لو وضعت أمام الإنسان البسيط مليون دليل ودليل واستشهدت بآيات من القرآن الكريم، وقلت له إن ما قاله رجل الدين من على المنبر لم يكن صحيحاً، لقال لك بكل بساطة إنك لا تفهم وإنك متحامل عليه وإن رجل الدين لا يمكن أن يخطئ ولا يقول غير الحق. هكذا يسيطر رجال الدين على العوام، فرجل الدين لا يمكن أن يقول غير الصدق وهو يستند فيما يقول إلى القرآن والسنة.
هذه حقيقة؛ والحقيقة الأخرى هي أن الخطاب الديني اليوم لا يسيطر على العوام فقط وإنما على المتعلمين أيضاً والمثقفين والسياسيين بكل فئاتهم؛ الإسلاميين والليبراليين والشيوعيين وغيرهم، فما يقوله رجل الدين من فوق المنبر مقدس ولا يمكن إلا أن يؤخذ على علاته.
ليس الحديث هنا عن الأمور الدينية ولكنه عن تناول رجل الدين لأمور السياسة واستغلال الدين وتوظيفه لخدمة السياسة وعن التحريض من فوق منبر رسول الله عليه الصلاة والسلام، ذلك أنه بإمكان رجل الدين أن يشحن ويحرض و«يفر عقول» الكثيرين ممن يستمعون إليه، خصوصاً أولئك الذين يعتبرون رجل الدين خطاً أحمر حتى وإن تحدث في السياسة التي «يجوز» انتقاده بسببها.
في البحرين تمكن الخطاب الديني من السيطرة على عقول السياسيين وصولاً إلى اليساريين منهم حتى صار من الصعوبة انتقادهم له أو مناقشة رجل الدين فيما يقول، بل لن يكون غريباً حتى مشاهدة هؤلاء وهم يصلون وراءه ويقلدونه! ذلك أن الخطاب الديني سيطر بطريقة أثبت معها خطورته وأكد أن مقولة «إن على من يعتلي المنبر الديني أن يكون على درجة عالية من المسؤولية الوطنية» صحيحة، حيث بإمكان معتلي المنبر الديني أن يشق الصف ويقسم المجتمع وينشر الكراهية بكلمتين لا أكثر.
لا أحد ضد رجال الدين، فأهل البحرين يعلون دائماً من قدر رجل الدين ويجلونه ويحترمونه ويجلسونه في صدر المجلس، فهو عالم بأمور الدين ومتفقه فيه وله قيمة فضلى ولا يمكن أن يوجد بين أهل البحرين من لا يعلي من شأنه، ولكن أيضاً لا يوجد بين أهل البحرين من يوافق رجل الدين على استغلال المنبر والمسجد للترويج لأفكار سياسية معينة والانحياز لفريق سياسي معين، فرجل الدين وجد لشرح أمور الدين وتفقيه الناس في الدين وليس للتحريض والشحن والدعوة إلى محاربة الدولة.
مكانة بعض رجال الدين في البحرين تأثرت وتراجعت بسبب دخولهم عالم السياسة وخلطهم بين الدين والسياسة فصار أمراً عادياً انتقاد رجل الدين ومخالفته الرأي وصولاً إلى تناوله بالسوء، ذلك أن دخول رجل الدين في مساحة السياسيين يعني أنه أعطى الآخرين حق انتقاده ومناقشته وحق قبول ما يقول أو رفضه، فحديثه في السياسة قابل للأخذ أو الرد عكس حديثه في الدين حيث لا يمكن إلا القبول به.
في الأحداث التي ستنفض البحرين ما اعتلاها من غبارها قريباً تم استغلال المنبر الديني للتحريض ضد الدولة، وتبين مدى خطورته وخطورة رجل الدين إذا «انشق» عن الدين وعرض منبره للإيجار أو البيع. الصغار الذين ينفذون أعمال الفوضى في الشارع ويعرضون حياة الناس للخطر لا يفعلون ما يفعلون إلا بسبب تأثرهم بالخطاب الديني وما يصلهم من تحريض يقوم به من يعتلي هذا المنبر، والكبار الذين يمارسون الصمت ويسكتون حتى عما يتسبب في تخريب حياتهم والتأثير سلباً على مستقبل عيالهم يفعلون ذلك بسبب تأثرهم بالخطاب الديني وخوفاً منه، حيث بإمكان رجل الدين أن يحرض العامة ضدهم ببساطة.
