ربما نكرر دائماً بأننا لا نستحق الديمقراطية، أو بمعنى أكثر وضوحاً؛ نحن لسنا مؤهلين لخوض غمارها فضلاً عن تفاصيلها في حياتنا السياسية، فالديمقراطية أكبر حجم منَّا، ولو حاولنا أن نلبسها كثوب يستر عوراتنا الديكتاتورية فإنها لن تكون على مقاسنا، لكنها وليس غيرها، تبقى هي الحل لكل أزماتنا السياسية في واقعنا العربي.
نحن هنا في الأساس لا نعيب الديمقراطية وإنما نعيب أنفسنا، ونعيب مجتمعاتنا غير القادرة على استيعابها واحتضانها وتقبلها، فالديمقراطية اليوم تعتبر من أفضل أنواع الحكم في العالم، ويكفينا أن نأخذ الدول المتقدمة نموذجاً حياً في هذا الإطار، وكيف أنها نجحت في تجربتها الديمقراطية حين تخلصت من الطبقية والديكتاتورية بشكل قاطع.
هناك الكثير من المؤاخذات على النظام الديمقراطي في الحكم، لكن يظل هذا النظام من أفضل ما هو متحقق على الأرض كتجربة حية وكممارسة حقيقية. يجب أن نفهم بالتوازي مع هذا المفهوم أمراً آخر في غاية الأهمية، وهو أن للديمقراطية شروطها وأجواءها وقوانينها، إذ لا يمكن أن تنجح الديمقراطية في مجتمع متخلف ورجعي وغير متعلم، كما لا يمكن لها أن تستمر في مناطق تشهد صراعات مسلحة أو تتنفس في أجواء احتراب طائفي وإثني، كما لا يمكنها أن تظل صامدة في مجتمعات الرأي الواحد والصوت الواحد، فالديمقراطية تعني قبول الآخر واحترامه والإصغاء إليه. تعني الديمقراطية أن نتقبل الصوت المختلف وأن نسقط من ثقافتنا كل أشكال الطبقية والعنصرية والمذهبية، بعدها يمكن لنا أن نتحدث عن ديمقراطية حقيقية وغير مشوهة.
مهما يجرنا الحديث عن الديمقراطية وعن محاسنها وعيوبها نظل نحن محور ومركز هذا الشكل من أشكال الحكم الحديث، فحين نستوعب تعريف الديمقراطية، نحتاج بعد ذلك إلى أن نتكيَّف معها كمجتمعات حديثة بطريقة تؤمِّن لنا واقعنا بشكل أفضل، ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا بشكل أكثر وضوحاً.
لقد قلتها قبل أيام في إحدى تغريداتي عبر موقع «تويتر» الاجتماعي، حين حاولت اختزال مفهوم هذا المعنى في جملة يمكن أن تختصر المشهد المؤلم لكل إنسان عربي يقاتل أخاه العربي من المحيط إلى الخليج «الديمقراطية أن تسمع صوتي قبل صوتك، أن توجدني لا أن تلغيني، أن تدعني أُكمل حديثي وأكمل حياتي».
بهذا القدر من الوعي وبهذا الحجم من إسقاط الأنانيات والشهوات الذاتية للفرد والمجتمعات ستنجح التجربة الديمقراطية، أما ونحن مازلنا نرفض سماع الصوت الآخر فضلاً عن إعطائه حرية العيش المشترك معنا، والتي تعتبر من أصغر محددات الديمقراطية وأكثرها بداهة، فإن مسيرتنا حين ذلك نحو الديمقراطية ماتزال في بداياتها، وهذا وإن كان واقعاً مؤلماً نعيشه كل يوم إلا أننا حين نستوعب هذا الوعي بأنفسنا وقدراتها وتكيفاتها مع المفاهيم العظيمة، سننجح في أن نفتح النافذة «الصح» للطريق نحو التحرر من أوهام التاريخ والواقع المظلم، وإلا سنظل في دوامة عاصفة بين الأفكار والحقيقة والتي تعني بقاءنا الأزلي بين التِّيه والضياع.
{{ article.visit_count }}
نحن هنا في الأساس لا نعيب الديمقراطية وإنما نعيب أنفسنا، ونعيب مجتمعاتنا غير القادرة على استيعابها واحتضانها وتقبلها، فالديمقراطية اليوم تعتبر من أفضل أنواع الحكم في العالم، ويكفينا أن نأخذ الدول المتقدمة نموذجاً حياً في هذا الإطار، وكيف أنها نجحت في تجربتها الديمقراطية حين تخلصت من الطبقية والديكتاتورية بشكل قاطع.
هناك الكثير من المؤاخذات على النظام الديمقراطي في الحكم، لكن يظل هذا النظام من أفضل ما هو متحقق على الأرض كتجربة حية وكممارسة حقيقية. يجب أن نفهم بالتوازي مع هذا المفهوم أمراً آخر في غاية الأهمية، وهو أن للديمقراطية شروطها وأجواءها وقوانينها، إذ لا يمكن أن تنجح الديمقراطية في مجتمع متخلف ورجعي وغير متعلم، كما لا يمكن لها أن تستمر في مناطق تشهد صراعات مسلحة أو تتنفس في أجواء احتراب طائفي وإثني، كما لا يمكنها أن تظل صامدة في مجتمعات الرأي الواحد والصوت الواحد، فالديمقراطية تعني قبول الآخر واحترامه والإصغاء إليه. تعني الديمقراطية أن نتقبل الصوت المختلف وأن نسقط من ثقافتنا كل أشكال الطبقية والعنصرية والمذهبية، بعدها يمكن لنا أن نتحدث عن ديمقراطية حقيقية وغير مشوهة.
مهما يجرنا الحديث عن الديمقراطية وعن محاسنها وعيوبها نظل نحن محور ومركز هذا الشكل من أشكال الحكم الحديث، فحين نستوعب تعريف الديمقراطية، نحتاج بعد ذلك إلى أن نتكيَّف معها كمجتمعات حديثة بطريقة تؤمِّن لنا واقعنا بشكل أفضل، ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا بشكل أكثر وضوحاً.
لقد قلتها قبل أيام في إحدى تغريداتي عبر موقع «تويتر» الاجتماعي، حين حاولت اختزال مفهوم هذا المعنى في جملة يمكن أن تختصر المشهد المؤلم لكل إنسان عربي يقاتل أخاه العربي من المحيط إلى الخليج «الديمقراطية أن تسمع صوتي قبل صوتك، أن توجدني لا أن تلغيني، أن تدعني أُكمل حديثي وأكمل حياتي».
بهذا القدر من الوعي وبهذا الحجم من إسقاط الأنانيات والشهوات الذاتية للفرد والمجتمعات ستنجح التجربة الديمقراطية، أما ونحن مازلنا نرفض سماع الصوت الآخر فضلاً عن إعطائه حرية العيش المشترك معنا، والتي تعتبر من أصغر محددات الديمقراطية وأكثرها بداهة، فإن مسيرتنا حين ذلك نحو الديمقراطية ماتزال في بداياتها، وهذا وإن كان واقعاً مؤلماً نعيشه كل يوم إلا أننا حين نستوعب هذا الوعي بأنفسنا وقدراتها وتكيفاتها مع المفاهيم العظيمة، سننجح في أن نفتح النافذة «الصح» للطريق نحو التحرر من أوهام التاريخ والواقع المظلم، وإلا سنظل في دوامة عاصفة بين الأفكار والحقيقة والتي تعني بقاءنا الأزلي بين التِّيه والضياع.