في قانون الحياة «لكل شيء ضد»، وبناءً على قانون الأضداد، لطالما تساءلت عما يقابل جمهورية أفلاطون ومدينة الفارابي الفاضلة!!
يقول علماء النفس إن الإنسان يحلم بما يفكر به في حالة اليقظة، وإن من أنواع الأحلام ما يحقق رغبة، ولأن رغبتي كانت ملحة في إشباع فضول المعرفة وحشريته، كان لي ما أردت، إذ خطفتني أحصنة الحلم لمدينة تقابل الرؤى الأفلاطونية والفارابية، إنها مدينة الرذيلة والفساد.. بكل أشكاله.!!
في انتقال مبهر تجاوز قوانين الزمان والمكان.. وجدتني أمام مسؤول «وصولي».. في مدينة لا أعرفها.. خيل لي أنها مملكة للشر.. وأن سكانها خدم وعبيد لدى الشيطان، وجميعهم سفراؤه، لذلك كان ذلك المسؤول بانتظاري.. ليقدم لي دروساً وعبراً أتعلمها على يده وتعينني على الخوض في معترك الحياة المهنية في مؤسسته. كم كان طيباً ولطيفاً!!
عندما قابلت هذا المسؤول، رفض أن يضيفني القهوة، معللاً أنها من المنبهات القوية التي قد تسبب لي تشنجاً حاداً إلى جانب الدروس التي سيعلمني إياها من خلاصة تجاربه في العمل الحكومي، وخبرته في تدمير مقترحات كبار المسؤولين وتحويلها إلى أرشيف فارغ. وكم كان كريماً عندما طلب لي كأساً من عصير الليمون بالنعناع ليضمن استرخاء أعصابي، وتركيزي في دروسه وعبره.
على يد هذا المسؤول الوصولي العظيم.. تعلمت الكثير.. فاسمحوا لي أن أشارككم بعض الفوائد.
تعلمت كيف تخلع المنافسة أثواب الشرف لتتعداها للتدمير والتشويه وكل ممارسة مبتذلة، لا تليق بموظف عام لاسيما إن كان مسؤولاً.
تعلمت كيف يتدثر المسؤول بذريعة النسيان لتعطيل الأعمال، ثم يصيح بموظفيه لأنهم لم يمارسوا مهمة «المنبه» التي ابتدعها ليدقوا له أجراس المهمة في كل حين، وإذا ما فعلوا اتهموا بالتمادي والإلحاح.!!
تعلمت كيف يستنفد المسؤول جهود موظفيه في بيروقراطية لعينة ليس تنظيماً للعمل وإنما تشتيتاً للتركيز واستهلاكاً للطاقات والوقت.
تعلمت كيف تكافح الموهبة بالتهميش والتسويف والانتقاد الهدام، إنها فن لا يجيده كثيرون بهذا المستوى من الاحترافية والنظافة، «فن التدمير».
تعلمت كيف يميز المسؤول بين موظفيه، فيمنح المتكاسل المتراخي عظمة وجبروتاً وتشجيعاً فيما يستمر في حربه التدميرية بأسلحتــــه المجنـــزرة نفسيـــة وقانونيــة للعاملين المجتهدين.
تعلمت كيف تسرق الجهود عياناً وكيف يتحول الموظف العام إلى موظف لحساب المسؤول وبما يصــب في رصيده الوظيفي وإنجازاته. وأستغرب بشدة كيف لا ينتبه كبار المسؤولين لمثل هؤلاء.!!
تعلمـــت أن الـــذوق العــــام لا يجيـــــده المسؤولون إلا مع أولئك المتماشين مع أذواقهم وأمزجتهم، وكيف تسلب منهم الأخلاق فجأة أمام آخرين، ما يعكس مدى عجز وسخف هذا المسؤول وتبجحه الفارغ.
تعلمــت أن كثيــراً من المسؤولين تزينهم الألقاب والكراسي، ولو سقطت تلك الزينة لتكشفــت عــورات شخصياتهـــم الفارغة ولهوت أسماؤهم على عروشها.
وفي غمرة هذا التعلم.. استيقظت فزعة من نومي، أتفحص رأسي أن لم ينبت له قرنان كقرني الوصولي الشيطاني، وحمدت الله مراراً على أن ما مضى.. لم يكن إلا كابوساً.
