لا يمكن القبول بمساومة الخوف من التطرف مقابل تحقيق مكتسبات سياسية لبعض الجماعات الراديكالية نهائياً. وما يجري الترويج له الآن لا ينبغي التعامل معه أكثر من مجرد محاولات إعلامية فاشلة لإثارة الخوف والهلع والدفع نحو حلحلة بعض المسائل، فهو خيار بلاشك غير مجدٍ البتة.
طبعاً نخشى من التطرف ولكننا لا نخشى على البحرين من التطرف، لأن المجتمعات التعددية تقوم على مبادئ التعايش وقبول الآخر، ونبذ الإقصاء ونفي الآخر. ولذلك كلما تكون هناك محاولات إقصائية من بعض الجماعات الدينية والسياسية يكون الفشل نهايتها.
من يتبنى الإقصاء سيظل يحاول نشر أفكاره المتطرفة دائماً دون توقف، وقد ينتهي ويرحل دون أن يرى أفكاره المتطرفة قيد التنفيذ، ولدينا في البحرين الكثير من النماذج التي تبنت أفكاراً متطرفة، وفي النهاية رحلت عن هذه الدنيا بهدوء، ولم يعد أحد يتذكرها أو يتذكر أفكارها المتطرفة.
من الأسباب الرئيسة لفشل الأفكار المتطرفة في البحرين أن من يتبناها لا يدرك جيداً تأثير عوامل الجغرافيا السياسية على المجتمع البحريني، فالمجتمعات والدول الجزرية تمتلك خصوصية فريدة مختلفة عن تلك المجتمعات مترامية الأطراف أو حتى الساحلية أو الجبلية منها، فالمجتمع الجزري مجتمع يتسم بعلاقات اجتماعية قوية، ونزعات فردية نحو الترابط أكثر من أي مجتمع آخر. وهذه الخصائص هي التي تحمي تماسكه، وتحافظ على التعايش بين مختلف مكوناته المتعددة.
غالباً ما يأتي الساسة من الجماعات السياسية المختلفة، ويحملون نظرة تقوم على قدرتهم بنشر أفكارهم، وتحويل المجتمع البحريني إلى نمط فكري معين يعتقدون بصوابيته. ولكن معطيات التاريخ أثبتت صعوبة تحقيق ذلك، وأثبتت أيضاً حتمية وضرورة التنوع بين هذه الأفكار التي تعد مصدر قوة، وليست مصدر ضعف، فالتنوع قوة وليس ضعفاً.
إذا افترضنا أن التطرف سيكون سبباً لتقديم تنازلات سياسية، فإن هناك مجتمعات واجهت مثل هذا التطرف، ولكنها لم تقدم أياً من التنازلات المطلوبة أو المتوقعة، ومن أهم الأمثلة على ذلك المجتمع الأمريكي الذي تعرّض لضربة تاريخية من تنظيم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001، ولكنه لم يقرر الخضوع للمخاوف التي أثيرت آنذاك من إمكانية تزايد التطرف بين الشبان المسلمين في المجتمع، بل لم يهتم بذلك كثيراً، وسعى لاحتواء وتفكيك وضرب هذا الفكر المتطرف، ولا أعتقد أن هناك تنازلات قدمت لمن حمل الفكر المتطرف وواجه الولايات المتحدة.
لذلك لا ينبغي التنازل للجماعات المتطرفة، ولا ينبغي التنازل لمن يحمل فكراً متطرفاً، بل يجب مواجهته وعزله عن المجتمع تمهيداً للقضاء عليه إن لم يكن الآن بل مستقبلاً، لأنه لا مكان للتطرف في البحرين.
طبعاً نخشى من التطرف ولكننا لا نخشى على البحرين من التطرف، لأن المجتمعات التعددية تقوم على مبادئ التعايش وقبول الآخر، ونبذ الإقصاء ونفي الآخر. ولذلك كلما تكون هناك محاولات إقصائية من بعض الجماعات الدينية والسياسية يكون الفشل نهايتها.
من يتبنى الإقصاء سيظل يحاول نشر أفكاره المتطرفة دائماً دون توقف، وقد ينتهي ويرحل دون أن يرى أفكاره المتطرفة قيد التنفيذ، ولدينا في البحرين الكثير من النماذج التي تبنت أفكاراً متطرفة، وفي النهاية رحلت عن هذه الدنيا بهدوء، ولم يعد أحد يتذكرها أو يتذكر أفكارها المتطرفة.
من الأسباب الرئيسة لفشل الأفكار المتطرفة في البحرين أن من يتبناها لا يدرك جيداً تأثير عوامل الجغرافيا السياسية على المجتمع البحريني، فالمجتمعات والدول الجزرية تمتلك خصوصية فريدة مختلفة عن تلك المجتمعات مترامية الأطراف أو حتى الساحلية أو الجبلية منها، فالمجتمع الجزري مجتمع يتسم بعلاقات اجتماعية قوية، ونزعات فردية نحو الترابط أكثر من أي مجتمع آخر. وهذه الخصائص هي التي تحمي تماسكه، وتحافظ على التعايش بين مختلف مكوناته المتعددة.
غالباً ما يأتي الساسة من الجماعات السياسية المختلفة، ويحملون نظرة تقوم على قدرتهم بنشر أفكارهم، وتحويل المجتمع البحريني إلى نمط فكري معين يعتقدون بصوابيته. ولكن معطيات التاريخ أثبتت صعوبة تحقيق ذلك، وأثبتت أيضاً حتمية وضرورة التنوع بين هذه الأفكار التي تعد مصدر قوة، وليست مصدر ضعف، فالتنوع قوة وليس ضعفاً.
إذا افترضنا أن التطرف سيكون سبباً لتقديم تنازلات سياسية، فإن هناك مجتمعات واجهت مثل هذا التطرف، ولكنها لم تقدم أياً من التنازلات المطلوبة أو المتوقعة، ومن أهم الأمثلة على ذلك المجتمع الأمريكي الذي تعرّض لضربة تاريخية من تنظيم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001، ولكنه لم يقرر الخضوع للمخاوف التي أثيرت آنذاك من إمكانية تزايد التطرف بين الشبان المسلمين في المجتمع، بل لم يهتم بذلك كثيراً، وسعى لاحتواء وتفكيك وضرب هذا الفكر المتطرف، ولا أعتقد أن هناك تنازلات قدمت لمن حمل الفكر المتطرف وواجه الولايات المتحدة.
لذلك لا ينبغي التنازل للجماعات المتطرفة، ولا ينبغي التنازل لمن يحمل فكراً متطرفاً، بل يجب مواجهته وعزله عن المجتمع تمهيداً للقضاء عليه إن لم يكن الآن بل مستقبلاً، لأنه لا مكان للتطرف في البحرين.