أمام هذا الأمر تصغر كل الأمور وتهون كل العظائم، أمام هذا الأمر يمكنك أن ترى قيمة الدنيا، ويمكنك أن تكتشف مدى رخص البشر وكيف أننا نعيش في زمن فيه من «الخسة» ما تقشعر منه الأبدان، إلا من رحم الله.
بالأمس وصلتني صور وخبر، يقال بأنه خبر قديم لكن العبرة في مضمونه. صدمة ما بعدها صدمة، يقول الخبر المعنون بـ»أبشع جريمة في تاريخ العالم العربي» بأن أبناء من دول خليجية أقدموا على التخلص من والدهم الكهل عبر رميه في البحر ليلقى حتفه. وبعد أن ارتكبوا الجريمة وفروا اكتشف رجال الإنقاذ جثة الرجل المسن وأخرجوها من البحر.
الخبر كخبر بحد ذاته مصيبة وكارثة، فما بالكم بصور جثة الرجل المسن وهي يتم إخراجها من البحر وتسجى على الشاطئ؟!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، وما أكبر من هذا الذنب؟! ما أكبر من قتل رجل هو السبب في وجود هؤلاء الأبناء بمشيئة الله؟!
أدرك تماماً بأن قصص العقوق كثيرة، وأن هناك مصائب وبلاوي تقشعر منها الأبدان وتشمئز منها نفوس الناس «السوية»، لكن أن يقدم أبناء على قتل والدهم بهذه الطريقة فوالله أنها «خسة» و«بشاعة» وكل وصف قبيح يمكن أن يورد ويقال.
مجتمعاتنا بقدر ما فيها من أفعال طيبة فيها من الأفعال الخبيثة السقيمة المريضة، وما أكبرها تلك التي تعنى بحقوق الوالدين، تلك التي تعنى ببرهما أو عقوقهما.
كم اليوم من حوادث عن أبناء رموا آباءهم وأمهاتهم في دور العجزة بلا رحمة ولا إحساس؟! إما لأجل زوجة لا تستحق أن تكون زوجة إن هي كانت السبب في «قساوة» قلب زوجها على أمه بدلاً من أن تكون هي سبباً في تعزيز حبه لها، باعتبار أنها أم في النهاية وكما تدين تدان؟! أو لأجل إرث وأموال وشركات وغيرها يرمى الأب في دار المسنين أو يتهم في عقله ليحجر عليه؟!
والله تحصل وهناك حالات يندى لها الجبين، هناك حالات والله تفرض حتى على قساة القلوب من الرجال الغلاظ أن يبكوا من الحرقة والقهر. بيوت المسنين ودور العجزة فيها قصص وقصص تكفي بأن تبقي مئات الآلاف بلا نوم من هولها وشناعتها وكيف يكون نكران الجميل.
يرمى الوالدان في دور العجزة ويعدهم الأبناء في عداد الموتى وهم أحياء، في حين من الاستحالة أن يفكر هؤلاء الآباء للحظة بأن يرموا هؤلاء الأبناء ويتخلصوا منهم حينما كانوا رضعاً أو عاجزين أو أطفالاً. أفهكذا يكون الجزاء؟!
من قتلوا هذا الكهل أنسوا أنه سبب في وجودهم بإذن الله؟! أنسوا بأنه كأب بالتأكيد مارس دوره كحال أي أب، ونعني بأنه كان المعيل والمعين، كان المستيقظ حتى يناموا، كان الكادح حتى يأكلوا، وكان الكاسي حتى لا يتعروا، وكان الموفر للسكن حتى لا يتشتتوا، أهذا هو رد الجميل؟! أهذا هو حق الوالدين؟!
أين هي الآيات الكريمات والأحاديث التي يتحدث فيها ربنا ويوصي بها نبينا الكريم عن الوالدين؟! أين هي «ولا وتقل لهما أف ولا تنهرهما؟!» أين هي «وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً؟!».
والله لا يوفق الله أحداً «عاقاً» لوالديه، رضا العبد في الدنيا من رضا ربه، وربنا قال بأن رضا الوالدين من رضاه، ومن حظي برضاهما ودعواتهما له فلا يهمه أي إنسان آخر في هذه الدنيا، يكفي رضا من تحت قدمها الجنة، ويكفي رضا من حملك وحماك وأطعمك وعلمك وأنت في أضعف العمر.
قلوب الآباء من الاستحالة أن تسخط أو تغضب على أبناء أوصلتهم عزة المناصب والجاه والحياة الدنيا للعقوق والجحود وحتى رفع الصوت، بدلاً من النزول لتقبيل هذه الأقدام.
