نعلم أننا نعيش وسط دوامة فوضى وإرهاب وتحريض ما زالت تدور ومعها وكأن البلد وحراكها «جامد» فيما يخص تحسين أوضاع الناس! نقول أوضاع الناس، لأن ما يجعل الناس تحس بالفرق وبوجود حراك هو ما يمسها مباشرة. والمشهد الحالي يقول بأنه لا تحرك سياسياً سريعاً باتجاه إنهاء هذه الفوضى، ولا في الجانب الآخر حراك باتجاه تحويل المواطن البحريني من صاحب مزاج ملؤه «التحلطم» إلى مواطن يعيش حالة رضا.نداؤنا للدولة هنا، وهو ربما النداء المليون، إذ تعويل الناس على مجلس النواب انتهى منذ زمن طويل، وعليه المواطن يتطلع لدولته بأن تتحرك بسرعة وجدية لأجله، وهذا حقهم على دولتهم التي يحبونها ويخلصون لها في واجباتهم.ليس عيباً أو خطأ حينما يخاطب مواطن قيادته بكل احترام وأدب مشوب بالمحبة والولاء، وما يكمل الصورة ويجعلها أجمل بأن تتجاوب الدولة مع شجون المواطن وتحقق له ما يتطلع.هنا نكرر القول بأن الثقة موجودة بأن الرغبة في تحسين وضع المواطن وجعله يعيش أجواء الرضا موجودة، لكن لأجلها يجب تسريع الوتيرة ويجب العمل ليل نهار وبجد لتحقيق ذلك.لماذا يحس المواطن بأن زيادة مدخوله -مثلاً- هي مسألة من سابع المستحيلات؟! لماذا يحس بأن الإسكان معضلة أبدية ستدوم وتدوم وتدوم؟! ولماذا يحس أن صرخاته لا تصل؟!المشكلة ليست في النوايا؛ بل في الأدوات التي تعمل لتحقيق الرضا لدى الناس، المشكلة تكمن فيمن يولون مسؤوليات على رأسها أن يستمعوا للناس ويمحوروا عملهم بناء على ما يتطلعون له، لكنهم في المقابل لا يعملون إلا بأسلوب تحطيم آمال المواطنين.استمعوا لشكاوى الناس، تابعوا همومهم سواء ما يسمح به في الإذاعة اليومية، أو ما ينشر في بريد القراء في الصحف، أو ما تكتشفه الصحافة وتبرزه، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ستكتشفون أن هناك سواداً أعظم غير راضٍ عن أداء كثير من القطاعات، ستجدون قصصاً غريبة نجزم بأن قيادة البلد لا تقبل بها المرة، كلها نتاج طرائق تعامل خاطئة ونتيجة عدم اهتمام جدي بهذا المواطن.لا يجوز أن يحس المواطن أنه في آخر سلم الأولويات لدى كثير من المسؤولين، بينما دولته تقول بأنه في مقدمة الأولويات، بل هو محور كل شيء.لنبحث عن الخلل ونصلحه، وأصلاً الأدلة والإثباتات على الخلل موجودة، ولكم في تقارير ديوان الرقابة المالية المكدسة خير شاهد.نقولها دائماً بأن المواطن البحريني بسيط، تطلعاته وطموحاته منطقية ومقبولة، هو لا يقول أعطوني ذهباً وقصراً ويختاً، هو يريد أن تنتهي معاناته في كثير من الأمور، فلم لا نعمل بإخلاص وجد على تحقيق الرضا لديه؟!لماذا تعج أيامنا بشعارات وفعاليات كلها لا علاقة لها بالمواطن، بل تركز على إبراز أشياء تقدم إما لنخب أو لمحيط معين أو تبرز نشاطاً محدداً، لكن الشعار الرئيس الذي هو «المواطن» لا نجد له صدى ولا تحركاً قوياً.والله يمكن أن يتحقق كل شيء، يمكن أن «يرتاح» هذا المواطن، لو فقط وضعنا سياسات ذكية ناجعة يمكن أن تطبق، يمكن لو وضعنا الأشخاص المخلصين المناسبين الأكفاء الذين يحبون البلد قبل حبهم لأنفسهم والمناصب في المواقع الصحيحة والمؤثرة، يمكن لو حددنا مدى زمنياً بأنه خلال عام أو خمسة كحد أقصى يجب -أكرر يجب- أن نصل بهذا المواطن «المتحلطم» من وضعه الحالي إلى وضع يدفعه للشكر والتقدير لكل ما يحصل أمامه من حراك مخلص ينعكس عليه إيجاباً.فرحوا المواطن يا دولة.. والله ليست بمسألة صعبة ولا مستحيلة!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90