ضحكت من القلب، على من عنون مقاله بالأمس «ما حك ظهرك مثل ظفرك» وتساءلت .. يا أخي ما أنت طعنت بخنجرك ظهرنا حين وثقنا بك لتحكه، ألم ينشف ريقنا ونحن ننادي على مجموعتكم التي جابت الأرض تستعين بالأجنبي إنه ما حك ظهرك غير ظفرك ولم تصغوا ولم تسمعوا؟ ما أنت ومجموعتك من سن تلك السنة (الحميدة) ولم يبق أجنبي في الكرة الأرضية إلا واستعنتم به علينا، الآن أصبحت الاستعانة بأجنبي خطأ وجريمة وظفر غير ظفرك؟!!
تعليقاً على إعلان مجموعة من البحرينيين ومجموعة من المقيمين الدائمين في البحرين نيتهم لإقامة المعرض المتنقل «هذه هي البحرين» في عدة عواصم أوروبية استنفرت جريدة الوفاق قوتها لمنعه وكتب رئيس تحريرها إن ترك أجانب يتحدثون عن البحرين يعد استعانة بالأجنبي وأورد مقولة الإمام الشافعي «ما حكَّ جلدك مثل ظفرك... فتولَّ أنت جميع أمرك» ورداً على هذا الاستشهاد نستشهد له إن كانت الحكم والأمثلة والمقولات الشهيرة تستهويه بقول المتوكل «لا تنه عن خلق وتأت بمثله .. عار عليك إن فعلت عظيم».
الآن؟ الآن تذكرتم هذا القول؟ أين كان الإمام الشافعي حين استنجدتم برؤساء ومسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية واستنجدتم ببريطانيا واستنجدتم بالناتو واستنجدتم بالجن الأزرق وصرختم تشكون لهم قصف الأباتشي والجثث ملقاة على الطريق؟ ألم يكن هؤلاء أجانب حينها؟ أم كل هؤلاء الذين توسلتم تدخلهم في شؤوننا وأن يحكوا لكم ظهركم كانوا من العرب الأعارب من سليلي نجد والحجاز؟ هل كان أوباما مثلاً سليل عنترة العبسي حين صفقتم لخطابه الذي ذكركم فيه؟ أم يا ترى كانت «بيلاي» من مواليد بلاد القديم حين كانت تهدد البحرين بخطابها؟ أم «أشتون» تراها كانت من كرباباد حين كانت توبخ البحرين؟ أم ترى جو ستورك من مواليد سترة سفالة وهو يكتب تقاريره عن البحرين ونحن لا ندري؟ أليس هؤلاء الأجانب من كان يحك لكم ظهركم حينها؟!!
ثم أين كان الإمام الشافعي حين كانت الوفود من مجموعتكم تتنقل بين القارات الخمس سائحين في عواصم أوروبا وأمريكا مستعينين بكل أجانب الكرة الأرضية رافضين الحديث مع شركائهم في الوطن؟!! أين كان الإمام الشافعي حين أقمتم المعارض في الدول الأجنبية ويرافقكم الإيراني والعراقي واللبناني والدنماركي يسندكم ويحك لكم ظهركم؟
لم يستيقظ الإمام الشافعي إلا الآن؟ لم تتذكرونه إلا حين أراد (أجنبي) مقيم من عشرات السنين على أرض البحرين أن يقول إنني سعيد في هذه الأرض الطيبة، إنني أمارس حريتي وعقيدتي في بيئة حميمية وفي ظل نظام منفتح على كل حضارات العالم؟ تذكرتم الإمام الشافعي فقط حين أراد (أجنبي) أن يعبر عن «الوفاء» ويعبر عن «الولاء» لأرض أكل وشرب وعاش وأنجب أبناءه عليها فلم يجحد ولم ينكر ولم يدعِ المظلومية، بل حمد وشكر وشعر بضرورة رد الجميل لهذه الأرض، ولهذا النظام الذي سمح بهذا القدر من الحريات الذي لم يجده ولم يشهده في مكان آخر في العالم؟
أهذا الأجنبي ممنوع من الحديث عن البحرين، وذاك الأجنبي الذي استعنتم به لطعن البحرين مسموح له أن يتحدث عن البحرين؟
وبما أننا دخلنا منظومة المقولات الشهيرة فاسمع هذه الحكاية، قبل مائة سنة قال الإمام محمد عبده مقولة شهيرة تفي بالغرض وبالخلاصة، حين زار فرنسا ورأى قيماً وأخلاقاً ومبادئ عظيمة في التعامل بين البشر هناك، قال عبارته المشهورة التي تعبر بإيجاز حين عاد للقاهرة «رأيت إسلاماً ولم أرَ مسلمين، وفي بلاد الإسلام رأيت مسلمين ولم أرَ إسلاماً»
الانتماء لعقيدة أو لأرض أو لأي شيء، ليس بالأقدمية، والانتماء ليس شعوراً يكتسب بالولادة، بل هو ترجمة فعلية وممارسة على الأرض، فكم من أجنبي في الممارسة كان «بحرينياً» حتى النخاع حك ظهر البحرين حين احتاج ظهرها للسند وللعون، أكثر من ألف بحريني اكتسب هذه الصفة بالولادة فحسب وأشاح بوجهه وطعن البحرين في ظهرها حين وثقت به،.. تذكروا كم يكلفنا الآن إظهار ما كنتم تخفونه وتكتمونه وتضللونه، ويتبرع الآن (أجانب) للحديث عنه بكل حب وبكل امتنان ... فسبحان الله نحن أيضاً رأينا جمال البحرين في عيون غير بحرينية، ورأينا بحرينيين لا يرون البحرين برمتها فكيف سيرون جمالها؟!
الخلاصة .. مجموعتكم آخر من يتكلم عن الاستعانة بالأجنبي .. رجاء دعونا ننشغل بما هو مهم ولا تفتحوا على أنفسكم أبواباً تريدون أنتم أن تغلقوها وننساها.