رب ارحمهما كما ربياني صغيراً، رب ارزقنا طاعتهما وبرهما ورضاهما.
{{ article.visit_count }}
بالأمس وصلتني صور وخبر، يقال بأنه خبر قديم لكن العبرة في مضمونه. صدمة ما بعدها صدمة، يقول الخبر المعنون بـ»أبشع جريمة في تاريخ العالم العربي» بأن أبناء من دول خليجية أقدموا على التخلص من والدهم الكهل عبر رميه في البحر ليلقى حتفه. وبعد أن ارتكبوا الجريمة وفروا اكتشف رجال الإنقاذ جثة الرجل المسن وأخرجوها من البحر.
الخبر كخبر بحد ذاته مصيبة وكارثة، فما بالكم بصور جثة الرجل المسن وهي يتم إخراجها من البحر وتسجى على الشاطئ؟!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، واستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، وما أكبر من هذا الذنب؟! ما أكبر من قتل رجل هو السبب في وجود هؤلاء الأبناء بمشيئة الله؟!
أدرك تماماً بأن قصص العقوق كثيرة، وأن هناك مصائب وبلاوي تقشعر منها الأبدان وتشمئز منها نفوس الناس «السوية»، لكن أن يقدم أبناء على قتل والدهم بهذه الطريقة فوالله أنها «خسة» و«بشاعة» وكل وصف قبيح يمكن أن يورد ويقال.
مجتمعاتنا بقدر ما فيها من أفعال طيبة فيها من الأفعال الخبيثة السقيمة المريضة، وما أكبرها تلك التي تعنى بحقوق الوالدين، تلك التي تعنى ببرهما أو عقوقهما.
كم اليوم من حوادث عن أبناء رموا آباءهم وأمهاتهم في دور العجزة بلا رحمة ولا إحساس؟! إما لأجل زوجة لا تستحق أن تكون زوجة إن هي كانت السبب في «قساوة» قلب زوجها على أمه بدلاً من أن تكون هي سبباً في تعزيز حبه لها، باعتبار أنها أم في النهاية وكما تدين تدان؟! أو لأجل إرث وأموال وشركات وغيرها يرمى الأب في دار المسنين أو يتهم في عقله ليحجر عليه؟!
والله تحصل وهناك حالات يندى لها الجبين، هناك حالات والله تفرض حتى على قساة القلوب من الرجال الغلاظ أن يبكوا من الحرقة والقهر. بيوت المسنين ودور العجزة فيها قصص وقصص تكفي بأن تبقي مئات الآلاف بلا نوم من هولها وشناعتها وكيف يكون نكران الجميل.
يرمى الوالدان في دور العجزة ويعدهم الأبناء في عداد الموتى وهم أحياء، في حين من الاستحالة أن يفكر هؤلاء الآباء للحظة بأن يرموا هؤلاء الأبناء ويتخلصوا منهم حينما كانوا رضعاً أو عاجزين أو أطفالاً. أفهكذا يكون الجزاء؟!
من قتلوا هذا الكهل أنسوا أنه سبب في وجودهم بإذن الله؟! أنسوا بأنه كأب بالتأكيد مارس دوره كحال أي أب، ونعني بأنه كان المعيل والمعين، كان المستيقظ حتى يناموا، كان الكادح حتى يأكلوا، وكان الكاسي حتى لا يتعروا، وكان الموفر للسكن حتى لا يتشتتوا، أهذا هو رد الجميل؟! أهذا هو حق الوالدين؟!
أين هي الآيات الكريمات والأحاديث التي يتحدث فيها ربنا ويوصي بها نبينا الكريم عن الوالدين؟! أين هي «ولا وتقل لهما أف ولا تنهرهما؟!» أين هي «وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً؟!».
والله لا يوفق الله أحداً «عاقاً» لوالديه، رضا العبد في الدنيا من رضا ربه، وربنا قال بأن رضا الوالدين من رضاه، ومن حظي برضاهما ودعواتهما له فلا يهمه أي إنسان آخر في هذه الدنيا، يكفي رضا من تحت قدمها الجنة، ويكفي رضا من حملك وحماك وأطعمك وعلمك وأنت في أضعف العمر.
قلوب الآباء من الاستحالة أن تسخط أو تغضب على أبناء أوصلتهم عزة المناصب والجاه والحياة الدنيا للعقوق والجحود وحتى رفع الصوت، بدلاً من النزول لتقبيل هذه الأقدام.
رب ارحمهما كما ربياني صغيراً، رب ارزقنا طاعتهما وبرهما ورضاهما.