يقول علماء النفس إن الإنسان يحلم بما يفكر به في حالة اليقظة، وإن من أنواع الأحلام ما يحقق رغبة، ولأن رغبتي كانت ملحة في إشباع فضول المعرفة وحشريته، كان لي ما أردت، إذ خطفتني أحصنة الحلم لمدينة تقابل الرؤى الأفلاطونية والفارابية، إنها مدينة الرذيلة والفساد.. بكل أشكاله.!!
في انتقال مبهر تجاوز قوانين الزمان والمكان.. وجدتني أمام مسؤول «وصولي».. في مدينة لا أعرفها.. خيل لي أنها مملكة للشر.. وأن سكانها خدم وعبيد لدى الشيطان، وجميعهم سفراؤه، لذلك كان ذلك المسؤول بانتظاري.. ليقدم لي دروساً وعبراً أتعلمها على يده وتعينني على الخوض في معترك الحياة المهنية في مؤسسته. كم كان طيباً ولطيفاً!!
عندما قابلت هذا المسؤول، رفض أن يضيفني القهوة، معللاً أنها من المنبهات القوية التي قد تسبب لي تشنجاً حاداً إلى جانب الدروس التي سيعلمني إياها من خلاصة تجاربه في العمل الحكومي، وخبرته في تدمير مقترحات كبار المسؤولين وتحويلها إلى أرشيف فارغ. وكم كان كريماً عندما طلب لي كأساً من عصير الليمون بالنعناع ليضمن استرخاء أعصابي، وتركيزي في دروسه وعبره.
على يد هذا المسؤول الوصولي العظيم.. تعلمت الكثير.. فاسمحوا لي أن أشارككم بعض الفوائد.
تعلمت كيف تخلع المنافسة أثواب الشرف لتتعداها للتدمير والتشويه وكل ممارسة مبتذلة، لا تليق بموظف عام لاسيما إن كان مسؤولاً.
تعلمت كيف يتدثر المسؤول بذريعة النسيان لتعطيل الأعمال، ثم يصيح بموظفيه لأنهم لم يمارسوا مهمة «المنبه» التي ابتدعها ليدقوا له أجراس المهمة في كل حين، وإذا ما فعلوا اتهموا بالتمادي والإلحاح.!!
تعلمت كيف يستنفد المسؤول جهود موظفيه في بيروقراطية لعينة ليس تنظيماً للعمل وإنما تشتيتاً للتركيز واستهلاكاً للطاقات والوقت.
تعلمت كيف تكافح الموهبة بالتهميش والتسويف والانتقاد الهدام، إنها فن لا يجيده كثيرون بهذا المستوى من الاحترافية والنظافة، «فن التدمير».
تعلمت كيف يميز المسؤول بين موظفيه، فيمنح المتكاسل المتراخي عظمة وجبروتاً وتشجيعاً فيما يستمر في حربه التدميرية بأسلحتــــه المجنـــزرة نفسيـــة وقانونيــة للعاملين المجتهدين.
تعلمت كيف تسرق الجهود عياناً وكيف يتحول الموظف العام إلى موظف لحساب المسؤول وبما يصــب في رصيده الوظيفي وإنجازاته. وأستغرب بشدة كيف لا ينتبه كبار المسؤولين لمثل هؤلاء.!!
تعلمـــت أن الـــذوق العــــام لا يجيـــــده المسؤولون إلا مع أولئك المتماشين مع أذواقهم وأمزجتهم، وكيف تسلب منهم الأخلاق فجأة أمام آخرين، ما يعكس مدى عجز وسخف هذا المسؤول وتبجحه الفارغ.
تعلمــت أن كثيــراً من المسؤولين تزينهم الألقاب والكراسي، ولو سقطت تلك الزينة لتكشفــت عــورات شخصياتهـــم الفارغة ولهوت أسماؤهم على عروشها.
وفي غمرة هذا التعلم.. استيقظت فزعة من نومي، أتفحص رأسي أن لم ينبت له قرنان كقرني الوصولي الشيطاني، وحمدت الله مراراً على أن ما مضى.. لم يكن إلا كابوساً.