المقصود بهذا العنوان أن الخدمات الصحية في مملكة البحرين تكاد تكون مختصرة ومغلقة على مستشفى السلمانية، وأحياناً تتقلص هذه الخدمات لتقتصر على قسم الطوارئ بهذا المستشفى الذي يتقاطر عليه آلاف الناس كل يوم وكل ساعة من جميع الجنسيات ومن مختلف أرجاء البلاد.
وكلما استنجد هؤلاء الآلاف بالمستشفى وقسم طوارئه وتعلقوا بهما كتعلق الغريق بالقشة، كلما وجد الناس أن أوضاع المستشفى والطوارئ تزداد سوءاً في نواح كثيرة أبرزها تزعزع الثقة في جودة وجدوى العلاج وكفاءة وجدية الأطباء، ونظافة وسلامة بيئة المستشفى وبما يؤدي إلى إصابة المريض داخل المستشفى بجرثومة أو مرض آخر..
فأما نقص كفاءة الأطباء (الاستشاريين منهم بالتحديد) من حيث العدد الذي يغطي احتياجات المستشفى، والمستوى التخصصي الذي يعزز قدرة المستشفى على علاج الأمراض السارية والمستعصية ويقلل سنة بعد أخرى أعداد المرضى الذين يرسلون إلى الخارج لتلقي العلاج من أمراض مختلفة، فإن هذا النقص بشقيه اتسع مداه على مدى الأربع سنوات الأخيرة على الأقل..
فالحكومة ممثلة في وزير الصحة تعترف بنقص الأطباء وبحدوث أزمة في النوعية والعدد ازدادت حدتها خلال الأربع سنوات الماضية، فالأطباء البحرينيون رحلوا أو تم ترحيلهم من المستشفى، والأطباء الأجانب بات العثور على الكفاءات والخبرات منهم شبه مستحيلاً بعد تضاعفت أجورهم خمس مرات على الأقل، وأصبحوا عملة نادرة على مستوى العالم، وغدت وزارة الصحة بمخصصاتها المالية المحدودة عاجزة عن الحصول على هذه العملة النادرة.
وأما مستوى العلاج فالاطلاع على أرقام أعداد المرضى الذين أرسلوا إلى الخارج وكلفة علاجهم أكبر دليل على تدني مستوى العلاج وعدم قدرته على مجاراة تطور الأمراض وتصاعد أعداد المرضى المصابين بها، فهؤلاء المرضى بلغ عددهم 568 في عام 2011 ارتفع إلى 686 في 2012 ثم إلى 772 مريضاً حتى أكتوبر من 2013، أما كلفة العلاج في الخارج فبلغت 13 مليون دينار في 2011 ارتفعت إلى 15.9 مليون في 2012 ثم إلى 18.5 مليون دينار حتى نوفمبر 2013.
أمراض مستشفى السلمانية الوحيد تشمله من الخارج أيضاً حيث يعاني منذ سنوات طويلة من أزمة مواقف السيارات، الجهة الوحيدة المستفيدة منها إدارة المرور التي توقع المخالفات على الذين يذهبون للعلاج بالمستشفى ولا يجدون مواقف لسياراتهم في ظل صمت وزارة الصحة.
علاج هذه الأمراض المستعصية لأمراض السلمانية والخدمات الصحية هو تضافر الجهود الجدية والمخلصة للحكومة والقطاع الخاص لبناء أكثر من مستشفى تخصصي حكومي والاهتمام بالكادر الطبي البحريني وبسمعتهم وكذلك سمعة مستشفى السلمانية.