حسب التعريفات؛ فإن «الكاريزما» وصف يطلق على الجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص بما يمتلكونه من قدرة على التأثير في الآخرين. أي أن صاحب الكاريزما يتمتع بسلطة فوق العادة تفرضها شخصيته، وأنه بهذه الشخصية التي حباه الله بها يمتلك سحراً شخصياً، من خلالها يستطيع أن يثير الولاء والحماس لدى الآخرين من دون أن يبذل أي جهد.
وحسب الويكبيديا؛ فإن كلمة «كاريزما» تأتي من الكلمة الإنجليزية (Charisma) وأصلها يوناني وتعني الهدية أو التفضيل الإلهي. لا يوجد تعريف دقيق للكلمة؛ لكن يمكن ربطها بشخصية معينة والقول إن الشخصية «الكاريزمية» هي التي لها قدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع وأسر الآخرين، وهي التي تمتاز بالقدرة على إلهام الآخرين عند الاتصال بهم وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد.
الحديث عن الشخصية «الكاريزمية» تعني باختصار الحديث عن رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، فهو المثال البارز الذي يمكن أن يعين على فهم معنى «الكاريزما»، ذلك أن كل ما ورد هنا من معلومات عن هذا النوع من الشخصية ينطبق على سموه بشكل دقيق؛ فلسموه جاذبية كبيرة وحضوره طاغ، وله قدرة على التأثير على الآخرين، ويمتلك قدرات غير عادية في القيادة والإقناع، وعلى سموه تنطبق بقية الصفات التي تم ذكرها لبيان معنى «الكاريزما».
خليفة بن سلمان هو المرادف الطبيعي للـ «كاريزما»، وهو المثال الذي يسهل به بيان معنى هذه المفردة التي هي بالفعل هبة من رب العالمين.
عندما تطلب من العامة وصف خليفة بن سلمان يقولون لك ببساطة «له هيبة»، يلخصون بهذه الصفة معنى «الكاريزما» وتعريفها ولكن بأسلوبهم الشعبي، فلخليفة بن سلمان هيبة يفرضها حضوره وتفرضها قدرته غير العادية على جذب الآخرين إليه والتأثير فيهم، وقدرته في القيادة.
من يحضر مجلس سموه يوافق على كل ما تم ذكره هنا. إن جولة سريعة في وجوه الحاضرين يتبين معها «الكاريزما» التي يمتلكها هذا القيادي الفذ الذي يستطيع أن يشد الآخرين إليه ويأسرهم بحديثه، ويتبين معها هيبته التي تكون حاضرة رغم حديثه البسيط الذي يخرج من قلبه مباشرة ليصل إلى قلوب مستمعيه، ورغم جو الألفة الذي يحرص سموه على توفيره من خلال تعليقاته المرحة وملاحظاته الذكية.
عندما يتحدث خليفة بن سلمان ينصت الجميع باهتمام ويحرصون على ألا تفوتهم أي كلمة تصدر عنه، ويحاولون قراءة ما بين السطور، فهم يعرفون أن سموه يضمّن حديثه العام والبسيط رسائل سياسية قوية ومهمة، تعينه قدراته وشخصيته «الكاريزمية» على ذلك، فيرسل ما يشاء من رسائل بكل يسر وسهولة وهو واثق أن ما قاله سيصل إلى المعنيين وسيفهمونه جيداً.
الاثنين الماضي استقبل سموه في مجلسه العامر المواطنين من مختلف أطياف المجتمع، وكان من بين الحاضرين عدد من السفراء العرب والأجانب. ببساطة تحدث سموه وأوصل من خلال حديثه العام مجموعة من الرسائل المهمة إلى السفراء مجتمعين وإلى كل سفير على حده، فأكد موقف المملكة من العديد من القضايا ونوه بأداء كل سفير وبدوره في تطوير العلاقات بين بلاده والمملكة، وشرح موقف البحرين من الأحداث التي تخطت ثلاثة أعوام ووجه الاتهامات إلى أطراف بعينها؛ منظمات ودول. كل هذا حدث ببساطة وبهدوء وباستخدام جمل قليلة.
الحديث عن هذا القائد الفذ وما يتمتع به من قدرات غير عادية وشخصية مؤثرة يعزز فهم معنى «الكاريزما»، ويكشف في الوقت نفسه ما يفتقده أولئك الداخلون عالم السياسة عنوة من صفات لو كانوا يمتلكونها لكان وضعهم الآن أفضل ولتمكنوا من تحقيق بعض ما كانوا يأملون.