الاستماع إلى ما سيتناوله خطباء الجمعة غداً يؤكد كل هذه الحقائق ويؤكد مدى الحاجة إلى ترشيد الخطاب الديني وابتعاد رجال الدين عن السياسة.
هذه حقيقة؛ والحقيقة الأخرى هي أن الخطاب الديني اليوم لا يسيطر على العوام فقط وإنما على المتعلمين أيضاً والمثقفين والسياسيين بكل فئاتهم؛ الإسلاميين والليبراليين والشيوعيين وغيرهم، فما يقوله رجل الدين من فوق المنبر مقدس ولا يمكن إلا أن يؤخذ على علاته.
ليس الحديث هنا عن الأمور الدينية ولكنه عن تناول رجل الدين لأمور السياسة واستغلال الدين وتوظيفه لخدمة السياسة وعن التحريض من فوق منبر رسول الله عليه الصلاة والسلام، ذلك أنه بإمكان رجل الدين أن يشحن ويحرض و«يفر عقول» الكثيرين ممن يستمعون إليه، خصوصاً أولئك الذين يعتبرون رجل الدين خطاً أحمر حتى وإن تحدث في السياسة التي «يجوز» انتقاده بسببها.
في البحرين تمكن الخطاب الديني من السيطرة على عقول السياسيين وصولاً إلى اليساريين منهم حتى صار من الصعوبة انتقادهم له أو مناقشة رجل الدين فيما يقول، بل لن يكون غريباً حتى مشاهدة هؤلاء وهم يصلون وراءه ويقلدونه! ذلك أن الخطاب الديني سيطر بطريقة أثبت معها خطورته وأكد أن مقولة «إن على من يعتلي المنبر الديني أن يكون على درجة عالية من المسؤولية الوطنية» صحيحة، حيث بإمكان معتلي المنبر الديني أن يشق الصف ويقسم المجتمع وينشر الكراهية بكلمتين لا أكثر.
لا أحد ضد رجال الدين، فأهل البحرين يعلون دائماً من قدر رجل الدين ويجلونه ويحترمونه ويجلسونه في صدر المجلس، فهو عالم بأمور الدين ومتفقه فيه وله قيمة فضلى ولا يمكن أن يوجد بين أهل البحرين من لا يعلي من شأنه، ولكن أيضاً لا يوجد بين أهل البحرين من يوافق رجل الدين على استغلال المنبر والمسجد للترويج لأفكار سياسية معينة والانحياز لفريق سياسي معين، فرجل الدين وجد لشرح أمور الدين وتفقيه الناس في الدين وليس للتحريض والشحن والدعوة إلى محاربة الدولة.
مكانة بعض رجال الدين في البحرين تأثرت وتراجعت بسبب دخولهم عالم السياسة وخلطهم بين الدين والسياسة فصار أمراً عادياً انتقاد رجل الدين ومخالفته الرأي وصولاً إلى تناوله بالسوء، ذلك أن دخول رجل الدين في مساحة السياسيين يعني أنه أعطى الآخرين حق انتقاده ومناقشته وحق قبول ما يقول أو رفضه، فحديثه في السياسة قابل للأخذ أو الرد عكس حديثه في الدين حيث لا يمكن إلا القبول به.
في الأحداث التي ستنفض البحرين ما اعتلاها من غبارها قريباً تم استغلال المنبر الديني للتحريض ضد الدولة، وتبين مدى خطورته وخطورة رجل الدين إذا «انشق» عن الدين وعرض منبره للإيجار أو البيع. الصغار الذين ينفذون أعمال الفوضى في الشارع ويعرضون حياة الناس للخطر لا يفعلون ما يفعلون إلا بسبب تأثرهم بالخطاب الديني وما يصلهم من تحريض يقوم به من يعتلي هذا المنبر، والكبار الذين يمارسون الصمت ويسكتون حتى عما يتسبب في تخريب حياتهم والتأثير سلباً على مستقبل عيالهم يفعلون ذلك بسبب تأثرهم بالخطاب الديني وخوفاً منه، حيث بإمكان رجل الدين أن يحرض العامة ضدهم ببساطة.
الاستماع إلى ما سيتناوله خطباء الجمعة غداً يؤكد كل هذه الحقائق ويؤكد مدى الحاجة إلى ترشيد الخطاب الديني وابتعاد رجال الدين عن السياسة.