها المحموم في تحريض ودعم العنف ببيان يرفض العنف.. قمة المسخرة.
أتدرون من هو الضحية في كل هذا الضجيج؟ هو «حق» الإنسان الذي أصبح سلعة يتاجر بها على مذبح السياسة الدولية والمحلية والطائفية، وأخيراً أضيف مذبح المنافع الشخصية مذبحاً جديداً تنحر عليه الحقوق الإنسانية قرابيـــن رخيصة.